لودر (عنا) - يرتفع بوفاة "صبري الوحيشي" أمس السبت عدد الذين لقوا حتفهم من السكان المحليين لمدينة "لودر" بمحافظة أبين الجنوبية جراء عمليات عسكرية أو إجراءات أمنية مشددة صاحبت العمليات بشهر أغسطس آب الماضي أو تلتها إلى 4 قتلى, اثنان منهم داخل مدينة لودر أثناء القصف العشوائي على المدينة, واثنان على مدخلها في نقطة أمنية مستحدثة تلت انتهاء عمليات الجيش اليمني.
وكان الجيش اليمني قد نفذ الشهر المنصرم عمليات عسكرية ضد من قال أنهم عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي, لكنه لم يعلن عن مقتل أي من العناصر الذين قال أنهم فروا من المدينة إلى مناطق مجاورة بالمحافظة وكذا محافظة شبوة التي شهدت هي الأخرى عمليات عسكرية مماثلة عقب الانتهاء من "لودر".
وكانت منظمة حقوقية محلية تعنى بمتابعة حالة حقوق الإنسان في اليمن قد وصفت ماجرى في مدينة لودر الجنوبية أواخر شهر أغسطس آب الماضي بأنه "قصف بربري" مشيرة في بيانها الذي تلقت (عنا) نسخة منه أن إحصائيات القتلى والجرحى تثبت "افتراءات وادعاءات السلطة بأنها تحارب تنظيم القاعدة" حسب وصف البيان.
وأشارت الإحصائيات التي أوردتها "المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات" في بيانها إلى سقوط "قتيلين" وجرح أكثر من 8 أشخاص, كما أوردت أسماء ملاك أكثر من 10 منازل تضررت من القصف العشوائي.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنه تم العبث بمزارع وممتلكات لمواطنبين بينها ثلاث مزارع هي مزرعة البيحاني, ومزرعتين تابعة للجعري, وتعرضت للقصف منشئات تربوية وخدمية بينها روضة الشهيد عبدالله حسن للأطفال, ومشروع كهرباء لودر, وخط الإسفلت العام, بحسب بيان المنظمة.
وسعت الحكومة اليمنية عقب إعلانها انتهاء العمليات العسكرية في "لودر" إلى فرض إجراءات أمنية مشددة على مداخل المدينة.
وأخفقت الإجراءات الأمنية في منع ناشطي الحراك الجنوبي من القيام بفعالياتهم المناهضة للوحدة اليمنية والمطالبة بالاستقلال حيث أقيم مهرجانان حاشدان حملا اسم "التحدي" يومي الخميس 16 و 23 سبتمبر أيلول من الأسبوعين الماضيين استأنف الحراك الجنوبي من خلالهما أنشطته الجماهيرية في المدينة ورفض عسكرتها.
وأظهرت صور حديثة للمدينة حجم الأضرار التي تعرضت لها منازل السكان حيث تسبب القصف المدفعي في هدم أسقف عدد من المنازل بصورة كلية فيما تضررت منازل أخرى بشكل جزئي.
وقال سكان محليون لوكالة أنباء عدن "عنا" أن الحكومة اليمنية التي تصر على أنها كانت تقاتل عناصراً من تنظيم القاعدة لم تعتذر عن ما أصاب منازلهم ولم تتعهد بأي تعويضات جراء ما أصابهم من أضرار في الأرواح والممتلكات.
ولم يذكر الجيش اليمني الذي تكبد خسائراً فادحة في الأرواح والعتاد أي إشارة لمقتل أو جرح عناصر من تنظيم القاعدة الذين قال أنه كان يقاتلهم داخل لودر وفي محيطها, واكتفت وسائل إعلامية حكومية بنشر أنباء عن تطهير البلدة وفرار عناصر القاعدة المفترضين إلى خارجها.