الحقيقة هي قوه معنوية ثابتة في الواقع وتقوم إمامنا كالجبال الرواسي يصعب على المرء تخطيها أو نكرانها إلا إن الكثير من الناس في حياتنا يحاول تجاوز تلك الحقيقة من خلال ذر الرماد على العيون لتغييبها غير أبه بمشاعر الآخرين أو مكانته
السياسية والاجتماعية في المجتمع وانعكاس ذالك على مكانته الوطنية والشعبيه0
المتتبع لخطابات الأخ/ الرئيس وأخرها الخطاب الذي ألقاه مؤخرا" في الندوة التي نظمتها جامعة عدن سيجد إن الكثير من الحقائق قد تم تغييبها أو قلبها في خطابه هذا وهي جزء من التاريخ ويعلمها علم اليقين كل أبناء اليمن والجنوب عامتا" حيث دأب في تلك الخطب على تسويق الكثير من القضايا التي تشوه تاريخ الجنوب وأبنائه وقياداته النضالي بهدف إعادة صياغته في أذهان الناس بماء يتواءم مع توجهات ورغبات النظام في هذه المرحلة وفي هذا الحيز سنستعرض بعض القضايا التي تتنافى مع ماورد في خطاب صاحب الفخامة في هذه الندوة وحقيقتها وفقا" لما يلي:-
1- تأكيده المستمر على إن الوحدة وحده وطنيه بين شعب واحد بينما إن الحقيقة هي إن الوحدة قامت بين شعبين ويمنين لكل" منهم ثقافته وهويته وحضارته فلا يمكن علميا" توحيد الواحد وإلا لكان سيتم تسمية الاتفاقية باتفاقية إعادة الوحدة وليس اتفاقية الوحدة ولا يتوافق ذالك مع ماتم تضمينه في مناهجهم الدراسية عن واحديه اليمن الذي انقسم إلى شطرين بسبب الاحتلال العثماني للشمال والبريطاني للجنوب حسب ماورد في منهج التاريخ للصف الخامس ابتدائي والمختصين بالتاريخ والمثقفين يدركون تلك الحقيقة المنافية للواقع0
2- تكرار السلطة الدعوة للتصالح والتسامح مع تأكيدها إن الشعب في الشمال والجنوب قد تصالح في يوم 22مايو 1990م حتى لايعطي الاعتراف لقضية التصالح الجنوبية أي بعد أنساني أو سياسي وفي نفس الوقت عدم إعطاء ألفرصه للقوى الوطنية في الشمال لمطالبته بذاك وبهدف تجاهل خطوات الجنوبيين في هذا المجال والتي بداءت في عام 1989م عندما قدمه حكومة الجنوب اعتذارها لشعب الجنوب عن أخطاء الماضي وإعادة الاعتبار لكل القوى الوطنية وحوله النظام القائم حينذاك من نظام الحزب الواحد إلى النظام الديمقراطي والتعددية الحزبية وحرية الرأي وتوجت القوى الوطنية الجنوبية استكمال هذا الوفاق في بالمصالحة الشاملة بلقاء الضالع وجمعية ردفان أوائل عام 2000م0
بينما نظام الشمال لم يجرؤ على القيام بأي تصالح حتى مع نفسه ورحل كل خصوماته القبلية والوطنية إلى دولة الوحدة ولم تكن لديه الشجاعة للاعتراف بأخطاء الماضي لغياب الثقة في نفسه وفي شعبه فضل الشهداء يئنون في قبورهم والملطومين مكلومين على أمرهم والمبعدين قسريا" غير قادرين العودة إلى أوطانهم بالاضافه إلى زيادة النظام لرصيده هذا من خلال الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الجنوب منذ عام 1990م حتى يومنا هذا فمن يصالح من. وفي الوقت الذي كان فخامته يدعو لهذا المبداء العظيم كان هدير مدافعه وأسلحته الثقيلة تدك مدن وقرى ردفان الإباء والشموخ وعسكره يحاصرون الضالع وينتشرون في أبين وشبوه وحضرموت والمهرة بل وتدنس المكان الذي يتحدث منه بالاضافه إلى مناطق محافظة عدن التي حولتها السلطة إلى منطقه عسكريه0
