أفادت الوثائق المسربة من موقع ويكليكس أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح طلب من الأمريكيين إبعاد دولة قطر من مؤتمر لندن المخصص لمناقشة الشأن اليمني وافادت الوثائق أن علي عبدالله صالح قال للأمريكيين أن قطر "تعمل مع الإيرانيين وليبيا وأرتيريا ضد اليمن". بينما قال أن "التعاون حول اليمن بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والسعودية و الإمارات العربية المتحدة سيكون مفيداً
كما كشفت الوثائق كذب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتكراره القول أن اليمن هي من تقوم بعمليات القصف ضد القاعدة خصوصاً في مناطق الجنوب. ويؤدي هذا القصف عادة إلى قتل عشرات المدنيين ولا يتم الإعلان في العادة عن أسماء محددة لمستهدفين من القاعدة, إذ قالت الوثائق أن صالح قال للأمريكيين أنه سيستمر في القول أنه هو من يقوم بالقصف على الرغم من الأمريكيين هم من يقومون بذلك.
وقالت الوثائق أيضاً أن صالح أبدى قلقاً كالذي أبداه الأمريكيين من عمليات التهريب من جيبوتي لكنه رحب بتهريب الخمر خصوصاً إذا كان "ويسكي ذي نوعية جيدة" كما قالت الوثائق. هذا وركزت الوثائق على طلب صالح من الأمريكيين تدريب ودعم ثلاثة فرق جديدة من " الحرس الجمهوري". وطالب صالح الأمركيين بالضغط على السعودية والإمارات لمنحه مروحيات تعهد للأمريكيين بعدم إستخدامها في صنعاء
شبكة صدى عدن تعيد نشر ترجمة الوثيقة:
* النص:
الموضوع : اجتماع الجنرال بيتريوس مع صالح حول المساعدات الأمنية ، والضربات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية
مصنفة من قبل: السفير ستيفن سيتشي للأسباب 1.4 (ب) و (د)
هنأ قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس الرئيس صالح على العمليات الأخيرة الناجحة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية و أبلغه بأن المساعدات الأمنية الأميركية لحكومة الجمهورية اليمنية سترتفع إلى 150 مليون دولار أميركي في 2010 ، بما في ذلك ، 45 مليون لتجهيز وتدريب وحدة الطيران التي تركز على مكافحة الإرهاب بقيادة قوات العمليات الخاصة اليمنية. وطلب صالح من الولايات المتحدة 12 مروحية مسلحة وتدريب وتقديم العتاد لثلاث فرق جديدة من الحرس الجمهوري. ورفض صالح اقتراح الجنرال بتواجد فريق أميركي مزود بمعلومات استخباراتية للدعم المباشر داخل منطقة عمليات مكافحة الإرهاب، لكنه وافق على قاذفات أميركية ثابتة الأجنحة خارج الأراضي اليمنية جاهزة لمقاتلة أهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حال كان هناك معلومات استخباراتية فعالة.
صالح : مروحيات، مروحيات، مروحيات
الجنرال ديفيد بيتريوس، قائد القيادة المركزية، برفقة السفير، ومساعدين من القيادة المركزية والملحق العسكري في السفارة هنئوا الرئيس صالح على العمليات الناجحة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال اجتماع الثاني من يناير. وأخبر الجنرال بيتريوس صالح بأنه طلب 150 مليون دولار كمساعدات أمنية للعام 2010، زيادة كبيرة على مساعدات العام 2009 التي بلغت 67 مليون دولار .
وكان من ضمن الحضور وزير الدفاع محمد ناصر أحمد ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن رشاد العلمي. وبإثارة موضوع كان ينجح في إقحامه في كل بنود النقاش تقريبا خلال اجتماع أمتد لساعة ونصف، طلب صالح من الولايات المتحدة تزويد حكومة الجمهورية اليمنية بمروحيات مسلحة. وطبقا لصالح، امتلاك مثل هذه المروحيات سيتيح لحكومة الجمهورية اليمنية أخذ القيادة في عمليات مكافحة إرهاب مستقبلية، وسيسهل استخدام الطائرات المقاتلة وصواريخ كروز ضد الأهداف الإرهابية وسيساعد قوات العمليات الخاصة اليمنية على اعتقال المشتبه فيهم بالإرهاب وتحديد الضحايا عقب الهجمات.
