الرجل فكرة وموقف لايمكن اْن ينفصل الرجل عن موقفه الذي يكون متطابقا مع الفكرة والقيم التي يؤمن بها ومن سمة ذلك الصيرورة الذاتية الثابته بين الرجل والفكرة والموقف في تداخل ثلاثي الابعاد يصعب تغييره او تطويعه ولاينقص من ذلك التبصر بعواقب الاْمور لكن الثبات هو المحك الحقيقي لتلازم الرجل والفكرة والموقف وانصهار تلك الابعاد الثلاثة في تكوين شخصية وطنية للرجل .... كنا نتمنى من قيادات كبيرة كانت مساهمة في صنع نكبة الجنوب اْن تعود الى الصف الوطني وتستفيد من التسامح والتصالح والتضامن لكن ظهور تلك القيادات المتاْخر بعد اْن استطاع شعب الجنوب من خلال حراكه السلمي التحرري ان يضع قضيته على طاولة المعادلات الدولية لم يكن بتلك الاْمال ..ورغم اْن شعب رفع شعارات واشعار يدعوهم الى مغادرة الصمت والاْنضمام الى شعبهم ومع وطنهم لكن صمتهم كان صمت القبور برغم اْنهم لم يكونوا ممنوعين من الكلام اْو من التحرك ولم يتكلموا ولم يتحركوا... الا بعد تضحيات باهضة وتكاليف كبيرة دفعها شعب الجنوب للخلاص من هذه النكبة الكبيرة التي تم زرع فصولها وخيوطها منذ العام 1972م حتى اْكتملت فصولها في 1994م باحتلال الجنوب العربي الذي غيروا هويته الى الشطر الجنوبي من الوطن اليمني ظلما وعدوانا ... لست في طور المطالبة بالمحاسبة القانونية وانما في اْطار المراجعة الذاتية للمواقف ومعاتبة الذات... سيما بعد اْنفضاح التاْمر الذي كانت تلعبه اليمن مع مصر ومع السعودية على الجنوب العربي واستقلاله وسلامة اراضيه ووحدتها وفقا لما نشرته مؤخرا صحيفة ((الاْمناء )) الصادرة الاربعاء 16مايو2012م عن الوثائق البريطانية ومنها تلك الوثيقة التي يعود تاْريخها الى العام 1956م... وسيجد القارىء الكريم اذا ماعاد الى اتفاقيات القاهرة عام 1972م وفي ديباجيتها ما يوضح حقيقة الموقف... لذا فاْننا نعيد ونكرر ان التسامح والتصالح والتعاون قرار وطني اْتخذه شعب الجنوب وهو في اكبر محنة يكابدها من قبل احتلال توسعي استيطاني وهمجي... وليكن واضحا ومعلوما ان القضاء على الحراك الجنوبي لن يوفر الاْموال والسلطات لمن هو موعود بذلك من قبل سلطات الاحتلال بمختلف اطرافها القبلية والعسكرية والسياسية فكلهم على الشر متفقون وعلى ابتلاع الجنوب واذلاله متوافقون فهل يعيد البعض حساباته ويعرف ان فتح شارع المعلا لن يحقق لمخرجات القاهرة اْو غيره اْي نتائج ماْمولة ....
19/5/2012م