3- دعاء النظام تارتا" إلى إغلاق ملفات الماضي و تارتا" أخرى إلى فتح ملفات الماضي وأصبح هذا المسلسل شبيه بالمسلسل الكويتي(أفتح ياسمسم) حيث نراء إن السلطة كلما ضاقت بالمعارضة أو بالقضية الجنوبية استدعه هذه النغمة الذي تجعلنا نضع عليها علامة تعجب ونتسأل من يهدد من ومن يحاكم من فإذا كانت لسلطه لديها ملفات وهي ملفات فسادها وجرائمها ضد المعارضين السياسيين فالشعب اليمني وشعب الجنوب لديه ملفاته أيضا" وهما الوحيدان من يمتلكان الحق في العفو والمحاسبة عندما تتغير الظروف إما عفو النظام عن نفسه فهذا في الأحلام وسيأتي اليوم الذي تفتح فيه تلك الملفات ولنا العبرة في صدام ونظامه.
إن ملفات الماضي ليست أوراق في في أروقة الخدمة المدنية للسلطة اوارشيفها العام بقدر ماهي قضايا وطن مستبد ووطن محتل ارتكبت بحقهما جرائم لأتسقط بالتقادم بدئا" بجرائم التصفيات المناطقيه والحزبية التي ارتكبها نظام صنعاء في أغسطس 1968م وماسبقها من اغتيالات لقيادات الثورة في الشمال لكل" من الزبيري وعلي عبد المغني وعبدا لرقيب عبدا لوهاب والرعيني وآخرين مرورا" بجرائم الاغتيالات السياسية للنعمان ومشايخ الحجرية وهادي محمد سيف أمين عام الحزب الناصري وعدد من قيادات حزبه الذين لم يعرف مصيرهم أو يتم التعرف على قبورهم حتى ألان وإحداث التربة وحرب الاباده الجماعية للمناطق الوسطى والحروب العدوانية ضد الجنوب بين الأعوام 1972--- 1989م ومالحق من تدمير وقتل في مناطق شمال الشمال كمأرب والجوف و صعده وكداء الاغتيالات التي نفذت ضد القيادات الجنوبية خلال الأعوام 1991—1993م والحرب الشاملة التي بداءت عام 1994م ولم تنتهي حتى الا ن وما رافقها من فثاوي دينيه إباحة دماء وارض وإعراض أبناء الجنوب كافه
4- أكد الرئيس في خطابه إن الجمهورية العربية اليمنية كانت تستطيع الانقضاض على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفرض الوحدة عليها بالقوة لولا انه فضل حقن الدماء خلال تلك الحروب التي جرت بين الشطرين والحقيقة إن الجنوب هو من كان يستطيع الانقضاض على الشمال وهو من عرف سابقا" جيشه بالجيش الأحمر العربي الذي كانت تهابه العديد من جيوش المنطقة لكفاءته وتدريبه العالي وقوة عتاده وأسلحته وقد استطاع خلال حروبه السابقة مع الشمال السيطرة على مناطق عديدة من أرضه لولاء تدخل جامعة الدول العربية وما تلقاه نظام الجنوب من تهديدات قيادات البعث السوريين والعراقيين بحكم الصلات الحزبية بينهم بالاضافه إلى ممارسة عليه عدد من الضغوطات الاقليميه والدوليه0
5- سعى النظام في خطبه الاسطوريه كما هي عادته إلى تشويه الحركة الوطنية لأبناء الجنوب فوصف في خطابه أمين عام الاشتراكي في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بالأمين غير الأمين ووصف الجبهة القومية التي قدمت ألاف الشهداء لتحرير الجنوب بالجبهة الا قوميه وهو من لايمتلك الحق في نقد تلك ألحقبه وهذا يدل بحد ذاته على حقد هذا النظام على شعبنا وثورتنا الثورة التي التف حولها كل أبناء الجنوب من مختلف فئات الشعب (عمال – فلاحين – جنود – صيادين- مثقفين00الخ) ولم تقم بانقلاب عسكري كتب عليه made in Egypt وثبت بدماء 70000 الف مصري0
