هؤلاء الجنود الجنوبيين الستة هم اثنين من أبناء محافظة لحج وأربعة من أبناء محافظة أبين وهم: وصفي أنور الصلاحي, وعلي البان, وناصر السيد, وصالح المغربي, ووصفي محمد, وعوض محمد البادي.
قضيتهم تكمن أنهم مجندون جدد تخرجوا من مركز التدريب التابع للحرس الجمهوري في محافظة ذمار التابعة للجمهورية العربية اليمنية, فتم إلحاقهم بعد تخرجهم باللواء التاسع حرس جمهوري بالعاصمة صنعاء, وخلال فترة تدريبهم وبعد تخرجهم كانوا يتعرضون لمعاملة التمييز العنصري والاحتقار والانتقاص من كرامتهم باعتبارهم جنوبيين.
قبل شهرين وبينما كانوا الجنود الجنوبيون الستة يتواجدون في ميدان التدريب يتبادلون الحديث مع ستة جنود من زملائهم الشماليين, وصفوهم الجنود الشماليين بأنهم جبناء أبناء جبناء وأبناء زنا وان نساء الجنوب عاهرات, فكان رد الجنود الجنوبيون الستة: سوف نثبت لكم منهم الجبناء وأبناء الزنا.. نتحداكم هل تقبلون التحدي؟ فكان رد الجنود الشماليون بقبول التحدي. اقترح الجنود الجنوبيون أن يكون ميدان التدريب العسكري هو ساحة التحدي بين الطرفين على أن يأتي الجنود الجنوبيون من الاتجاه الجنوبي ويأتي الجنود الشماليون من الاتجاه الشمالي.
في الموعد المحدد بين الطرفين استعد الجنود الجنوبيون المذكورون أنفا للذهاب إلى ميدان التدريب وهم يحملون الأعصي لملاقاة الجنود الشماليين, وإذ بهم يكتشفون أنهم يحملون أسلحتهم, فعادوا إلى ثكنتهم وتسلحوا وتقدموا إلى الميدان, وعلى الفور تبادلوا إطلاق النار مع الجنود الشماليين وطوقوهم من جميع الجهات وأجبروهم على الاستسلام وتسليم أسلحتهم.
ومع أنها لم تقع إصابات بين الطرفين وكان إطلاق النار محدودا إلا أن العميد الركن/ احمد علي عبدالله صالح ـ قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة وهو نجل الرئيس اليمني ـ أصر على سجن الجنود الجنوبيين وتقديمهم للمحاكمة تحت حجة أنهم أهانوا الجنود الشماليين, بينما الجنود الشماليون لم يتم سجنهم ولم تتم محاكمتهم.
الجنود الجنوبيون الستة منذ شهرين مسجونون في السجن الحربي بصنعاء ( قصر غمدان) ويحاكمون أمام المحكمة العسكرية وبعدة تهم, وتم توقيف مرتباتهم.
هذا الأسبوع قمت بزيارتهم في سجنهم, وسألتهم ما إذا كانوا تعرضوا للتعذيب, فالمحوا أنهم يتعرضون للاهانات والشتم بصورة مستمرة, ولكني رايتهم يتمتعون بمعنويات عالية, لأنهم دافعوا عن شرفهم وكرامتهم. من جانبي وعدتهم أن انشر قضيتهم وأقوم بإيصالها إلى شعبهم وقيادة مجلس الحراك السلمي الجنوبي.
ومن جانب آخر أفاد بعض الجنود الجنوبيون في الحرس الجمهوري أن تصرفات احمد علي عبدالله صالح تجاههم لم تقتصر على المعاملة السيئة والعنصرية وإنما وصلت إلى حد الفصل والطرد من الخدمة, ففي هذا الأسبوع فقط فصل من الخدمة أكثر من ألف جندي وصف ضابط معظمهم من أبناء الجنوب لمجرد أن بعضهم بلغت عدد أيام غيابه شهر واحد, مع أن القانون لا يعطي له الحق بالفصل في مثل هذه الحالة. كما أن خدماتهم الطويلة في الجيش لم تشفع لهم أمام جبروت الحاكم المقبل لليمن. أو ولي العهد في دولة جمهورية بيت لحمر.