الوحدة اليمنية تعددت مسمياتها وتنوعت الرؤى والطروحات حولها وعنها .... فقد اجمعت كل التنظيمات والجبهات التي ادخلت اليمننة على تسمياتها ( كلهاتم تفريخها في الخارج وتم تصديرها للجنوب العربي) اقول كل تلك التنظيمات والجبهات صرحت بوضوح ان الجنوب العربي مشروع استعماري (؟؟؟؟؟) وان الصحيح الذي لاتشوبه شائبة ان هذا الجنوب هو جزء من اليمن وفرع له ويجب جلاء بريطانيا من الجنوب اليمني المحتل وعودة الفرع الى الاْصل.... وعابوا على رابطة الجنوب العربي دعوته لقيام دولة مستقلة كاملة السيادة على تراب الجنوب العربي ووصفوها بالاْنفصالية ..... اما قرار الوحدة اليمنية الاْستراتيجي فقد اتخذ عشية تغيير هوية الجنوب العربي الى الهوية اليمن واعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30نوفمبر 1967م... عنها قال القاضي عبدالرحمن الاْرياني رئيس المجلس الجمهوري بالجمهورية العربية اليمنية , عظيم لقد قدموا انفسهم للعالم انهم يمنيين وان الجنوب يمني وسيعترف بهم العالم على هذا الاْساس وهم فرحين’ وماسيزرعونه لامحالة محصولة سيسقط في سلة اليمن وهذا بالطبع ماحصل في 22مايو1990م
وبين تلك المحطتين محطة الاْعتراف باليمننة وبين اعلان دولة الوحدة اليمنية مهدت لها محطات هامة منها اتفاقيات القاهرة عام 1972م وبيان طرابلس عام 1973م واتفاقيات الكويت عام 1979م والتنازل عن المعاهدات الحدود الدولية عام 1982م/بروتوكول المنطقة المشتركة بين شبوة الجنوبية وماْرب الشمالية / لاحظ كيف خدع الشماليون من وقعها من الجنوب ثم كيف انقلب عليها وجعلها رسمية بعد احداث 13يناير1986م الاْجرامية ’ عندما شنت قوات الجمهورية العربية اليمنية عام 1988م على ما اذكرحربا على القوات الجنوبية المحدودة وتم تدميرها والتوغل في عمق شبوة الاْمر الذي دعا المكتب السياسي الى اجتماع وانقسموا فريق الشماليين الشركاء في الحكم ومعهم غلاة اليسار الجنوبيين وفريق الجنوبيين وتصرف الجنوبين بواجبهم الوطني حيث نظموا هحوما وصدوا التوغل الشمالي الى خط الحدود الدولية خط الاستقلال الوطني’ و الاشقاء الشماليين تقدموا بشكوى الى جامعة الدول العربية واخرى الى الاْمم المتحدة و اضطرت الجامعة الى تكليف لجنة وساطة عربية لنزع فتيل الاْزمة مكونة من امير الكويت الراحل ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل وممثل عن الاْمين العام للجامعة ولم تجد اللجنة بدا من الاْعتراف بالاْختراق الذي تحقق بتجاوز خط الاستقلال غير حل المنطقة المشتركة الذي ارتضاه زعيم الجنوب.. وهذا القرار من الجامعة هو ما سعت اليه صنعاء ...( ومن شاهد الدكتور عبد الكريم الاْرياني رئيس الوزراء وهو يستعرض معاهدة جده عشية التصديق عليها في مجلس لالنواب عام 2000م ’ حيث انتقل من شرح معاهدة الطائف عام 1934م وتعقيداتها الى معاهدة صنعاء بين بين الجنوب والمملكة المتوكلية اليمنية ايضا عام 1934م واشار الى ترسيم الحدود والغبن الذي لحق لحق بالمملكة المتوكلية اليمنية وسكوت الاْمام عن ذلك الغبن في الفك المفترس -ماْرب - شبوة - وسكوت بريطانيا عن سيطرة الاْمام على سلطنة البيضاء الجنوبية ومضى يقول : وبقيام 22مايو 1990م فقد سقط خط الاْستقلال الوهمي والى الاْبد ويجب ان يكون هذا جزءا لايتجزاء ومكملا لهذه المعاهدة لاحظ انه لم يقل فقد سقط التشطير..).