وأقترح صالح بأنه يمكن أن تقنع الولايات المتحدة السعودية والإمارات على تقديم كل منهما ستة مروحيات لو حالت " البيروقراطية" الأميركية دون الموافقة السريعة على ذلك. وأجاب الجنرال بأنه يدرس فعلا طلب حكومة الجمهورية اليمنية للمروحيات وأنه خاض نقاشات مع السعودية بشأن ذلك." وقال صالح للجنرال بيتريوس" إننا لن نستخدم المروحيات في صنعاء، أتعهد بذلك، وسنستخدمها فقط ضد القاعدة".
ووافق صالح على مقترح الجنرال بيتريوس بتخصيص 45 مليون دولار لتمويل المساعدات الأمنية للعام 2010 للمساعدة على إقامة وتدريب وحدة الجوية في قوات العمليات الخاصة اليمنية ، و السماح للقوات العمليات الخاصة اليمنية بالتركيز على أهداف القاعدة، وترك العمليات الجوية في صعده للقوات الجوية اليمنية. ومن دون تقديم المزيد من التفاصيل، طلب صالح الولايات المتحدة بتقديم العتاد وتدريب ثلاث فرق جديدة في الحرس الجمهوري، تصل إلى 9000 جندي. وقال صالح " تزويد هذه الوحدات بالعتاد سيعكس شراكتنا الحقيقية ، وحث الجنرال بيتريوس صالح التركيز أولا على وحدة الطيران في قوات العمليات الخاصة اليمنية.
هجمات القاعدة في شبه الجزيرة العربية: مخاوف لسقوط ضحايا مدنيين
أشاد صالح بهجمات السابع عشر والرابع والعشرين من ديسمبر ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكنه قال "لقد اقترفت أخطاء" في قتل مدنيين من أبين. و أجاب الجنرال إن ذلك يعود إلى أن الثلاثة المدنيين المقتولين، زوجة أحد ناشطي القاعدة وطفليه كانوا متواجدين في الموقع، مما عجل بالرئيس صالح بالدخول في تمتمة مطولة ومشوشة مع نائب رئيس الوزراء العليمي ووزير الدفاع بخصوص عدد الإرهابيين مقابل المدنيين الذين لقوا حتفهم في الهجوم. ( تعليق" حديث صالح حول عدد الضحايا المدنيين يشير إلى أنه لم يتم إطلاعه بشكل جيد من قبل مستشاريه حول الهجوم في أبين، المكان الذي لم تكن حكومة الجمهورية اليمنية قادرة على الوصول إليه لتحديد على وجه التأكيد مستوى الضرر المصاحب للهجوم، انتهى التعليق). وقال صالح إن قائد القاعدة في شبه الجزيرة العربية ناصر الوحيشي و المتطرف أنور العولقي ربما ما يزالان على قيد الحياة ، لكن هجمات ديسمبر جعلت ناشطي القاعدة يسلمون أنفسهم للسلطات، كما جعلت سكان المناطق المتأثرة بالهجمات يرفضون إيواء القاعدة. وأثار صالح قضية الحكومة السعودية والشيخ القبلي لمحافظة الجوف، أمين العكيمي، موضوع تم تناقله عبر قنوات أخرى.
تغيير استراتيجيات الضربات الجوية
أبلغ الجنرال بيتريوس الرئيس صالح أن الرئيس أوباما وافق على تقديم معلومات استبخارتية أميركية في دعم العمليات الأرضية لحكومة الجمهورية اليمنية ضد أهداف للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك، رد صالح ببرودة على مقترح الجنرال بوضع فريق أميركي داخل منطقة العمليات مسلحا بمعلومات تزويد مباشرة.
