حضرموت السياسية وعمان اْول قطرين ..
------------------------------------------------
بقلم : صالح احمد البابكري
ان الظهور القطري في شبه جزيرة العرب اْبان العصر الاْسلامي كان قصب السبق فيه لدولة حضرموت ودولة عمان الشقيقة ... وقد كانت حضرموت الكبرى في ماقبل العصر الاْسلامي الحامل الحضاري لحضارة العرب الجنوبيون منذ مابعد عصر الملكات القضاعيات والذي بداْ حوالي 1500 ق . م وشمل قيام حضرموت كل ارض شبه جزيرة العرب في عهد حضرموت الاْولى حتى ظهور الغزو الاْرامي الرهوي بين 1000-1200 ق. م ...وفي العصر الاْسلامي بعد سقوط الخلافة العباسية ومن قبلها الاْموية شكل العمانيون والحضارمة حلفا سياسيا وايدولوجيا بداْ بقيام دولتهم الاْولى الموحدة في العقد الثالث من القرن الثاني للهجرة وهي ما تسمى دولة الخوارج والتي حكموا فيها كل جنوب شبه جزيرة العرب بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة اْلا ان زمن هذه الدولة لم يعش طويلا والقصة معروفة في التاْريخ...
ولم ياْت منتصف القرن الثالث للهجرة حتى عاد العمانيون والحضارمة لبناء دولتهم الثانية وعلى نفس المذهب الخارجي اْلا انه هذه المرة كانت القيادة للعمانيين خلاف الاْولى والتي كانت القيادة فيها للحضارمة .... وفي القرن الرابع الهجري ظهر الفاطميون في حضرموت عام 429هجرية بعد تغلبهم على كندة في حرب فاصلة استمرت حوالي الثلاث سنوات قبل الهزيمة النهائية لم يستطع الفاطميون المكوث كثيرا في حضرموت لشدة المقاومة الحضرمية بدعم سخي من اشقائهم العمانيين ... وفي حوالي 470هجرية نشب صراع قوي بين الكنديين الخوارج والكنديين المناصرين للاْسرة الحسينية الشريفة وهي اسرة الاْمام احمد بن عيسى المهاجر رضي الله عنه استمر هذا الصراع بين مد وجزر مايربو على القرن وانتهى بانتصار كندة المناصرة لاْل البيت ومذهب الشافعية ...وسيطرت كندة الشافعية على مقاليد الاْمور في حضرموت من ظفار وحتى هضبة ابين العليا ومنطقة نشق وهي مايعرف حديثا بالبيضاء في عام 928هجرية ... وظهرت السلطنة الكثيرية بقوة بقيادة السلطان المظفر المجاهد بدر بن اْبي طويرق الكثيري وظهور السلطنة القوية كان بدعم سخي من دولة الخلافة العثمانية وبهذا ظهرت حضرموت السياسية والتي كانت تمتد من ظفار شرقا حتى باب المندب غربا ...وظل اْرث هذه السلطنة حتى بعد انحسار قوتها يلعب بقوة في هوية هذا القطر العريق الجنوب العربي متمثلا في كل مناحي الحياة مكونا قطرا عربيا فريدا من نوعه في العالم العربي خاصة والاْسلامي عامة ...وبظهور هذه الوحدة السياسية زاد الاْنتماء الاْجتماعي اندماجا بين العرب الجنوبيون في العصر الاْسلامي اذ وصل التمدد الديموغرافي للقبائل من الغرب الجنوبي حتى ظفار في الشرق وكذلك التمدد للقبائل الشرقية الى الى كل ارجاء الغرب تقريبا بثقافة واحدة وهي المذهب الواحد لهذه البلاد المترامية الاْطراف كما استمر هذا التوحد في الحضور الاْداري بظهور السلطنة العبدلية والسلطنة الفضلية والسلطنة اليافعية وهي امتداد من عهد الدولة الكثيرية العالية الهمة ... وبرغم ماتعرض له الجنوب العربي من الاْحتلالات العربية والاْجنبية عبر هذه القرون المنصرمة اْلا ان ابناء الجنوب العربي بقوا موحدين اقوياء الشكيمة مرفوعي الهمة ومانتج عن هذه الاْحتلالات من تمزق ودويلات لم تستطع ان تفرق لجنوبيون وبقيت هذه الدويلات نفسها تشكل باعدادها البشرية جهويا موحدا في الثقافة محافظة على الاْنتصار الاْجتماعي ذو العراقة السامية الرفيعة وكل الاْثنيات التي اكتسبت حق المواطنة في الجنوب العربي انصهرت من تلقاء نفسها في المجتمع الجنوبي ذو السلوك الاْنساني الرفيع بما له من قوة تاْثير ثقافي فاق حدود ه الجغرافيه الى قارتي اْسيا وافريقياء مهد البشرية قبل القارات الاْخرى كما ان عمان الشقيقة هي الاْخرى حافظت على عراقتها القطرية في العهد الاْسلامي حتى يومنا هذا ...
والى لقاء قادم ان شاء الله .... 12 يونيه 2011م