اشادت صحف شمالية بالبطولة لكنها لم تجد اسماء رياضية معروفة في سماء الكرة. يتجمع بعد الغداء نجوم الواي والهلال، التلال والوحدة في ركن حافة دبع بالشيخ عثمان امام سيارة ابراهيم بائع القات الضالعي منذ 40 سنة، هي عمره في تشجيع الكرة في عدن.
لم تكرم وزارة الرياضة اي منهم في البطولة الكروية. ابرز الحضور:ناصر قيراط دفاع نادي الشبيبة المتحدة الواي ثم نادي الوحدة بعد دمج الواي والهلال في 75م، عبدالله الهرر افضل دفاع نادي الجيش، عثمان خلب دفاع الجيش ومعهم اجمل معلق محمد سعيد سالم، وليس اخر عوض سالم عوض (عوضين) كابتن نادي الهلال اولا ثم الوحدة.
هؤلاء جميعا كفوا عن الرياضة منذ غابت شمس الحق عقب حرب صيف 94، وهم في قمة عافيتهم البدنية، لم يتم تكريمهم يوما، كما ان من الاجدر الالتفات لاحوالهم في البطولة، لكن لم ينالوا غير التهميش اسوة بشعب الجنوب كافة.
لم تظهر صحيفة جنوبية تتحدث عن البطولة بلهجة فرحة، بل امتلات الاكشاك بصحف شمالية تعد بالفوز العظيم والمشاركة. وحدها كامري، تشارك في المساء عشية الحدث، تجوب شوارع عدن ذهابا وايابا رافعة العلم اليمني وخلفها 6 شباب يهتفون بالمنتخب الوطني، دون ان يكترث بهم احد. فيما اكتظ عدن مول بشباب بدا من لبسهم وملامح وجوههم المبتهجة انهم يزورون المدينة بعد انقطاع، ثيابهم نظيفة ومواكبة للموضة كما ان جيوبهم عمرانه بالنقود، التي تحصلوا عليها لانجاح البطولة، لكن هذا العدد الهائل اين سينام؟ وكيف سيرحل؟. كما تجول خمسة شباب وشابة عراقية في لولو هايبر برفقتهم صبي المحل، وفي الخارج ركن مسئول رياضي اماراتي سيارته، لكن لم يسجل حضور خليجي لافت.
اما في الخيمة خارج عدن مول فقد ظهر تجار شماليون يرحبون بالخبرة لشراء مصوغات فضية وقلائد وهدايا تذكارية، لم يشاركهم الرزق تجار عدن المعروفين في عالم الفضة وهم في التواهي اكثر من كريتر.
وفي حين لم تكرم البطولة نجوم الكرة في عدن منذ السبعينات، وهم احياء عند ربهم يرزقون، يتساءل المرء تكرم السلطات من في عدن وهي ترسم فيها بالاسمنت كرة القدم في كل من:نصب ملعب مايو، الاغاني الكروية، الجولات وملصقات الاعلانات التجارية ترحب بالكرة وكاننا في سان باولو بالبرازيل حيث يعشق الصغار قبل الكبار الحرافة. فجأة اشتعلت النافورات دون ان يشارك احد من سكانها بالتصفيق.
وعلى حين غرة امتلات عدن باصوات شمالية متعددة، في الباص الاجرة الى خور مكسر - عدن يتحدث شماليون عن خليجي 20 ويسخرون اما خوفا من سلاطة الالسنة في الباص واما جريا على العادة في احتقار الذات. لم يانس احد مشاركتهم في الحديث.
وقفة مع راوح
كنت اتمنى ان تلفت وزارة الرياضة لهذا المشجع الفذ. احمد راوح فقد صوته وهو يشجع الهلال ونادي الوحدة منذ 40 سنة، وشخص الاطباء بسرطان في الحنجرة، مذ بح صوته لم يهتم به احد، لم تمد يدها اي مؤسسة مصلحة تهتم بالرياضيين. فالنظر لحاله يكفي لتقييم موضوعي لوهج التالق في عالم الكرة في الثمانينات عقب السبعينات.