السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,
همدان الكبرى قبيلة يمنية ورد ذكرها – باسم بني همدان – في نقوش المسند ابتداء من مطلع القرن الأول الميلادي في زمن ملوك سبأ وذي ريدان .. و( همدان ) أحد البيوت القبلية الحاكمة في المرتفعات الشمالية لليمن ، وكانوا أقيالاً – أي أمراء – لشعـب ( حاشد ) الذي كان ينتمي لاتحاد ( سمعي ) ومعه شعب ( يُرسم ) وأقياله بنو سُخيم ، وشعب حُملان وأقياله بنو تبع ولهذه القبيلة قصة عظيمة في تاريخ الإسلام قديما ,,,.
عندما ظهر الإسلام في مكة والمدينة المنورة ، اعتنق عدد من اليمنيين من قبائل شتى الإسلام ، لكن قبائل اليمن بكاملها لم تعتنق الإسلام إلا بعد إسلام قبيلة ( همدان ) على يد الإمام على بن أبى طالب . فعن البراء بن عازب – رضي الله عنه - قال : بعث النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه فبعث علياً عليه السلام – وكنت فيمن عقب على علي ثم صّفنا صفاً واحداً ، وتقدم بين أيدينا ، وقرأ عليهم كتاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلمت همدان جميعاً ، فكتب على إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - بإسلامهم ، فلما قرأ – صلى الله عليه وآله وسلم - الكتاب خرّ ساجداً ثم رفع رأسه فقال : السلام على همدان ثم تتابعت أهل اليمن على الإسلام .. وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - نعم الحي همدان .. ما أسرعها إلى النصر ، وأصبرها على الجهد ، وفيهم أبدال وفيهم أوتاد الإسلام .
ومما يروى عن الإمام علي بن أبى طالب – رضي الله عنه - في مدح همدان
تيممت همدان الذيـن هـم هـم = إذا ناب خطب جنتـي وسهامـي
وناديت فيهـم دعـوة فأجابنـي = فوارس من همدان غيـر لئـام
فوارس ليسوا في الحروب بعزل = غداة الوغى من شاكـر وشبـام
ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا = ونهـم وأحيـاء السبيـع ويـام
ووادعة الأبطال يخشى مصالهـا = بكل صقيل فـي الأكـف حسـام
فلو كنت بواباً على بـاب جنـة = لقلت لهمـدان ادخلـوا بسـلام
ثبتت ( همدان ) على الإسلام رغم الأحداث التي شهدتها جزيرة العرب بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم– وارتداد عدد من القبائل من بينها قبائل يمنية ،وبعد القضاء على الفتنة انخرطت القبائل اليمنية في حركة الفتوحات الإسلامية ومنها قبائل (همدان) ، وانتشر الهمدانيون من (حاشد وبكيل) في أصقاع الأرض الإسلامية واستوطنـوا الممالك المفتوحة من العراق وما وراء النهرين حتى الشام والمغرب والأندلس
وفي أيام الفتنة الكبرى انحاز الهمدانيون إلى الإمام علي بن أبى طالب ، وظلوا معروفين بولائهم لذرية الإمام علي ومساندتهم لهم . وبعدما ضعفت سيطرة عاصمة الخلافة الإسلامية في بغداد اتسمت الحياة السياسية في اليمن بعدم الاستقرار والاضطراب مما مهد في القرن الثالث الهجري لقدوم الإمام الهادي يحيى بن الحسين إلى ( صعدة ) بطلب من بعض القبائل المنتمية لهمدان الكبرى ، واعتمد الأئمة على دعم هذه القبائل على احترامهم لذرية الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم ، ورغبتهم في وضع حد للتناحر والاقتتال الأهلي بمبايعة الإمام الهادي .
__________________[/color]