[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه - متابعات
22-ديسمبر2010
تدهورت الأوضاع الأمنية في اليمن خلال 2010 مع توسع نشاط تنظيم القاعدة خصوصا في جنوب البلاد وتحوله الى نقطة ساخنة في الحرب العالمية على الارهاب، وذلك بالرغم من الالتفاف الدولي وتشكيل مجموعة اصدقاء اليمن.
فيما تم احتواء العنف الى حد كبير في شمال اليمن حيث معقل التمرد الشيعي، بات الحراك الجنوبي الذي يحاول ترتيب بيته الداخلي اكثر شراسة في مطالبته بالانفصال. وكانت سنة 2009 انتهت بحادثة اجتذبت انظار العالم الى اليمن، وهي محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة اميركية يوم عيد الميلاد الماضي ونفذها شاب نيجيري قال ان تلقى التدريب في اليمن.
ونتيجة لذلك، التأم المجتمع الدولي في لندن في كانون الثاني/يناير وتشكلت مجموعة اصدقاء اليمن لتسريع تقديم المساعدات علما ان الدول المانحة لم تصرف الا 15% من خمسة مليارات دولار تعهدت بتقديمها لليمن خلال مؤتمر المانحين في لندن عام 2006.
وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي، تعززت المخاوف الدولية من تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن، بعد ان تم رصد طردين مفخخين في دبي وبريطانيا موجهين الى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو.
ويعتقد ان الولايات المتحدة شنت هجمات صاروخية على اليمن مرتين على الاقل خلال 2010 ضمن حربها على القاعدة، فيما بات رجل الدين اليمني الاميركي المتشدد المختبئ في وسط البلاد ايمن العولقي مطلوبا حيا او ميتا من قبل الاميركيين.
وتنفي صنعاء رسميا ذلك، الا ان وثائق دبلوماسية اميركية سرية سربها موقع ويكيليكس اظهرت ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اقر بالتغطية على العمليات الاميركية. وشن تنظيم القاعدة عشرات الهجمات خلال 2010 داخل اليمن، ابرزها هجوم استهدف موكب السفير البريطاني في نيسان/ابريل في صنعاء فضلا عن هجمات دامية على مواقع للقوات اليمنية في عدن وابين (جنوب) اسفرت عن مقتل العشرات.
الا ان التطور الاكثر دلالة فكان المعارك القوية التي شهدتها مدينة لودر في ابين في اب/اغسطس والتي قتل خلالها حوالى 33 شخصا من الجانبين، وبدت القوات اليمنية خلالها في حرب مفتوحة مع مقاتلي القاعدة.
وصعدت السلطات خلال 2010 حملتها ضد القاعدة لكن تحقيق انتصارات حاسمة في لودر التي اعلنت صنعاء تطهيرها من القاعدة، عادت لتشهد في مراحل لاحقة مواجهات. كما تتهم صنعاء من قبل خصومها بتضخيم دور تنظيم القاعدة للاستفادة من دعم المجتمع الدولي والقضاء على خصومها.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء محمد الظاهري لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذه السنة "صحيح ان القاعدة موجودة في اليمن ودورها كبر، لكن هناك الكثير من المبالغات فالحكومة تحاول ان تقوم بتضخيم مفتعل وتصطنع الفزاعات لتستدر تعاطف الخارج من الناحية المالية ومن ناحية دعم وضعها".
وفي شمال اليمن حيث دار منذ العام 2004 تمرد زيدي بزعامة ال الحوثي، تسود منذ شباط/فبراير هدنة هشة الا ان العشرات قتلوا بعد اعلان وقف اطلاق النار في معارك بين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة.
وفي شباط/فبراير، وقعت صنعاء والمتمردون الشيعة وقفا لاطلاق النار وضع حدا للحرب السادسة، اي جولة النزاع السادسة بينهما في شمال اليمن، وذلك بعد تدهور خطير للاوضاع على الحدود مع السعودية. واسفر النزاع الذي اندلع في 2004 عن حركة نزوح كثيفة خصوصا في منطقة صعدة. ومن اصل 300 الف نازح، عاد عشرون الفا فقط الى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي الجنوب، كرس الحراك الجنوبي خلال العام 2010 تحوله من حركة احتجاجية مع مطالب معيشية واجتماعية الى حركة تطالب علنا بالانفصال والعودة الى جنوب اليمن الذي كان مستقلا حتى العام 1990.
واكدت قيادات الحراك في ختام سلسلة من المشاورات لتنظيم البيت الداخلي مطلب "فك الارتباط" مع شمال اليمن و"شرعية" علي سالم البيض "رئيسا" للجنوب، وقالت ان الخيار السلمي الذي يعتمده الحراك ليس الوحيد وان يبقى الخيار الامثل.
واقر قادة الحراك بحسب بيان صادر عنهم تلقت وكالة فرانس نسخة منه بوجود ازمة داخل الحراك ناتجة عن التضارب في المواقف، وذلك بعد سلسلة من المشاورات لترتيب البيت الداخلي ووضع اجندة لتحقيق مطلب الانفصال.
الا ان هذا الحراك يضم مجموعة واسعة من الشخصيات والمكونات ذات التوجهات المختلفة، بين يساريين سابقين واسلاميين وقبليين، ما يجعل من الصعب التكهن بقدرته على الانصهار في حركة ذات اهداف وقيادة واحدة.
وكان التطور الايجابي السياسي الابرز في اليمن هذه السنة اتفاق الحزب الحاكم والمعارضة البرلمانية على الية لاطلاق حوار وطني يهدف لاجراء اصلاحات دستورية وانتخابية، الا ان هذه الامال تبددت.
واقر مجلس النواب اليمني في 11 كانون الاول/ديسمبر بغالبيته الواسعة الموالية لحزب الرئيس علي عبدالله صالح تعديل قانون الانتخابات على الرغم من رفض المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء "اللقاء المشترك" التي قالت ان الخطوة تشكل انقلابا على الاتفاقات معها.
واكد الحزب الحاكم باقراره التعديلات لقانون الانتخابات بشكل احادي السبت الماضي، عزمه المضي في اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في نيسان/ابريل 2011، بعد اخفاقات مشروع الحوار الوطني في التوصل الى توافق على تعديلات دستورية واصلاحات في النظامين السياسي والانتخابي.
ودعت المعارضة الى تحركات شعبية متواصلة وهي تنفذ اعتصاما مفتوحا في البرلمان. ولكن بالرغم من التحديات، نجحت صنعاء في استضافة كأس "خليجي 20" لكرة القدم في عدن وابين بدون تسجيل حوادث تذكر.
*أ ف ب