وأجاب صالح" إنكم لا تستطيعون دخول منطقة العمليات وينبغي أن تبقوا في مركز العمليات المشتركة ". وأكد صالح" إن سقوط أي ضحايا أميركيين في الهجمات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيؤثر على الجهود المستقبلية". ولم يعترض صالح على مقترح الجنرال بيتريوس للتخلي عن استخدام صواريخ كروز والحصول بدلا من ذلك على قاذفات أميركية ثابتة الأجنة خارج الأراضي اليمنية ،" بعيدا عن الأنظار " و محاربة أهداف القاعدة عندما تتوفر معلومات استخباراتية فعالة. وانتقد صالح استخدام صواريخ كروز " غير الدقيقة "، ورحب بدلا من ذلك باستخدام قنابل موجة بدقة عن طريق الطائرات. وقال صالح " سنستمر في القول أننا نحن من نلقي القذائف وليس أنتم" ، مما دفع نائب رئيس الوزراء العليمي للتنكيت بأنه كان قد كذب بقوله للبرلمان أن القنابل التي استخدمت في أرحب وأبين وشبوه أميركية الصنع لكنها تنفذ من قبل حكومة الجمهورية اليمنية.
وأشاد الجنرال بيترويس بالتعاون بين السفارة وجهاز الأمن القومي وقوات العمليات الخاصة اليمنية، وحرس خفر السواحل اليمني ، ووحدة مكافحة الإرهاب ، لكنه أشار إلى أن العلاقات مع القوات الجوية اليمنية تمثل مشكلة. وقال، تم تنفيد أربع فقط من ضمن 50 مهمة تدريب لقيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية مع القوات الجوية اليمنية في العالم المنصرم. وقال صالح أنه شخصيا وجه تعليمات لوزير الدفاع بتحسين الوضع. وحث الجنرال بيتريوس الرئيس صالح أيضا ما أعتاد عليه الجمارك اليمني باعتراض شحنات السفارة في المطار ، بما فيها الشحنات المتجهة إلى الحكومة اليمنية نفسها، مثل العتاد المقدم لوحدة مكافحة الإرهاب.
وضحك صالح وتعهد على نحو غامض بالاهتمام بقضية الجمارك . " واشتكى صالح من أن الجمهورية اليمنية لم تحصل على التدريب الضروري لتشغيل 17 مدرعة خفيفة مقدمة من قبل الحكومة الأميركية في 2008 ، قائلا أن قوات العمليات الخاصة اليمنية تحتاج إلى التدريب من أجل استخدام تلك المدرعات في عملية مكافحة الإرهاب. وقال الجنرال أنه سيبحث عملية توفير فريق من قوات العلميات الخاصة الأميركية للقيام بالتدريب.
وبإشارته إلى مشاكل حكومة الجمهورية اليمنية في مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة، أخبر صالح الجنرال ديفيد بيتريوس بأن المساعدات الأمنية من قبل البحرية الأميركية غير كافية لتغطية الخط الساحلي اليمن الذين يبلغ 2000 كيلو مترك تقريبا ." وأشار صالح " لماذا لا تطلبوا من كل من إيطاليا و ألمانيا وهولندا واليابان السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديم قاربي مراقبة ؟ وقال الجنرال بيتريوس لصالح أن قاربي مراقبة بطول 87 قدما مجهزة بشكل تام ما زالت تحت التجهيز ستصل إلى خفر السواحل اليمني خلال عام. وأشار صالح إلى أن التهريب من جيبوتي مثير للقلق بشكل خاص، زاعما أن حكومة الجمهورية اليمنية اعترضت مؤخرا أربع حاويات لمتفجرات تي إن تي من جيبوتي." ونكت صالح قائلا " قولوا للرئيس الجيبوتي إسماعيل جيله بأنني لن أبالي لو عمل على تهريب الويسكي إلى اليمن- – بشرط أن يكون ويسكي جيد)، وليس مخدرات أو أسلحة " . وقال صالح أن المهربين بمختلف أصنافهم يقدمون الرشاوي لمسئولي الحدود في السعودية واليمن.
صالح يرحب بمؤتمر لندن
وأخبر صالح الجنرال بيتريوس أنه رحب بإعلان غوردن براون لمؤتمر لندن وقال أن التعاون حول اليمن بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والسعودية و الإمارات العربية المتحدة سيكون مفيدا . ومع ذلك ،ينبغي عدم مشاركة قطر، لأنهم " يعملون مع إيران." وفي هذا الخصوص، وصف أيضا قطر بأنها واحدة من تلك البلدان التي تعمل " ضد اليمن " مع إيران وليبيا وإريتريا.