هل الاْقاليم 1+5 من مخرجات دعوة الشراكة في هذه المنطقة..
بقلم /الباحث: علي محمد السليماني
الجنوب العربي القضية القديمة التي يصعب تجاوزها اْو تهميشها وإن كان سهل قضمها خلال العقود الخمسة الماضية حتى تم قضمه كاملا اْو اْبتلاعه كما قال الدكتور عبد الكريم الارياني ذات يوما .. ما أثار اْنتباهي هو هذا التسارع من بعض القوى الجنوبية ذات الصلة الوثيقة باْطراف الصراع في صنعاء الى التكالب المدهش لتاْييد مسمى الاقاليم الستة دونما تبصر عما يعنيه من قدم المشروع برؤيته العملية للمشروع ذاته ’ واْعني بمن قدم المشروع المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح (الاْخوان المسلمون ).. وهو يعود الى اْتفاقيات وتفاهمات ومخططات دولية قديمة تعود الى عشرينات القرن الماضي عندما عقد الاْمام يحيى تفاهمات مع الاستعمار البريطاني حول الشراكة الدولية مع الامام فيما يدعية من اْملاك اْسلافه في جنوبه اليمني .. حيث قرر مؤتمر الخبراء في الشرق الاْوسط المنعقد في القاهرة عام 1921م اعتماد العرض الطيب من الاْمام والقاضي اْن تتخلى بريطانيا عن المناطق الداخلية من الجنوب العربي لاْمام اليمن واْن يتخلى.. اْمام اليمن لبريطانيا وللقوى الدولية الشريكة لها عن خليج عدن وعدن نفسها واْجزاء من لحج وودلتا اْبين كخط دفاعي .. مع التزام الاْمام بمنح السكان المحليين في تلك المناطق الداخلية حكم اداري يناسبهم ..
ولاشك اْن فكرة الاْمام مستوحاه من تقسيم بريطانيا للجنوب العربي الى مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية .. بينما مصالحها الحقيقية تتركز في مستعمرة عدن مع الاعتقاد اْن المحميات الشرقية تختزن في باطنها معادن وثروات نفطية وغازية لكنها صعبة التكاليف في مجالي الاستكشاف والانتاج ’قياسا بالاسعار العالمية الزهيدة في ذلك الزمان المبكر ..
غير اْن الحرب العالمية الثانية قد اْوجدت مناخات مغايرة للاْطماع التوسعية والاستعمارية .. فجاء المد التحرري وحركات التحرر الوطني التي تطالب باستقلال بلدانها وتحرير شعوبها من ربقة الاستعمار الاجنبي ..وكانت رابطة الجنوب العربي ’ الرائدة في هذا المضمار التي وقفت حجر عثرة اْمام مطامع اْمام اليمن والاستعمار البريطاني.. والتفت جموع الشعب حول الرابطة وتوسعت دعوتها واْنتشرت في مختلف الاْوساط الاْجتماعية ومختلف المناطق في الجنوب العربي ’،، الاْسم ذو البريق’’ والذي ظلت تحرمه بريطانيا حتى اْضطرها الاْمر الى نفي تلك القيادات الرابطية ذات الدعوة الوطنية الوحدوية والهوية العربية الجنوبية’ بعد اْن خرجت الرابطة بتجربة غزيرة من نضالاتها القومية من خلال الكتيبة الاْولى والتي فشلت بعد إنفصال الشماليين بحركة ثورتهم عام 1948م ثم بعدها فشل المشروع الاسلامي من خلال الجمعية الاسلامية .. حتى تاْسست الرابطة خلال فترة 1948-1951م حيث تم اْشهارها رسميا باْسم رابطة اْبناء الجنوب , الاْمر الذي جعل الرابطة تركز في نضالاتها على الخصوصية الوطنية الجنوبية متمسكة بهويته الوطنية الجنوب العربي ’ ولاخماد هذه الدعوة واسكات هذا الصوت المعرقل للاطماع التوسعية الاْمامية ’ ومخططات السياسة البريطانية ’ والتي توصلت الى الاتفاق الانف ذكره من خلا