لقد ظلت جنوب شبه الجزيرة العربية محل صراعات عنيفة وكبيرة ومسرح لاْطماع الاْمبراطوريات القديمة ... وتمكن المعينييون الاْراميين من السيطرة على العربية السعيدة واقاموا دولتهم في الجوف وشيدوا سد ماْرب ونشطوا في الزراعة والنقل البري مستخدمين الحرافيش - اْوباش يحرسون القوافل ومعظمهم من السباْيين ايضا اراميين - وعلى الرغم من السلوك المتحضر نسبيا لهذه الدولة مع جيرانها في ممالك العربية الجنوبية وبراعتها في تشييد السدود والحواجز المائية لكنها فشلت في اكتشاف// العجلة// و هذه الدولة مالبثت حتى تعرضت للنكوص ودخولها في حرب مع مملكة دومة الجندل في شمال شبه الجزيرة العربية وتعرضها للهزيمة وعودة جيشها الى صرواح ومعه قائده المسمى سباْ بن معين عام 850 ق. م وهناك يغدر سادن المعبد كرب ال وتر بقائد الجيش ويعلن وفاته وينصب نفسه ملكا للدولة السباْئية... وبعد عدوان هذه الدولة بمساعدة الاْحباش على ارض اللبان والبخور والمر في الجنوب العربي ينعقد مؤتمر حميرم في شبام حضرموت وينصب الملك الحميري ياسر يهنعم ملكا للدولة الحميرية وتقضي هذه الدولة الوليدة على السباْئيين وتقيم مملكة ذو ريدان - اْي حمير- وحضرموت - اْسم لقبيلة حميرية - ويمنات والتهائم والطوط والاْعراب ..الخ اللقب الملكي الحميري الطويل وذلك عام 115 ق. م وتتخذ من مكان بالقرب من اْب اسمته ظفار تيمنا بظفار وطنهم بحضرموت... وانتهت هذه الدولة لتظهر بعدها دولة ذويزن الاولى عام 518م وتنهتي بمقتل ذو نواس على ساحل البحر الاْحمر بتعاون اهل العربية السعيدة مع الاْحباش عام 525م...ثم دولة ذو يزن الثانية عام 565م على يد الملك سيف بن ذي يزن لتنتهي عام 595م ثم ظهور البعثة المحمدية واهمال شاْن جنوب شبه الجزيرة العربية وارتحال الكثير من ذوي العزم والهمة الى الاْمصار في الفتوحات الاْسلامية ...وبعد ذلك صراعات مذهبية وطائفية ما انزل الله بها من سلطان حتى ابتكر سالم سعيد الجمل مستشار الملك يحيى حميد الدين الهوية اليمنية عام 1927م ودخول هذا الاْمام في صراعات وحروب توسعيه ادت الى اتفاقية الطائف عام 1934م .. وبداْ الامام الاتجاه صوب الجنوب العربي في مؤامرات وحيل كثيرة للاستحواذ على الجنوب العربي او على الاْقل على اجزاء منه..
وجاء انقلاب 26/9/1962م واصبحت المتوكلية اليمنية الجمهورية اليمنية... وتمكنت هذه الجمهورية من انتزاع اعتراف ضمني بيمنية الجنوب عام 1967م ..ادى في النتيجة الى اعلان وحدة 22مايو1990م لكن هذا المشروع فشل مما دفع بالنظام في الجمهورية العربية اليمنية شن الحرب في 27ابريل 1994م على الجنوب وفرضه بالقوة وفقا لمصالح المنتصر الشمالي في 7/7/1994م وهنا تنتهي عمليا لعبة اليمننة ... ليعاود النظام بدهاء ومكر للتوقيع على ترسيم الحدود مع العربية السعودية عام 2000م منهيا بذلك دعاوي اليمننة شمالا ... علىاْمل ان يحتفظ بنصره جنوبا ...لكن المفاجاْة غير المتوقعة جاءت من شعب الجنوب العربي الذي انطلق في حراك سلمي حضاري كان منارة ونورا للشعوب العربية واسترشدت به لتعلن ثوراتها على مستبديها وطغاتها لتسقطهم الواحد تلو الاْخر وتتكشف عوراتهم وانهم ليسوا دعاة قومية ولاعروبة ولاوحدات ...وانما هم عملاء للموساد الاْسرائيلي ... وهناجاءت الثورة الشعبية في الجمهورية العربية اليمنية لكن حيل النظام ودهاء اللقاء المشترك تم الاْلتفاف عليها وتطويعها كما تم افراغها من اي محتوى ايجابي يمكن للمجتمع الدولي ان يساعدها على اسقاط النظام كما حدث في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي سوريه .... ومضى اربعة اشهر والثورة في وساطات وحوارات وهاهي على وشك استقبال شهرها الخامس مع فشل وساطة دول الخليج... ما ذكرته جزء من اْوجاع اليمن...وعلاج هذه الاْوجاع ونجاح الثورة بيد الثوار ان هم احسنوا التصرف وتعاملوا مع الواقع... وذلك الاعلان الواضح والصريح التمسك بكافة المعاهدات والمواثيق الدولية ... الاعلان الواضح عن احترام رغبات الشعب العربي في الجنوب في حقه بعد سقوط النظام بالبقاء في الوحدة باْتفاقيات جديدة ومنصفه او عودته الىاستقلاله ودولته قبل 22مايو1990م وتحميل النظام جريمة حرب صيف 1994م وافشال الوحدة.... الاعلان الصريح والواضح التخلي عن التسمية الجهوية - اليمن - والعودة الى الاْسم الحقيقي العربية السعيدة ... اعلان العزم على بناء دولة مدنية حديثة قائمة على مؤسسات حكم رشيدة وديمقراطية تحترم كل الاْثنيات والاديان والمذاهب وتحقق الاْمن والسلم الدوليين وضمانة كافة حقوق الدول على قاعدة المصالح المتبادلة ...الخ... بهذا الوضوح الصادق تكون اوجاع اليمن قد انتهت مع نهايته والعودة الى جادة الحق والصواب وفي المقابل يعود اهل اليمن الجنوبي الى اسمهم التاْريخي العربية الجنوبية - الجنوب العربي وان شاء الله كل اوجاع العربية الجنوبية والعربية السعيدة قد انتهت وزالت وحل الخير محل الحروب والشرور..وترك امر الوحدات للاْجيال القادمة فقد تحتاج لها تلك الاْجيال....
شكرا...19مايو2011م... يجوز نشره وتعميمه للفائدة والاْطلاع والمناقشة .