بقلم : صالح اْحمد البابكري *
اْن التجربة النضالية التي يخوضها شعب الجنوب العربي العظيم شعب المهمات الصعبة هي فريدة من نوعها في المنطقة العربية اْو تكاد تكون كذلك وهي بالتاْكيد لم تاْت محض صدفة اْو اْعتباطا اْو ترفا اْو ما شابه ذلك حتما لاشيء من ذلك البتة بل هي نتاج تجارب مريرة خاضها شعبنا ودفع ثمن تراكماتها غاليا من تاريخه المديد والموغل في القدم اْذ هو عريقا عراقة التاْريخ الانساني وبرغم ضعف اْمكانات هذا الشعب العظيم المادية وصغر حجمه البشري نسبيا اْلا تاْثيره في الحضور الثقافي والحضاري في بقاع شتى من العالم يجعله من الشعوب الحاضرة دوما في مراحل التاْريخ الانساني ومن هنا تدافعت عليه الخصوم في محاولة لاختزاله حينا وتغييبه حينا اْخرا ومن اْين ما اْتوا هؤلاء الخصوم ومهما كانت حججهم في حملاتهم على شعب الجنوب العربي العظيم ليس بمقدورهم اْخراج هذا الشعب من دائرة التاْريخ ..قد يعطلوه قليلا عن مساره ويؤخروا بذلك اْيصال رسالته الانسانية حتى لاتصل في موعدها المخطط له ولكن حتما لايستطيعوا النيل منه والاْجهاز عليه اْذ هو شعبا حيا ومن الشعوب القليلة التي تعيش في القرى المباركة من الله تعالى والموعودة بالفلاح وباْقرانه من الشعوب التي تسكن اوطانا مباركة يبقى الخير في الارض لمقارعة الشر حتى تقوم الساعة وهذه سنة الله واْرادته ليس لاْحد عليها في عالم البشر سلطان غير الواحد القهار جبار السماء المتربع بقوة في قلوب الجنوبيين المؤمنيين على طول وعرض اْرض حضرموت الكبرى من اْقصاها الى اْقصاها ..
عندما حل البلاء واْستطار الشر ووقع شعب الجنوب العربي تحت الاْحتلال من قبل سلطة صنعاء في 7/7/1994م اْنهالت المساعدات المادية وغيرها من المساعدات لقوى الشر والفساد والشعوبية من كل حدب وصوب على صنعاء وتلك القوى السلطوية الشريرة فيها وكاْنها اْي تلك الدول التي تقدم اموالها تنتظر هذه اللحظة التي يموت فيها الخير في ارض القرى المباركة -الجنوب العربي - فاْتت راياتهم تباعا لنصرة الشيطان وصلوا جميعا في معبد النورانية الشهير في صنعاء وقراْوا الفاتحة على اْرواح قتلاهم في مقبرة خزيمة اليهودية بتراتيل حزقيال تارة وتارة اْخرى بترانيم يهوه رب الجيوش المنتصرة على الجنوب العربي ..وفي مثل هكذا نشوة شيطانية كان لزاما على شعب الجنوب العربي العظيم اْن يلم شتاته فوق جراحه ومرارة ماوقع عليه من ماْسي لتجارب عبثية فتته وقطعته اربا اْربا ونفض شعب الجنوب كل ماعلق به من اْتربه ومن اْدران وبداْ في رحلته للم الشمل من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا وفي كل جزره البحرية المتناثرة هنا وهناك وحنة جزيرة سقطرة نهض نهظة رجل واحد وبداْ يعمل على مسارين مسار لم الشمل ومسار المقاومة ومضت سنيين عجاف حتى عام 2006م عندما اْعلن الجنوب وشعبه اْنه تصالح وتسامح وهذا مسار لم الشمل ومن اْتبعه في 7/7/2007م بالثورة السلمية التحررية تحت شعار الحراك الجنوبي ..برع برع ياستعمار فقالوا عنه انفصالي ولازالوا يقولون وفي 2008م حددت مضامين العمل العمل الوطني الجنوبي بثورته الشعبية السلمية ((الحراك الجنوبي )) من مسمى القضية الجنوبية المبهم الى الوضوح في رؤى اْذا اْعلن المجلس الوطني الاْعلى اْن القضية الجنوبية هي التحرير والاستقلال بعد ان غدرت صنعاء بالوحدة اليمنية السلمية في 22مايو1990م بشن الحرب على الجنوب واحتلاله في 7/7/94م واعادة انتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية محتلة للجنوب العربي ج.ي.د.ش ومن هذا المنطق والمفهوم بمشهده الماثل فاْن اْية تسوية لحل هذا الصراع القائم بين سلطة صنعاء ايا كانت قيادتها يمنية اْم جنوبية فاْن شعب الجنوب الجنوب العربي يريد استقلاله وحريته ليبني على اْرضه حضرموت العربية دولته من جديد التي هدمتها الحرب الغادرة من قبل صنعاء ولشعب الجنوب العربي الحق في ذلك بموجب المواثيق والقوانين الدولية فشعب الجنوب العربي لايطلب المستحيل وانما يطلب حقه وهو مطلب مشروع تسنده القوانين الدولية النافذة واْي حوار اْو مفاوضات ترغب فيه المجموعة الدولية عليها اْخذ كل ذلك في الاعتبار وهي تتحدث مع صنعاء بمختلف اقنعتها ووجوها الكثيرة والمتلونة ... ان اعطاء شعب الجنوب العربي حقه الطبيعي المكفول بموجب المواثيق الدولية هو عامل امن واستقرار للمنطقة ومفيد بكل تاْكيد للشعبين في الجنوب العربي وفي اليمن ولكل شعوب المنطقة وضامن لحفظ مصالح العالم في المنطقة ...
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ
3اْكتوبر 2012م