اعلان انقلاب ....!

(سطــور مــن محبرة العماد (موضوع متجدد)




العالم يتغير من حولنا يوما بعد يوم ويمضي نحو الأفضل
وفي كل يوم تتجدد الحياة بصورها المختلفة والمتلونة والتي تضفي رونقاً
وجمالا على وجوه البشر الساكنين على أرض هذا الكوكب ...
يولد مولود ويموت شيخ بعد امضي حياته في الضرب في الأرض بعصاه
ليجني ثمرة طيبة لولده والذي سيحل محله بعد رحيله
وانقضاء فترته الافتراضية للحياة البشرية ...






ونحن كجزء من هذا العالم تهمنا هذه التغيرات التي تحصل من حولنا
ونصاب بالدهشة والترقب للجديد الذي يأتينا من مغرب الشمس في كل يوم
بينما لا ننتظر اشراقة شمس جديدة مدهشة من جهة الشروق
فقد أصبحت رحلة الشمس اليومية رحلة طبيعية
ولا نأبه بترقبها ونلوي رقابنا في الاتجاه الأخر ...





نتساءل عن النجاح والمفاجآت التي نشاهدها يوميا كيف تصنع ومن يصنعها؟
ولماذا لا نكون نحن من أصحاب تلك المفاجآت الجديدة
ونواكب سير عجلة الزمن والتاريخ ونسهم في صناعة الجديد ..!
ونتساءل عن السر الذي يمتلكونه كي يستطيعون صناعة العالم الجديد والتقدم الملحوظ ..






دائما ما يأتي التغيير بعد انقلاب
عسكري أو اقتصادي أو سياسي أو فكري وصناعة الثورة المعلوماتية
لم تأتي إلا بعد انقلابات متتالية على الجهل والعادات المستعصية
والفكر المتجمد التي كانت تحيط بالإنسان الغربي واستطاع الانقلاب عليها
والتحرر من قيودها وبعد ذلك وجد الدرب الصحيح
الذي سلكه ووصل إلى ما وصل إليه ..





دعونا نبدأ بالسطر كمقدمة بسيطة للفكرة الانقلابية ...
فالكتابة بكافة أشكالها الأدبية والسياسية والعلمية من مئات السنين
وهي كتابة معتقة لم تستطع التحرر من القيود التي فرضت على معصمها
فالشعر مثلاً ظل في عالمنا العربي وتاريخنا شعر مقفى
على طراز امرئ القيس وعنترة والمتنبي ومن خلفهم من الشعراء
الذين من بعدهم وأهمل التاريخ الكثير منهم لأنهم لم يقدموا جديدا
ولم يعرفوا الطريقة الانقلابية
إلا في العصر الحديث عندما انقلب الشعراء المعاصرين
على عادات الشعر واتوا بالشعر الحر (النثر)
فكان بمثابة ثورة على التقاليد الأدبية والشعرية المتبعة
فوجدوا صدى لانقلابهم وحققوا نجاحا منقطع النظير في أشعارهم
ولمعوا مثل أولئك الشعراء القدامى
في بداية العصر الجاهلي .





دائما ما يخاف صناع الانقلابات السياسية ويصابون بالقلق
من تقبل الشعب لثورتهم ويضلون يترقبون ردة الفعل بالكثير
من الاضطراب والتوتر
ولربما ينتظرون طويلا كي تأتي ردة الفعل
وكذلك هي جميع الانقلابات التي يجب ان نعلنها فعلينا ألا ننتظر النتائج
بسرعة وأن نـتأنى في الحكم على العمل بالنجاح
أو الفشل فكسر عادات المجتمع ولفت أنظارهم
لا يأتي بين عشية وضحاها فالبشر قابلون للتغيير وهناك فرق بين حبة الفول
ورأس الإنسان وفرق كبير
يجب أن نعيه جيداً فحبة الفول تضل محافظة على جيناتها
وسماتها منذ أن خلق الله الأرض ولا تتغير , ولكن رأس الإنسان
الذي أكرمه الله بنور العقل
قابل للتغيير والتفكير والانقلاب والتماشي مع الحاضر المعاش
بكل رزانة وثقة وذكاء ..





العقل العربي للأسف يعد سهماً متجها إلى الوراء ..
صحيح أننا شعب منتج ولدينا الكثير من الطاقات الإنتاجية الرائدة
ولكن نحن في إنتاجنا نضل نقلد الآخرين
ولم نأتي بجديد وإنما نتذكر ونمثل في سينما الحياة
للأدوار التي مثلها نجوم هوليود ونحاول ان نتقمص شخصياتهم
ونلمع مثلهم ونصير نجوما فقط وحسب..!
ولا نفكر أن نكون أقمارا يضاهي نورها نور النجوم
ونكون الأفضل في المدار والأفلاك ..
هناك ألف سنة ضوئية تفصلنا عن الركب المتجه نحو المستقبل
ويضل الإنسان العربي كالنخلة النابتة في قلب الصحراء
تثمر في موعد محدد فيقوم الناس
بجني ثمارها وينتظرون عاما كاملا ليأتي موعد الحصاد
وتخلد هذه الطريقة وتصبح ذاكرة متجمدة لا يجوز المساس بها ولا التغيير
ونضل نأكل التونة المعلبة الشبيهه بتلك الذاكرة
وتنمو أجسادنا وعقولنا من تلك المعلبات ولا نحاول أو نفكر
بحمل شباكنا والاتجاه نحو البحر ..





الشرط الانقلابي في تفكيرنا مهم جدا للخروج من دائرة الخمول
المحيطة بعقولنا والتي تراكمت عليها ترسبات السنين ..
علينا أن نتحرر من الماضي أولاً وقيوده ونعيش
بأحلامنا على المستقبل فأن بقيت أيها العربي على هذه الطريقة
ستضل كحاجب على باب سلطان الماضي او كنائب لرئيس دولة عربية
أو وزير بلا حقيبة في حكومة فالمكان الطبيعي
للعقل العربي هو صف الانقلابيين
والثوار على العادات والتقاليد والغازين القاضين
على سلطنات الماضي المتأخرة وهو الهدف المنشود الذي تتجه إليه
قافلة المستقبل رغم اختلاف النغمات والأجراس المعلقة
في أعناق الجمال والبغال..


بقلم
A.AmaD
منقول من شبوة نت