ل قرار لجنة خبراء الشرق الاوسط , نفت قيادات الرابطة اْولا ثم عملت على اْختراقها من داخلها حتى تم تمزيقها’ ثم عمدت الى تشجيع القوى الهامشية الداعية الى يمنية الجنوب وعودة الفرع الى الاْصل وقد - لعب هذا الدور القذر 3 من المحسوبيين على الجنوب وهم ليسوا عرب ولاجنوبيين ولايمنيين - بنفس الطريقة التي تحدث داخل المكونات الحراكية الجنوبية اليوم, لكن الرابطة صمدت ولم تنكسر وساعدها تنامي الزخم الثوري التحرري فخضعت بريطانيا جزئيا واْخذت بالاْسم الوطني للجنوب العربي وإقامت حكومة إتحاد الجنوب العربي عام 1959م ’ الاْمر الذي اْثار غضب الاْمام الجديد في اليمن اْحمد حميد الدين واْعتبره مخالفا للاتفاق المبرم مع اْسلافه.. ولكن الانفجار اليمني الكبير في صنعاء 26/9/1962م عصف بالمنطقة برمتها واْوجد انقسامات والمزيد من الحماس الثوري .. ووجدت بريطانيا عند حلول موعد الاستقلال اْن اْفضل المشاريع هو منح الجنوب العربي لليمن حسب الاتفاق عام 1921م , لكن من خلال عمليات معقدة تهيء للامر وهو البدء اْولا باليمننة ثم الانتقال الى الوحدة ثم الانتقال الى تمكين اليمن من اْملاكه في الجنوب وتنفيذ الاتفاق القديم - الجديد ’ وكل ذلك يفسره دخول اْسم اليمن على المنطقة في 30نوفمبر 1967م وهو ماإدركه الرئيس الجنوبي الشهيد قحطان محمد الشعبي الصبيحي واْدى الى الانقلاب عليه والزج به في المعتقل حتى الوفاة حيث تم فرض وصاية صنعاء غير المباشرة على الجنوب اعتبارا من عام 1972م وحتى ولايتها المباشرة عام 1990م..
لكن المشكل هو في عناد شعب الجنوب العربي العظيم ’ والذي اْنطلق بزخم هائل وسلمي 2007م وتحت هدير الجموع الجنوبية الثائرة التي اْجبرت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اْن يعلن في يونيو من نفس العام من محافظة المهرة الجنوبية دعوته الشهيرة للاشقاء والاصدقاء الى شراكة واسعة وحقيقية في هذه المنطقة - طبعا يقصد الجنوب - , مستلهما المشروع القديم مع اْدخال تعديلات طفيفه عليه لصالح الشركاء الاْقليميين و الدوليين ..
وجاءت ثورة الربيع العربي المشبوه وجاءت المبادرة الخليجية واْخيرا بعد تعذر الوصول الى حل للقضية الجنوبية الذي بلغت وجهات النظر المقدمة لحل قضيته الى 14 رؤية ’ الاْمر الذي دفع بمجلس الاْمن الدولي الى فصل مسار القضية الجنوبية عن مسار المساْلة اليمنية ’والضغط على اطراف الصراع في صنعاء الى اْختتام اعمال مؤتمرهم الذي طال اْكثر مما يجب ’ وفعلا تم اْختتام المؤتمر اعماله بطريقة بهلوانية مكلوسة في 25 يناير 2014م واْلتف المؤتمر والاصلاح مستبقين قرار مجلس الاْمن الدولي ليعلنا وهما قطبا السباسة اليمنية عن مشروع الستة الاقاليم والاقليم الاقتصادي’ التي لايطالب بها اْحد في اليمن وبرفضها شعب الجنوب العربي العظيم ’ وتقبل بها بعض النخب السياسية الجنوبية بعضها بوعي ’والبعض الاْخر للعوز والفاقة وساقتها صنعاء سوقا الى تاْييد تلك المخرجات المشبوهة والتي من خلالها يتم تقاسم الجنوب اْوصال لحمة جاهزة على كل طامع وقوي...
4يوليو2014م
منقول...
موضوع: هل الاْقاليم 1+5 من مخرجات دعوة الشراكة في هذه المنطقة..بقلم/ الباحث:علي محمد السليماني 
الجمعة يوليو 04, 2014 9:21 pm
