مشروع علي ناصر محمد للإنقاذ.. مخرج للأزمة اليمنية
سعد محيو
نشوان نيوز الجمعة 05-11-2010 09:57 مساء
الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد
ربما لانبالغ إذا قلنا إن مشروع علي ناصر محمد، يبدو خريطة الطريق “العقلانية” الرئيسة لإنقاذ اليمن من وهدة الانفجار ولعنة الصوملة .
هذا لا يعني أنه ليس ثمة قوى سياسية يمنية أخرى لم تمسسها بعد هستيريا “ثقافة الكراهية” والمواقف المتطرفة التي تتماوج بين الحلول العسكرية البونابرتية وبين تفكيك دولة الوحدة . بيد أن ناصر محمد، وبما يمتلك من خبرة مديدة في الانفتاح على الآخر منذ توليه الرئاسة مرتين، يبدو أنه الفرصة الأمثل لتوفير المخرج .
برنامج الرئيس السابق بسيط: التغيير لا التشطير . أي تطوير بنية دولة الوحدة اليمنية لتكون في آن حديثة، وديمقراطية، ومدنية، في ظل حكم القانون . وهذا ما سيمكّنها (الدولة) ليس فقط من الإفلات من لعنة الانتماء إلى خانة “الدولة الفاشلة”، بل أيضاً من التعاطي مع الجنوبيين كمواطنين متساوي الحقوق والواجبات، وتوفير حل نهائي لمشكلة صعدة المستعصية، وإرساء الاقتصاد اليمني على أسس إنتاجية وتنموية من شأنها نزع فتيل الأزمات الاجتماعية .
التركيز هنا هو على الأولوية القصوى للحل السياسي . وهذا يعني الحل الوسط الذي هو في نهاية المطاف المضمون الحقيقي والعلمي لمعنى السياسة . إنه المشروع الثالث بين مشروعي الاستبداد والانفصال .
قال لنا ناصر محمد: “المسار الصحيح لليمن هو في أن تخرج السلطة من عباءة الفرد إلى مشروعية المؤسسات . وهذا ما أشارت إليه، على أي حال، معظم الوثائق السياسية الحديثة التي تعرّضت إلى الأزمة اليمنية، كوثيقة الإنقاذ الوطني، ووثيقة المؤتمر القومي العربي الذي انعقد في بيروت مؤخراً . الخطوة الأولى تبدأ بالحوار الشامل والجاد، وبعده من الطبيعي أن تمر البلاد بمرحلة انتقالية وصولاً إلى ترسيخ دولة القانون والمؤسسات والاحتكام إلى إرادة الشعب من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة . وهذا وحده سيُمكّن اليمن من تحقيق الاستقرار الذي افتقده طويلاً” .
قال أيضاً: “السلطة (في صنعاء) في حاجة إلى أن تعترف بالواقع المخيف، وأن تواجه هذا الواقع بعقلانية وبالحوار المسؤول، لا بالسلاح وعسكرة السياسة وتسييس العسكر، ولا بلغة التحايل السياسي” . لكن، هل الرئيس علي صالح في وارد التقاط حبل النجاة هذا؟
ناصر محمد، الذي احتفظ لفترة غير قصيرة بأقنية تواصل ثابتة مع علي صالح، يقول إنه بعث في الفترات الأخيرة ب 21 رسالة إلى هذا الأخير، لكنه لم يتلق رداً واحداً عليها .
لماذا؟ الرئيس السابق لم يرد على السؤال . لكن من الواضح أن علي صالح لايزال يراهن على أمرين: الأول، بطش القوة العسكرية لفرض حلوله السلطوية على كل من الجنوب والشمال، خاصة أنه لايزال، على مايبدو، مُنتشياً بنصره العسكري في حربه مع الجنوب عام ،1994 وبقدرة الأجهزة الأمنية المدعومة أمريكياً اللعب على أوراق التناقضات اليمنية، بما في ذلك حتى ورقة “القاعدة” . والثاني، أن الدول العربية والغربية تخشى أن يؤدي التغيير إلى انهيار سلطة صنعاء بالكامل، وبالتالي إلى الصوملة الكاملة لليمن .
بيد أن صيغة التغيير التي يطرحها ناصر محمد حاذقة، بالذات لأنها تريد أن تكون سلطة صنعاء “المتغيّرة” جزءاً رئيساً من الحل السياسي، الأمر الذي يقود إلى تعزيز الدولة اليمنية لا إلى سقوطها لصالح الفوضى والأصوليات المتطرفة .
