ملف القضية الجنوبية على مشارف جامعة الدول العربية والاْمم المتحدة

ملف القضية الجنوبية يتجه نحو الجامعة العربية والأمم المتحدة وتحذيرات من مشروع لتصفية قادة الحراك
الاثنين 19 أغسطس 2013 الساعة 08:00



تتصاعد تطورات القضية الجنوبية لتأخذ أبعاداً دولية، في ظل تزايد المخاطر الأمنية الناجمة عن الاغتيالات التي تستهدف ناشطي الحراك الجنوبي، بينما تراوح القضية دائرة الجمود في أروقة مؤتمر الحوار الوطني، مما يجعلها قنبلة موقوتة ستؤدي في حال انفجارها -حتماً- إلى فشل الحوار واللجوء إلى منطق آخر.

الأنباء أفادت أن هناك اتفاقاً يجري الحديث عن كيفية اخراجه الى الواقع بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ومراكز القوى الكبرى في السلطة والقبيلة يتضمن أن يكون شكل الدولة اتحادياً مع اعطاء صلاحيات واسعة للمحافظات والتخفيف من المركزية بشكل كبير وذلك لمدة خمس سنوات.. يأتي بعده الأخذ بالنظام الفيدرالي يتم الاتفاق عليه لاحقاً.. هل يكون من اقليمين أو أكثر ، وقد كشفت الأنباء أن الاتفاق لم يتم عرضه على ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، ولم يعلم به أعضاء مؤتمر الحوار الممثلون عن الحراك الجنوبي إلاّّ من خلال التسريبات الاعلامية.

وبالاضافة إلى هذا الاتفاق فقد شهدت الأيام الماضية عدداً من الأحداث والتطورات في ملف القضية الجنوبية، ومن أبرز هذه التطورات الزيارة التي قام بها علي سالم البيض -آخر رؤساء الجنوب قبل الوحدة- من بيروت إلى القاهرة، ولقاءه بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.. وأثارت القضية الكثير من التساؤلات وردود الفعل في مختلف الأوساط، وقد رحب عدد من الناشطين بالزيارة، واعتبروها اعترافاً عربياً رسمياً بالقضية الجنوبية ومطالب الحراك الجنوبي في تقرير مصير أبناء الجنوب وحقهم في فك الارتباط، خصوصاً وأن الزيارة جاءت بناءً على دعوةٍ رسمية من الأمين العام للجامعة العربية، وتخللتها اجتماعات رسمية مباشرة على مستوى رفيع..

في المقابل حذر ناشطون من وجود ضغوط دولية بواجهةٍ عربية تمارس على قادة الحراك، واعتبروا الزيارة آتية في هذا الاتجاه، وتكهنوا بتعرض الرئيس البيض خلال لقائه بأمين عام الجامعة العربية لضغوط كبيرة لإرغامه على التراجع عن مطلب فك الارتباط، وهو المطلب الذي يلتف حوله غالبية أبناء الجنوب، ويسعون من خلال حراكهم السلمي إلى تحقيقه، وبالرغم من ذلك يراهن ناشطون جنوبيون على قدرة البيض مقاومة الضغوط، مؤكدين أن مثل هذا اللقاء بحد ذاته يوصل رسالة واضحة للمجتمعين العربي والدولي بوجود قضية جنوبية عادلة، ومطالب شعبية لابد من أخذها بعين الاعتبار..

في صنعاء عبر المشاركون الجنوبيون في مؤتمر الحوار عن استيائهم العميق من الطريقة التي يتعامل بها بقية المشاركين مع القضية الجنوبية، مؤكدين في الوقت ذاته أنه في حال لم يتجاوب بقية المشاركين وخصوصاً من أبناء الشمال مع مطلبهم الرئيسي المتمثل بحقهم في استعادة دولتهم وتقرير مصيرهم، والتعامل مع هذا المطلب بجدية ومسؤولية، فإنهم سيلجأون إلى نقل ملف قضيتهم إلى الأمم المتحدة، وفقاً للقانون والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها..

على الجانب الميداني، يسود قلق بالغ في أوساط الحراك الجنوبي من تصاعد وتيرة العنف في ظل استمرار مسلسل استهداف ناشطي الحراك بصفة متزايدة، والتي كان آخرها اغتيال محمد فضل جباري نائب رئيس الحراك الجنوبي في الضالغ، وحذر الناشطون من وجود مشروع رسمي تنفذه حكومة صنعاء يسعى لتصفية قيادات وناشطي الحراك في إطار تصفية القضية الجنوبية ذاتها، واستهجنوا الأحاديث المتكررة عن وجود صراع بين ما يصفونها بأجنحة الحراك، ونفوا بشدة وجود أي صراع من هذا القبيل، محملين الأجهزة الأمنية مسؤولية هذه الاغتيالات الممنهجة ضد قيادات الحراك الجنوبي ورموزه وناشطيه..

في سياق متصل داهمت قوات الأمن السعودي فندقاً بجوار الحرم الملكي وألقت القبض على رجل دين حضرمي مقرب من الحراك الجنوبي أثناء تواجده بمكة لأداء العمرة.. ويحيط بحادث اعتقال الشيخ أحمد بالرعود خطيب وإمام جامع الفرقان بمدينة الشحر الكثير من الغموض والشكوك حول الدور السعودي في مستقبل القضية الجنوبية، خصوصاً وأن اعتقال بالرعود وعدد من مرافقيه واقتيادهم إلى جهة مجهولة، لا تعرف بالتحديد دوافعه الحقيقية الأمر الذي يعطي القضية الجنوبية أبعاداً دولية جديدة ويجعلها أكثر تعقيداً من أي وقت سابق..

الأيام والأسابيع القادمة ستشهد الكثير من التطورات التي ستحدد بلا شك مصير القضية الجنوبية ومستوى تلبية مطالب أبناء الجنوب الذين يؤدون على حقهم في تقرير مصيرهم.