6- دعاء النظام إلى التمسك باتفاقية طرابلس القاضية بإلغاء اسمي (الحمهوريه العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في حين إن تلك الاتفاقية قد نسخة بمشروع اتفاقية الوحدة الذي انتهت في حرب 1994م والدعوة لذالك هو من باب المغالطات والتخبط السياسي والمثل يقول (الغريق يتعلق بقشه)0
7- تحيير المسيرة الطويلة للعمل الوحدوي الذي بداء منذ عام 1972م لصالحه من خلال التقليل من أهمية الحوارات والاتفاقيات التي أدت للوصول إلى الوحدة والذي كان الجنوب هو من تبنى المبادرة والدعوة إليها مع بعض القوى الوطنية في الشمال حيث وصف فخامته تلك الحوارات بحوارات الطرشأن وأعاد سبب نجاح الوحدة إلى مبادراته التي تمثلت بزيارته الأولى إلى عدن عام 1981م وعام 1989م ومشاريع مبادراته التي قدمها للجنوب المتعلقة بالوحده0
8- التأكيد الدائم على مشروعية الوحدة رغم فشل المشروع وتحويلها من وحده طوعيه إلى وحدة ضم وإلحاق بالقوة وفي نفس الوقت اعترف في خطابه بأنه تم توقيع الاتفاقية مع جهة غيرذي صفه وتتمثل بالأستاذ / علي سالم البيض الذي كان يشغل الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني والمفترض إن توقع مع المهندس/ حيدر الغطاس بصفته رئيس ألدوله والمعني بالتوقيع وفقا" للمواد(70-94)من دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية النافذ والصادر في أكتوبر 1978م وما قام به الأخير من تحذير ببطلان مشروعية الاتفاق وكداء اعترافه بالتنسيق مع البيض على أساس حزبي وليس وطني وأيضا" مارا فق المباحثات من سريه بينهم بعد ظهور معارضه لقيام الوحدة في كلا الشطرين الأمر الذي دفعهم إلى إعلانها خلافا" للتاريخ المتفق عليه لتفويت ألفرصه عليهم في عدم إخضاع المشروع للبحث والجدل وهذا يدل عن إن الوحدة مثلت أرادت الحزب الاشتراكي اليمني التي تهيمن عليه قيادات الشمال والمؤتمر الشعبي العام وليس الشعبين وهو مانصة عليه اتفاقية طرابلس بشأن دمج الحزبين قي كيان سياسي واحد لتقاسم السلطة والانفراد بالحكم رغم اختلاف برامجهما واتجاهاتهما الايدلوجيه 0
9- غياب الشجاعة والتخلي عن مسئوليته التاريخية من موقف اليمن تجاه احتلال العراق للكويت حيث حمل المسؤليه الشعب اليمني الذي اتهمه بالخروج بمسيرات ومظاهرات اسأة لدول الجوار معمما" الاتهام على الجنوب والشمال بينما نعرف جميعا" إن موقف الجنوب كان داعما" للشعب الكويتي وقاد المظاهرات والاعتصامات للتنديد بالغزو العراقي كما استقبل ممثلين الكويت الذين وصلوا إلى عدن للتعريف بقضيتهم وأقام الندوات العديدة في هذا الاتجاه ويعرف الرأي العام أن موقف صنعاء كان موقف سياسي حشد فيها كل أجهزة السلطة المدنية والعسكرية لتنظيم تلك الفعاليات