الخطاب الذي بدد الاْمال في سلام المنطقة
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
تكرار نفس التجارب وانتظار نتائج مختلفة حماقة كبيرة,,إينشتاين ,, لااحد يتمنى إن يعود اليمن الى حقب ستينات وماتلاها من القرن الماضي كمصدر اْزعاج واْذى لشعبها بالدرجة الاْولى واْزعاج لجيرانها , تلك التجارب التي تم تصديرها الى المسمى ,,اليمن ,, من خلال اْستنساخ ثورة وجمهورية في منطقة جيوسياسية رافضة لها كليا , ورغم إن الثورة قد حلت والجمهورية اْقبلت والملكية اْدبرت ’ لكن هذه الثورة والجمهورية في اليمن يبدو إنها من طراز جديد ومفصلة على مقاس المملكة المتوكلية اليمنية , وراْى اْصحابها المصدرين لها إنها قد تكون جذابة للجزء المراد إصطياده في الجنوب العربي المزدهر قياسا بتلك المملكة اليمنية ,, الشمطاء,, لن اْخوض في تفاصيل الماضي البعيد بل اْعود الى الخطاب السياسي الذي القاه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مساء البارحة ,بالطبع لم اْكن اْتصور إن لديه فانوس سحري لحل مشاكل اليمن والجنوب العربي ’ لكن صدمتي كانت في عبارات ومفردات الخطاب الذي حمل رسائل واشارات مختلفة والى كل الابعاد ولم يكن اليمن في حاجة الى كل تلك الرسائل التي ستكون مردودة الى صاحبها اْو الى اْصحابها , غير إن لمحة خاطفة على الماضي القريب قبل اْقل من ربع قرن من اعلان الوحدة بين القطرين الشقيقين في الجهوية اليمانية في 22مايو1990م تم الاعلان رسميا عن تاْسيس حزب التجمع اليمني للاصلاح كرديف لحزب المؤتمر الشعبي العام ’ ووعاء حاضن للجماعات الشيعية التي اتجهت الى المذهب السني اْو تخلت كليا عن المذهبية واْعتنقت السياسة والسلفية , وفي نفس الاتجاه تم تاْسيس حركة الشباب المؤمن بالمذهب الشيعي المتلبس لبوس الزيدية كتجمع طلابي مدعوم من المؤتمر الشعبي العام, يهتم بالمذهب الشيعي على النمط الايراني , وهنا يظهر التشابه في الاهداف الظاهرة والخفية لتلك اللعبة التي تفوق مقدرة صنعاء على انتاجها .
إن اعداد هوليود لفيلم تم تصويره في المغرب باْسم قواعد الاشتباك خلال تم نشر مقاطع منه عام 1996م تدور اْحداثها في لبنان وفي صنعاء , وجزء صنعاء من الفيلم يظهر جموع شعبية كبيرة تحيط بسور السفارة الاميركية وهي تهتف الموت لامريكا الموت الاسرائيل ’ وهو ماتم اعتماده لاحقا لحركة الشباب المؤمن كصرخة مضافا اليها اللعنة على اليهود والنصر للاسلام , تلك الحركة التي تغير اسمها مرة اخرى الى الحركة الحوثية بعد مشاركة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مؤتمر قمة الدول الصناعية الثمان في ولاية ايلاند بالولايات المتحدة الاميركية في منتصف يونيو عام 2004م وهو بالزي اليمني التقليدي , لتبداْ ساسلة الحروب ضد الحركة الحوثية والتي يخرج منها الحوثيين منتصرين ومتغنمين سلاح الجيش اليمني لكن دون إن يتقدموا شبرا واحدا خارج جروف مران , وبعد ثورة شباب,, التغيير لاالتشطير ,,التي اْطلقها اْحد رؤساء الجنوب من منفاه الاْختياري , اصبح الحوثيون جزءا منها لكنهم لم يشاركوا في التوقيع على المبادرة الخليجية الموقعة في الرياض في 23 نوفمبر 2011م وفق المبادرة الخليجية ولم يعترضوا عليهااْو اعتبارها تدخل في شئون اليمن الداخلية وفي مؤتمر الحوار الوطني الذي بداْ في مارس 2013م شارك الحوثيون بعد تغيير اسمهم الى اْنصار الله في كل اعمال المؤتمر وباشراف المبعوث الدولي وسفراء الدول العشرة الرعاة للمبادرة ولم يعترض انصار الله على تلك التدخلات ولاعلى قرارات وبيانات مجلس الاْمن الدولي حتى 11يوليو2014م بعد دخولهم عمران
وقتلهم القشيبي في ظروف غامضة , البارح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحدث كثيرا عن رفضه التدخل في شئون اليمن الداخلية وهو يعرض العدل والانصاف بالقسط للجنوبيين مطمنا اياهم إن انصار الله لن يدخلوا الجنوب فاتحين كما فعل علي محسن الاْحمر وحزب الاصلاح المتطرف بفتاويه التكفيريه , ولم يقراْ مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الاْحمر التي عبرت عن الحقيقة والصدق بإن كل قوى وشرائح الشعب في الشمال من صنعاء وصعدة وحجة والجوف وتعز والحديدة وذمار وإب وعدد كل محافظات الجمهورية العربية اليمنية قد كان لها شرف الدفاع عن الوحدة كما كان للنساء من تلك المحافظات تقديم الدعم والحماس والكعك وخواتم ودبل الخطوبة والزواج الى المقاتلين الشماليين في مختلف جبهات القتال بل ودور التجار من تلك المحافظات في تقديم الدعم المادي ليس هذا فحسب بل إن تلك القبائل التي كانت لها خلافات مع صنعاء على اثر مشكلة عقلان الراشدي وكانت تعترض ناقلات الوقود فقد اْوقفت نشاطها المعادي واتجهت الى جبهات القتال ضد الانفصاليين في الجنوب , ولم يذكر شخصا جنوبيا واحدا ممن شاركوا ضد وطنهم وشعبهم من الجنوبيين في ذلك المجهود الحربي الرائع حسب وصف الشيخ , طبعا الشيخ رحمه الله يعرف ما ستؤول اليه الاْمور لاحقا ولايريد إن ينسب النصر الشمالي لاْي طرف جنوبي مهما كان لاْن الرجل يعرف إن التجارب الخاطئة لن ينتج عنها غير نتائج فاشله وهو الاْمر الذي لم يستوعبه الشيخ حميد ولاشيوخ الاصلاح العقائديين , ويبدو إن انصار الله على اْثرهم سائرون وبهم مقتدون
ولاحول ولاقوة إلا بالله.
9اْكتوبر 2014م
منقوووووول
موضوع: الخطاب الذي بدد الاْمال في سلام المنطقة..بقلم/ الباحث : علي محمد السليماني 
الخميس أكتوبر 09, 2014 5:05 pm
