صنعاء ليس بمقدورها إنهاء الصراع مع الجنوب العربي
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
لقد اْثبتت كل المسارات التي يحاول من خلالها المجتمع الدولي الراعي للعملية السياسية خلق سلام في الجهوية اليمانية عدم جدواها مع صنعاء والتي كانت ولازالت وستظل تتملص منها وتختلق الاْزمات الواحدة تلو الاْخرى وبكل منظوماتها السياسية والعسكرية والدينية والقبلية .. والسبب بطبيعة الحال معروفا وليس بخاف على اْحد ف ,,صنعاء ,, بالفعل ليس لديها المقدرة اْن تفسح المجال لايجاد حلول في هذه الجهوية حيث الاْمر في نظر صنعاء ومصالح فاسديها ومتنفذيها يتطلب المزيد من الاْزمات’كما اْن هذا الاْمر وهو الحقيقة ليس قي صنعاء بل في تل اْبيب إذ من المعروف اْن كل هذه المنظومات التي تدير الاْمور مرتبطة ارتباطا وثيقا لايدع للشك مكان بالكيان الصهيوني في اْسرائيل وليس منذ اْحتلالها للجنوب العربي عام 1994م بل ومنذ زمنا قديما سبق حتى إنقلاب سبتمبر 1962م ولم تاْت حركة إنقلاب سبتمبر إلا لمطلب ملح كان ظاهره لشعب اليمن ولكن باطنه هو مطلب صهيوني ملحا وهذا ماكشفت عنه سياسات صنعاء عبر عقودها الخمسة الماضية وحتى هذه اللحظة ..وكما تكشفت اْمور اْخرى بجانبه وهو ما اْتى في إسترتيجية شرق وغرب السويس بين الشرق والغرب بعد الحرب العالمية الثانية وما خلفها من اْمور شاهدنا اْحداثها في العالم العربي ومنها سحب القوات المسلحة المصرية الى مستنقع اليمن تلك القوات التي قدمت لمساعدة شعب اليمن الشقيق وماعرفت انها دخلت الى عقر دار الصهيونية العالمية في شبه الجزيرة العربية وتم إبادته وانهاكه وانهاك الجمهورية العربية المتحدة ’ واْدى الى هزيمة مصر والاْمة العربية في يونيو حزيرن 1967م وكذلك مناطق واسعة من العالم , لقد شدد البيان الصادر عن مجلس الاْمن الدولي طالبا من الرئيس عبدربه منصور هادي العمل لحل المشاكل السياسية في الشمال ( الجمهورية العربية اليمنية ) وهو البيان من وجهة نظرنا في الجنوب العربي ( ج.ي. د.ش ) الذي بداْ يلامس المساْلة اليمنية في الشمال ويحدد المشكلة الحقيقية فيها , وليس في الجنوب العربي الذي له قضبته بسماتها وخصائصها المميزة والمختلفة بعض الشيء عن مشاكل الشمال ( اليمن ) ومن اْجل ذلك يتجرع الجنوب العربي وشعبه كل الاْهوال والحروب والاْحتلال جراء الصراع الداخلي في الجمهورية العربية اليمنية والتي كلما تعقدت مشاكلها الداخلية صدرتها الى الجنوب العربي منذعام 1925م انتفاضة إب و1928م اْنتفاضة تعز في اليمن الاْسفل , والجنوب العربي يدفع ثمن الصراع بين مختلف اْطرافه اليمنية وزادت وتيرة الصراع بعد إنقلاب سبتمبر 1962م مما اْنعكس على الجنوب العربي بكل ما قدمه المشهد منذ 1967م وحتى اْتفاق جميع فرقاء الصراع بعد إعلان وحدة 22مايو1990م على اْحتلال الجنوب العربي عسكريا قي عدوانهم الشامل والغادر صيف 1994م .. وما اْن حل عام 1997م حتى بداْت مشاكلهم تتجدد ولم يحل لهم اْحتلالهم للجنوب العربي مشاكلهم المزمنة , العرقية والاْثنية والمذهبية والطائفية’ ولهذا فقد اْصبح اليوم كل شيء واضحا وهو اْن المشكلة الحقيقية في صنعاء اليمن ,وليس في قضية الجنوب العربي ’ القطر العربي المعتدل والوسطي في منهج حياته وثقافته التي تتوارث اْجياله العربية التسامح والتصالح والقبول بالاْخر والتعاون معه وتبادل كل المصالح والمنافع التي تتعامل بها الشعوب مع بعضها البعض بغض النظر عن اْديانها وثقافاتها واعراقها واْلوانها ’ وهذه هي الحقيقة التي يستوجب على المجتمع الدولي وعلى الغافلين من الجنوب العربي الاْنتباه لها.
وما ينبغي قوله اْن كل التصريحات التي اْدلى بها كل من مسئولي حزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للاصلاح وبعض اْحزاب اللقاء المشترك وبعد لقاءتها مؤخرا حيال الاصطفاف الشمالي -الشمالي المغلف بالتسامح والتصالح والحلول التي لاتستثني اْحد قي رفض علني لبيان مجلس الاْمن الدولي الاْخير الذي جاء على اْثر سقوط محافظة عمران اليمنية باْيدي اْنصار الله ذلك البيان الذي دعا الى حل المشاكل السياسية في الشمال ويبدو انه اْزعج تلك الاطراف ومن يدور في فلكها من بعض الجنوبيين المستفدين من صنعاء على حساب الجنوب العربي وشعبه العظيم الذي يدفع اليوم ثمن تهور وغلط هذا البعض الجنوبي , وهذا الاْمر لم يكن بالنسبة لنا في الجنوب العربي المحتل مفاجئا البته بل كنا متوقعين اْن تاْتي مثل تلك التصريحات المتنافضة من اْطراف صنعاء والرافضة للبيان الدولي وهو ما ادى باليمن من خلال مندوبها في جامعة الدول العربية الى تقديم طلب لمساعدته في ايجاد حلول للقضية الجنوبية تضمن بقاء الجنوب العربي تحت اْحتلاله اْو تهديد دول الجوار بتسليم الحوثيين اليمن وتسليم الجنوب العربي للقاعدة متزامنا مع العدوان الصهيوني على غزة الفلسطينية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ
23يوليو2014م.
موضوع: صنعاء ليس بمقدورها إنهاء الصراع مع الجنوب العربي ..بقلم / صالح اْحمد البابكري* 
الأربعاء يوليو 23, 2014 8:44 pm