بل بلغ الأمر حد تشكيل فرق عسكريه لتقديم الدعم وكداء فرق المتطوعين بما فيه الدعم الوجستي للعراق وخلال حرب عاصفة الصحراء استقبل الكثير من الطائرات والاسلحه العراقية ولا ننسى تلك الوثائق التي تكشف حقيقة النظام عندما أوفد وزير الخارجية حينذاك بإجمال إلى بغداد لتقديم النصح للطاغية صدام بنقل المعركة من بغداد إلى الكويت وحاليا" يعمل مع الجيش اليمني مئات ألاف من القيادات العراقية البعثيه في مختلف الاجهزه وعلى رأسها الاجهزه العسكرية والاستخباراتيه بالاضافه إلى ماقدمه الجيش العراقي للجيش اليمني من مساعده في حرب 1994م كخبراء وطيارين لليل0
10- اعتبار حرب 1994م مؤامرة ولا ندري هنا من يتآمر على من بقدر ما يعرف كل العالم أنها حرب لفرض الوحدة بالقوة ووقوع شعب الجنوب وأرضه تحت الاحتلال وهناك قرارات دوليه وتعهدات لنظام صنعاء إمام المجتمع الدولي بهذا الشأن لم يعمل على تنفيذها وهذه الحرب هي جزء من خطه شامله لتحقيق شعار ( محو العار قبل الدار) الذي تبنته مؤسسته العسكرية بعد هزيمتها النكراء على أيدي جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1978م0
11- سعي النظام في كل خطبه وفعالياته إلى تسويق الأكاذيب على بعض قيادات الجنوب في الخارج للفتنه وزرع الشك بينهم من خلال ادعائه بأن انضمام المناضل الحسني للحراك يعود لسبب عدم تمكينه من تأميم منزل المهندس/ حيدر العطاس بعد حرب 1994م متناسي إن النظام قد سبق وان برر لجوء الحسني إلى الحراك بإنهاء فترة عمله الدبلوماسي وطلب عودته إلى الداخل وأيضا" نتذكر بأن العطاس في إحدى مقابلاته مع قناة الحرة لم يدعي إن له منزل تم نهبه واقتصر توجيه الاتهام للنظام في هذا الجانب على نهب أرضيته الوحيدة من قبل أركان السلطه0
12- التناقض في خطاب النظام بين دعوته للتصالح والدعوة إلى أقامت ندوه خاصة في شهر يناير المقبل بمناسبة إحداث 13 يناير المأساوية في الجنوب وكان الاجدربه إن يقيم ندوه عن جرائم الاباده الجماعية في صعده
والمناطق الوسطى والجنوب وموقف النظام من الاتفاقيات والعهود الدولية المتعلقة بذالك وتعتبر هذه الندوة امتدادا" لمحاولة السلطة زرع الفرقة بين الجنوبيين ونبش جراح الماضي وتدمير السلام والوئام القائم بينهم ودفعهم للتفكير بأن استعادتهم لدولة الجنوب يعني عودتهم لتلك الصراعات الحزبية وان الضمان الوحيد لتخطي ذالك هو بقائهم ضمن ألدوله اليمنية حيث كلفت بذالك العام الماضي احد نواب الوزارات الامنيه من أبناء لجنوب لإقامة فعاليات في عدن ولحج وأبين لأبناء ونساء شهداء 13 يناير للمطالبة بمحاكمة قادة الحزب الاشتراكي اليمني كمجرمي حرب ولكنها باءت بالفشل ولم ينفذ من ألخطه الافعاليه بسيطة في محافظة ابين0
13- أعلن عن عدم إمكانية عودة الاستعمار في رسالة موجهه للبريطانيين ولما يقدموه من دعم للحراك السلمي متناسيا" وضعه القانوني والأخلاقي في الجنوب الذي لايقل شئنا" عن الاحتلال البريطاني السابق مع الفارق إن استعماره استعمار متخلف كما قال قائد الجنوب الزعيم حسن باعوم