بقلم : صالح اْحمد البابكري *
اْن التدافع المستمر للقبائل العربية الجنوبية من عرينها الاْول الجنوب العربي موطن الساميين الاْول ووعاء البشرية في بداية مسارها على الاْرض والذي ظل ينبوعا دائم التدفق لم ينقطع منذ ما بعد الطوفان العظيم وحتى هذه اللحظة التاْريخية من التاْريخ البشري كما اْن هذا الوعاء الذي اْراده الله سبحانه وتعالى مكان جمع واْنطلاقة نحو الاْفاق الواسعة على ظهر البسيطة للبشرية كافة هو نفسه الجامع لهم في لحظة البعث والنشور عند نهاية الرحلة البشرية على الاْرض باْذن الله سبحانه وتعالى وذلك كما تشير الاْبحاث التاْريخية الحديثة وليس كما يقال مجازا اْن الميعاد سيكون باْرض المقدس في فلسطين المحتلة من اْرض اليعاربة واْشارة لذلك فليس هناك ما يسند المجازية التي كرسها اليهود الصهاينة في اْذهان البشرية اْن اْرض الميعاد هي فلسطين المحتلة بل اْثبتت الاْبحاث الحديثة العربية وغير العربية اْن التاْريخ البشري الذي اْرتحل من العربية الجنوبية - الجنوب العربي - سيكون له نفس الحضور عند النهاية وعلى تراب حضرموت الكبرى عرين العرب الجنوبيون .....
وبما اْن الاْحداث المتوالية في هذه اللحظة التاْريخية الحديثة في وطننا العربي الكبير تشهد تحركا ينبىء عن متغيرات اْوجدتها معطيات على غرار التحولات في الساحة العالمية كافة وفي شمال اْفريقياء العربي وجنوب الصحراء الكبرى خاصة ... وقد راْينا ان من واجبنا اْن نميط اللثام ونزيح جزءا يسيرا من ستارة الاْخفاء عن التاْريخ في هذه المنطقة الهامة لنا كعرب وللعالم وها نحن نقدم بين الفينة والاْخرى تناولات عجالية تعرف محبي التاريخ عن مدى العلاقة الوطيدة بين شمال اْفريقياء العرب الجنوبيون - الجنوب العربي - والتي بداْت في الاْلف الرابعة قبل الميلاد وهو التاْريخ الذي اْستقرت فيه بداية قبيلة عظيمة من قبائل العرب الجنوبيون وهي قبيلة عمليق في شبه جزيرة سيناء وعلى مقربة من الشمال الاْفريقي وفي خط رئيسي يؤدي باْمتدادها الى جبال اْطلس عبر العقارب في مصر واليبو في ليبيا ومن ثم المغرب الاْوسط الجزائر وتونس والمغرب الاْقصى ( المملكة المغربية ودولة المرابطين في المحيط الصحراوي وهي موريتانيا الكبرى ) وبين مملكة سباْ الاْرامية وارثة معين الاْرامية على اْرث اْوسان التي خرجت من فيدرالية حضرموت وقادت حربا ظروسا مع حضرموت الاْم من جهة ومع الاْرام من جه اْخرى اْدت الى نهاية مملكة اْوسان ومن ثم نشبت الحرب بين حضرموت الكبرى وسباْ على اْرث اْوسان وكذلك التنكيل الذي فعلته سباْ بشعب اْوسان العربي والحضرمي الاْصل وفي هذه الحرب اْستمالت سباْ في جانبها قبيلة صنهاجة من قبيلة قضاعة الحميرية والتي تعد قضاعة من اْعرق واْكبر شعب حمير ومشيدة صروح الحضارة العربية الجنوبية الاْولى ومنها التبع ذو القرنين الذي كلفه الله بحكم الاْرض واْقامة العدل والخير فيها واْتى ذكره في القراْن الكريم والسد الذي وضعه بين البشر وبين ياْجوج وماْجوج ... واْثار غيظ حضرموت تلك الاْستمالة السبئية لقبيلة صنهاجة والتي حاربت بجانب سباْ الحضارمة اْشقائها بيد اْن مثل هكذا اْفعال لاتمر دون حساب فاْوكلت مملكة حضرموت الاْمر هذا لقبيلة كندة حليفتها وشن الكنديون حربا ظروسا على صنهاجة مما جعلها تفر فرارا الى شمال اْفريقياء تاركة جزيرة العرب برمتها واْستقر مقامها بداية في جنوب الصحراء الكبرى على ما يعرف حديثا بنهر النيجر والذي سمي قديما بنهر صنهاجة اْلا اْن وضع صنهاجة على ضفاف النهر لم يدم طويلا حيث شن الروم البيزنيون حربا على صنهاجة التي قطعت بينهم وبين التوغل في القارة السوداء واْنضم الى جانب صنهاجة الكثير من قبائل (الاْمازيق ) من شعب عمليق في حرب صنهاجة مع الروم البيزنطييين مما اْدى هذا الوضع الحربي الى تحالف بين القبائل العربية الاْمر الذي اْدى بدوره الى تقويض نفوذ الروم ومحاصرته في الساحل الشرقي للبحر الاْبيض المتوسط ...وشيدت صنهاجة مملكة في الاْوراس واْطلس وجنوب الصحراء مع الاْمازيق عظيمة وقوية ... وهكذا هو تاْريخ الجنوب العربي وشعبه العظيم ضارب جذوره في اْعماق الارض منذ اْلاف السنيين وليس بمقدور اْحد مهما اْوتي من قوة اْن يلغي ويشطب ذلك التاْريخ وتلك الحضارات المتعاقبة ..والى لقاء قادم باْذن الله تعالى...
5مايو2012م
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