وجاء الاْستحقاق الاْسترايجي وماسمي بالطغمة منقسمة وتنخرها المشاكل التي يثيرها ويغذيها الشماليين الذي اصبحوا هم القوة الوحيدة المنظمة والمتماسكة... وشعر ت الجمهورية العربية اليمنية باقتراب الفرصة السانحة من خلال انتصار طابورها الخامس وانتصار حلفاؤها بعد ان تجرع الخميني السم واعلانه قبول قرار مجلس الاْمن الدولي بوقف الحرب نهاية العام 1988م.. وخروج صدام حسين منتشيا كالطاووس ومعه قرابة 7000دبابة وعدد كبير من المعدات العسكرية ’ واْزف وقت سقوط الثمرة في السلة اليمنية وكان الضغط واضحا قادما من الشمال حيث تتواجد قوات الزمرة المتعطشة للسلطة والاْنتقام ... وخطب الرفيق علي ناصر محمد تلوح بالحرب لفرض الوحدة اليمنية بالقوة بعد ان تخلى عنه حلفاؤه في المنظومة الاْشتراكية ..
وكان اعلان العقيد البطل علي عبدالله صالح انه سيزور عدن لتحقيق تقدم في الاْتفاقيات الوحدوية التي طال امدها او سيقود مسيرة من 3مليون نحو عدن لتنفيذ اتفاقيات الوحدة وفق دستورها المتفق عليه بين شطري اليمن الواحد... وفعلا زار عدن وتم توقيع اتفاقيات 30نوفمبر1989م( ولااعرف ان كان ذلك بحيلة من الجنوبيين الذي وقعوها او بتوجيه ما خارجي او اي شيء اخر’ فهذه الاْتفاقيات تلافت الهرولة التي ينبطح فيها مفاوضي الجنوب وهم على الاْرض منتصرون على خط حدودهم الدولية وهذه المرة الجنوب كله منبطح ومهزوم داخليا ولكن الاتفاق يعد انتصارا’ لكونه تجاوز مصطلح الكذب الشطر الجنوبي من الوطن والشطر الشمالي منه وجاء على شكل قطر مستقل توحد مع قطر مستقل اخر بغض النظر عن اختصار العام الى الى التاريخ الجديد 22مايو90م وعلى هذا فاْن من يقول ان اعلانها في هذا التاريخ كان متسرعا ومتعجلا ومزاجيا واحمقا’..’ عليه ان يتقي الله في نفسه ولايظلم شعب الجنوب اكثر مما قد نكبوه وياْخذ بما هو قانوني وشرعي للجنوب وفق مواثيق وقرارات الاْمم المتحدة ’ فالوحدة اليمنية استمر الجدل فيها من عام 1963م الى ان تم اعلانها في 22مايو90م وباركها العالم كله عرب ومسلمين ونصارى ويهود ومجوس وبوذيين ولكنها فشلت وانتهت وليس كما يظن البعض ان النظام الحكم اليوم هو سبب فشلها ’ بل انه ذاتي وموضوعي وعميق ... ويكمن في اسس الوحدة الطارد لها المجتمعين الجنوبي والشمالي معا ’......................30/8/2010م
لم اكن اتصور ان هذا الموضوع سيكون على قدر من الحساسية وينقسم الناس حوله بين مذهول وغير مصدق ومندهش تماما مثل الذهول الذي طرحتهالرؤية السياسيةللاْخ علي ناصر محمد والسيد حيدر العطاس التي ناقشها السيد العطاس في شفيلد ولقيت الرفض والتشكيك ولمن ذهب في ذلك الاْتجاه له كامل الحق.... واردت فقط بما جمعته واعدت نشره ان اساهم بالتذكير والرصد المحايد...ووجدت نفسي ملزما بزيادة التوضيح من خلال تعديل اليوم الخميس الموافق 2سبتمبر 2010م 23رمضان 1431هجرية .. تحياتي للجميع.