المشهد العربي من نافذة الجنوب العربي

بقلم : صالح اْحمد البابكري *

اْن من يراقب المشهد العربي ومافيه من دماء ودمار واْحداث تدور رحاها في مختلف اْرجاء الوطن العربي تؤدي الى دمار الانسان العربي وتحطيمه نفسيا واْجتماعيا وتدمير البنى التحتية الصغيرة التي بنتها الشعوب العربية بالاظافر والاسنان يتبادر الى الى ذهنه وعلى الفور ماكان يحدث في حقبة ماكان يسمى بالتحرر العربي في حقبة الستينات من القرن الماضي مع اْشتداد الحرب الباردة بين المعسكرين التي اْشتعل اْوارها في اْعقاب الحرب العالمية الثانية والتي اْفضت الى تجاذبات واْستقطابات واسعة حول العالم بين تلك القوى المتصارعة وكان ضحيتها بكل تاْكيد هي شعوب العالم الثالث الاْقل حظا في التحضر والنماء الاْقتصادي والاْقل استعداد في الدفاع عن نفسها اْذ شكل وضع هذه الشعوب اْيضا نفس المشهد في ما بعد الحرب العالمية الاْولى حيث تعرضت هذه الشعوب نفسها في العالم العربي وبقية مناطق العالم على اْختلاف تباعدها والوانها واْعراقها ودياناتها لنفس الاْبتزاز والقهر من قبل القوى المنتصرة وقتذاك على المانيا ودولة الخلافة الاسلامية العثمانية ومن معهم والمنتصر كان يمثله بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا القيصرية وكانت الايدولوجيا في ذلك الزمن واحدة وهي السيطرة الامبريالية للراْسمالية العالمية على اْختلاف ما وصلت اليه الاْمور فيما بعد الحرب العالمية الثانية والتي كان الايدولوجيا في الغرب الراْسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهو راْسمال وفكر صهيوني يتخفى خلف تمثال الحرية كشعار ...والايدولوجيا الاْخرى يمثلها الاتحاد السوفيتي وتتمثل في نظرية كارل ماركس وكتابة فائض القيمة اْلخ
وهانحن في هذه اللحظة التاْريخية المعاصرة هانحن في تحولات عالمية جديدة تحمل في ثناياها الشيء الكثير وعلى مختلف الصعد والتي بداْ ظهورها يتصاعد شيئا فشيئا منذ حوالي العقدين من الزمن اْظهرت فيه هذه المتغيرات الجديدة الكثير من القوى بجانب القوى اْنفة الذكر عبر مسارات تحولية القت على اْثرها بمعطياتها على الارض وتحتم التعامل معها كل بقدرته ومدى تقبله لذلك اْو رفضه اْلا اْمة العرب لازالت فريسة سهلة لكل تلك القوى القديمة والصاعدة ومازالت مستمرة في اْذعانها بروح خائرة كحقل تجارب ومكان تجاذب وبؤرة للاستقطاب ونقطة للتحارب في بين الطامعين للاستحواذ على مقدرات العرب المادية الكبيرة وجغرافيتها الاستراتيجية الفريدة في قلب الكرة الارضية .. وهذا ماجعل كل القوى القديمة والصاعدة تفكر في كيفية اْزاحة هذا الكم البشري في هذه الجغرافيا المهمة والعديم الجدوى والذي تحتوي اْرضه على اْهم واغنى موقع جغرافي على هذه المعمورة ومازالت تلك القوى مختلفة في كيفية اْزاحة هذا الكم البشري الخامل ومازالت مختلفة على توزيع الحصص بين تلك القوى الطامعة ..
اْن من يخطىء الطريق الصحيح يهيم على وجهه وينتهي به المطاف الى الارتماء على قارعتها هذا هو المشهد العربي المحزن والمؤسف ومانرجوه اْن لايبتاْس شعبنا العظيم شعب الجنوب العربي من عدم عون اْشقائه العرب ولعدم وقوفهم مع الحق الذي تمثله القضية الوطنية الجنوبية .. فمن ينصر من ومن يساند من اْن الثائرين من العرب يدمرون اْوطانهم ويحرقون زرعهم وضرعهم باْيديهم ومن لم يثر منهم يدفع كل ما يملكه لاستمرار هذا الوضع المؤسف على اشقائه ليرضي الاعداء ظنا منهم اْنهم سوف يرحمونهم ويبقون عليهم خارج هذه الثورة الزائفة التي لاتملك الفكرة ولاتجيد صياغة مشروع مستقى من حاجة شعوبها وفق معطياتها المادية والروحية واْرثها الحضاري بحيث يتناغم كل ذلك مع الزمان والمكان بطرائق خالية من الشطح والنطح الذي سارت عليه نفس الاْنظمة التي اْنتفضت عليها هذه الشعوب العربية اْلا اْن الثورة وقعت في نفس الخطاْ منذ اليوم الاْول باْستنجادها للنصرة بنفس الخصم الذي اْقام ودعم تلك الاْنظمة المنتفض عليها من قبل هذه الشعوب ويالهول المشهد وبؤسه وخلوه من العقلنة وصفاء الذهن وتبصر البصيرة ... والى لقاء قادم ان شاء الله
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ
4اْبريل 2013م