ولكن، ما السبيل لإقناع علي صالح بانتهاج هذا السبيل القويم والمستقيم؟
سعد محيو
نشوان نيوز الجمعة 05-11-2010 09:57 مساء
الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد
ربما لانبالغ إذا قلنا إن مشروع علي ناصر محمد، يبدو خريطة الطريق “العقلانية” الرئيسة لإنقاذ اليمن من وهدة الانفجار ولعنة الصوملة .
هذا لا يعني أنه ليس ثمة قوى سياسية يمنية أخرى لم تمسسها بعد هستيريا “ثقافة الكراهية” والمواقف المتطرفة التي تتماوج بين الحلول العسكرية البونابرتية وبين تفكيك دولة الوحدة . بيد أن ناصر محمد، وبما يمتلك من خبرة مديدة في الانفتاح على الآخر منذ توليه الرئاسة مرتين، يبدو أنه الفرصة الأمثل لتوفير المخرج .
برنامج الرئيس السابق بسيط: التغيير لا التشطير . أي تطوير بنية دولة الوحدة اليمنية لتكون في آن حديثة، وديمقراطية، ومدنية، في ظل حكم القانون . وهذا ما سيمكّنها (الدولة) ليس فقط من الإفلات من لعنة الانتماء إلى خانة “الدولة الفاشلة”، بل أيضاً من التعاطي مع الجنوبيين كمواطنين متساوي الحقوق والواجبات، وتوفير حل نهائي لمشكلة صعدة المستعصية، وإرساء الاقتصاد اليمني على أسس إنتاجية وتنموية من شأنها نزع فتيل الأزمات الاجتماعية .
التركيز هنا هو على الأولوية القصوى للحل السياسي . وهذا يعني الحل الوسط الذي هو في نهاية المطاف المضمون الحقيقي والعلمي لمعنى السياسة . إنه المشروع الثالث بين مشروعي الاستبداد والانفصال .
قال لنا ناصر محمد: “المسار الصحيح لليمن هو في أن تخرج السلطة من عباءة الفرد إلى مشروعية المؤسسات . وهذا ما أشارت إليه، على أي حال، معظم الوثائق السياسية الحديثة التي تعرّضت إلى الأزمة اليمنية، كوثيقة الإنقاذ الوطني، ووثيقة المؤتمر القومي العربي الذي انعقد في بيروت مؤخراً . الخطوة الأولى تبدأ بالحوار الشامل والجاد، وبعده من الطبيعي أن تمر البلاد بمرحلة انتقالية وصولاً إلى ترسيخ دولة القانون والمؤسسات والاحتكام إلى إرادة الشعب من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة . وهذا وحده سيُمكّن اليمن من تحقيق الاستقرار الذي افتقده طويلاً” .
قال أيضاً: “السلطة (في صنعاء) في حاجة إلى أن تعترف بالواقع المخيف، وأن تواجه هذا الواقع بعقلانية وبالحوار المسؤول، لا بالسلاح وعسكرة السياسة وتسييس العسكر، ولا بلغة التحايل السياسي” . لكن، هل الرئيس علي صالح في وارد التقاط حبل النجاة هذا؟
ناصر محمد، الذي احتفظ لفترة غير قصيرة بأقنية تواصل ثابتة مع علي صالح، يقول إنه بعث في الفترات الأخيرة ب 21 رسالة إلى هذا الأخير، لكنه لم يتلق رداً واحداً عليها .
لماذا؟ الرئيس السابق لم يرد على السؤال . لكن من الواضح أن علي صالح لايزال يراهن على أمرين: الأول، بطش القوة العسكرية لفرض حلوله السلطوية على كل من الجنوب والشمال، خاصة أنه لايزال، على مايبدو، مُنتشياً بنصره العسكري في حربه مع الجنوب عام ،1994 وبقدرة الأجهزة الأمنية المدعومة أمريكياً اللعب على أوراق التناقضات اليمنية، بما في ذلك حتى ورقة “القاعدة” . والثاني، أن الدول العربية والغربية تخشى أن يؤدي التغيير إلى انهيار سلطة صنعاء بالكامل، وبالتالي إلى الصوملة الكاملة لليمن .
بيد أن صيغة التغيير التي يطرحها ناصر محمد حاذقة، بالذات لأنها تريد أن تكون سلطة صنعاء “المتغيّرة” جزءاً رئيساً من الحل السياسي، الأمر الذي يقود إلى تعزيز الدولة اليمنية لا إلى سقوطها لصالح الفوضى والأصوليات المتطرفة .
ولكن، ما السبيل لإقناع علي صالح بانتهاج هذا السبيل القويم والمستقيم؟