[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 10 يناير كانون الثاني 2011
كتب/حسين أحمد معلاوي: دماء شباب الطويلة سبب في داخلي ألما وجرح عميقا , لا ادري هل سبب ذلك الألم عدوى مرض المناطقية , لكن حاشا لله أن تكون عدن أو العدني يوما مناطقيا . فعدن هي جنة الفردوس يسكنها الأتقياء. وارض وجدت ليحتمي بها كل المظلومين والمضطهدين بالأرض والباحثين عن الرزق والحياة الكريمة. بها أحتما السياسيون والكتاب , وأبدع الأدباء والفنانين فيها , سكنها رامبو ووقف على مراسيها غاندي في طريق رحله إلى جنوب إفريقيا . أتاها اللاجئون من المغرب والمشرق العربي حين كان يخيم الظلام على بلدانهم. وأوت وحمت عدن الجيران الذين غدروا بها الفارين من جور حكم الإمام , فجازوا عدن بيمننتها . منها تزود الخليجيين بمتطلبات الحياة قبل أن يصبحوا أمراء للبترول وسفنهم الخشبية تاريخ يشهد في معلا دكه الم يكن المحتل القبلي قد طمسها كما طمس تاريخ عدن . عدن مدينة المال والسياحة , بها سكن وتاجر قهوجي وتوني بس . تلك هي عدن جوهرة البحار والمحيطات.
عدن مزيج من الثقافات تعايشت بها مختلف الديانات , من مساجد العسقلاني والعيدروس والبيحاني والهاشمي قاد خيرة الشيوخ المغفور لهم إن شاء الله البيحاني وباحميش وعبد الله حاتم الأمة للخلاص من المستعمر البريطاني , في كريتر والتواهي عانقت المآذن أجراس الكنائس لتعطي الأرض الاطمئنان والسكينة , بها عاش المسيحي واليهودي والهندوسي والفارسي وكانت لهم معابدهم ومقابرهم . عدن مدينة المال والسياحة , بها سكن وتاجر قهوجي وتوني بس.
لو كنت شاعرا لكتبت فيك ياعدن أجمل الإشعار وتغنيت بعشقك أعذب الإلحان , لكن يكفيني إني متيما بحبك عشقا وهياما . فيا ليت أهلي في الجنوب يولوك ذلك العشق بالوفا ,عساهم يعرفوا انه بدونك ياعدن لا طعم للحرية ولا حرية ستنال . ويعرفوا إن أنتي المرتكز والرقم الصعب بالمعادلة.
كم من شهيدا سقط في سفر الحراك وكم من الجرحى روت دمائهم الأرض وكم من خيرة رجالك في المعتقلات وكم تظاهرات عمت الجنوب قاربت المليون دون أن تهز مشاعر العام ولم يعرها الإعلام نصيبها , لان كل تلك الدماء والجراحات والأنات وسيول المتظاهرين كانت هناك !!! هناك بعيدا عن عدن . فحين تقول عدن آه يسمع صدى أناتها العالم كله ويتفاعل معها.
في ذكري التصالح والتسامح 2008 تناقلت وكالات الإنباء العالمية إنباء التظاهرة المليونية في ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان لأنها أقيمت فيك يا عدن . وأقيمت بعدها تظاهرات فاقتها في ردفان الثورة وسقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى دون علم للعالم بما يدور هناك.
حتى كان يوم الثامن من فبراير 2011 حين خرج العشرات فقط من شباب كريتر , واسقوا بدماهم تربة الطويلة حارسة تاريخ الصهاريج . التهبت المشاعر ورددت الإنباء جبال ردفان ويافع وصحراء شبوة وأودية حضرموت . كل الجنوب تسمر وتأهب ليقول لبيك ياعدن , لان العدني أهله في يافع وأبين وشبوة وكل الجنوب وحتى فاق وخرج عن محيط الجنوب ليصل إلى اليمن والهند وكل بقاع العالم . فعدن هي كل الجنوب الم تكن كل العالم . هي كوكتيل بشري امتزجت بها كل القوميات . لهذا أحبت وأحبها العالم وحين يتألم المحبوب من الألم يشاركه المحبين ألمه. ومن هذه المشاعر المتبادلة استطاع الجنوبيون إخراج بريطانيا , ومن عدن أخرجوها . واليوم تعود الحكاية نفسها ومن سيخرج الاحتلال العسكري القبلي اليمني هي عدن وعدن وحدها لان العالم كله يعشقها.
فتعالوا يا قيادات الحراك ويا شعب الجنوب يامن تحلمون بيوم الخلاص وفك الارتباط تعالوا إلى عدن. فمنها سيرحل المستعمر اليمني ساحبا خلفه ذيول الهزيمة.
أتدرون لماذا؟؟؟
لأنها مدينة كل العالم!!!
سويسرا