المشهد العربي الجديد والماضي البائس
بقلم : صالح احمد البابكري
المشهد العربي الجديد والذي يشتد اْواره بين الجماهير والنظام العربي البائس هل سيفضي الى عالم عربي يسوده السلام والتقدم والرخاء؟ اْم انها هبات عربية غاضبة جراء ما حدث لها على ايدي هذه الاْنظمة البوليسية والتي مارست عليها استعمار داخلي اشد وطئة من الاْستعمار الاْجنبي ... على مايبدو وحتى اللحظة ان مايحدث لايعدو ان يكون هبات غاضبة وليست ثورات اذ تتجلى هذه الهبات في شكل تذمر وشكوى وزمجرة جماهيرية لاتمتلك رؤى لمشروع سياسي واقتصادي يخرجها من ازمتها الاْقتصادية القاتلة ... والتي اثخنت بطون الاْمة بالجوع جراء ما اقترفتها تلك النظم العربية القائمة منذ مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي من جرائم شتى في حق شعوبها .. بمساعدة الاجنبي الخصم والمستعمر لهم ....
ان مايحدث في مصر امر مقلق وغير مفهوم حتى اللحظة هذه منذ بداية العام وكذلك في تونس والتدمير المستمر في ليبيا والصراع الدامي الذي يشوب الوضع في سوريا ناهيك عن العراق الذي اصبح الوضع فيه مخيفا عاد بالعراق الى قرون قد مضت ... والحذر يشوب بقية الاقطار العربية الاخرى من المحيط الى الخليج ...اْلا مايحدث في الجهوية اليمانية وتحديدا في الجزء الجنوبي منها يعد مختلفا في جوهره منهجيا واستراتيجيا... اذ هناك جاهلا مستعمرا محسوبا على العرب .... وعربيا اْصيلا مستعمر من جاره ..وتلك مصيبة كبرى اذا ما نظرنا لها من زاوية الاْحداث الجارية في العالم العربي وهذا ما يحاول جاهدا عالم الحرافيش في صنعاء ان يقنع به كل الابعاد ان المساْلة في هذه المنطقة هي نفس المعاناة في بقية اجزاء العالم العربي مردها نظام بائس كبقية اقرانه في المحيط...يالهول الحركة الاْلتفافية التي تقوم بها طوائف الحرافيش في صنعاء والتي تتسم بالدقة في التوقيت والقدرة على المناورة ... وتقاسم وتبادل الاْدوار في الاْداء حول القضية الجنوبية... والتي يصعب عليهم هضمها واخراجها في ((بالوعة )) اسرائيل حتى تعيد هي بالتالي تصنيعها واخراجها سمادا تحت مسمى ((يوريا)) عالية الجودة وتصديرها للعالم العربي لمكافحة الملوحة وزيادة الاْنتاج الزراعي الضعيف جدا في هذا العالم المتخبط اصلا....
ان جنوب شبه الجزيرة العربية هو الاْنعكاس الطبيعي لنفس المشهد في فلسطين المحتلة من قبل عصابات الهجانا من يهود الاْشكلنازيم الخزر من بلاد القرم واروبا ...وحتى يكون له غطاء مقبول في احتلال فلسطين ... كان لابد من ترحيل اليهود السفارديم الشرقيين العرب من اصل العرق السامي من اوطانهم ووضعهم في الاْسر على ارض فلسطين المحتلة تحت حراب الاْشكناز الخزر احفاد ((شايلوك )) وعصابات المافيا وكل ذلك تحت غطاء لم الشمل لشعب الله المختار في ارض الاْجداد المزعومة ...وانعكاس ذلك في جنوب شبه الجزيرة العربية والذي بداْ النحضير له منذ قرون وسيطة همش العرب في ما يسمى ((باليمن )) .... ووضعوا تحت حراسة حراب الحرافيش من شعوب شتى بقيادة السفارديم والاْشكناز يم والفلاشا... وعند ما اخفق المخلص سبتاي في عهد الدولة القاسمية من تاْسيس دولة تكون بمثابة لم الشمل كان الاْختيار التالي على فلسطين عوضا عن هذه الهضبة من جنوب شبه جزيرة العرب ...اْلا ان وضع الفشل في قيام دولة لم يثنيهم اْي ابناء العمومة عن اختراق المجتمع في هذه البلاد ... ووضع منهجية فكرية له تجمعهم مع المسار الصهيوني المعد سلفا والذي بداْ مبكر ا منذ القرن السادس عشر الميلادي وهو اعادة كتابة التاريخ والذي كان اول قرار له يتخذه في يورك شاير 1630م في بريطانيا ...وبعدها انطلق الركب في عملهم باْرسال البعثات الاْوربية البحثية من فرع الاْثار وفرع البحث التاريخي (( الاْستشراق )) وغير ذلك ..وكل هذا تم بتمويل من الجمعيات الاْنسانية شكلا والصهيونية حقيقة... وغالبها كان في هولندا والمانيا والبعض كان في بريطانيا وفرنسا واميركا ... وفروع اخرى اقل قيمة مالية في بلدان شتى وهكذا قضي على كل ماله علاقة بمعرفة التاريخ الحقيقي لحضارات الشرق الاْدنى واعيد كتابة التاريخ وفق الاسطورة الاسرائيلية والى حد ما وفق ما تحتاج له الامبريالية العالمية ...ومن هنا اتت اتفاقية الشرق والغرب في ((يالطا )) بعد الحرب العالمية الثانية وهي شرق السويس وحتى يستمر الوضع في بناء دولة اسرائيلة مزدهرة في فلسطين من الضرورة بمكان عدم السماح للعرب الجنوبيين ببناء دولتهم الحرة.....وبالتالي جعل منطقة الجنوب العربي منطقة فراغ سياسي لذلك تم في عام 1967م الاستعمار الثقافي للحرافيش ومن بعده اتى الاستعمار العسكري للجنوب العربي في عام 1994م تحت غطاء الوحدة والشرعية الدستورية ..ومن هذا الاْساس تتمسك صنعاء باْحتلال الجنوب العربي وشعبه .... ...وقبل ان نودعكم نقول لكم بالعبرية//احرنوت شالوم ......
4/8/2011م