وثيقة بريطانية: تدخُل ( يمني ـ سعودي ـ مصري) في شؤون الجنوب العربي
تقول الوثيقة, أن الوضع البريطاني في الجنوب العربي تغير بدرجة متفاوتة بسبب أن مصر, اليمن والسعودية توصلوا إلى إتفاق لتوقيع معاهدة عسكرية في مدينة جدة. عدن ((عدن الغد)) ترجمة خاصة :
تواصلت في الفترة الأخيرة مع الأرشيف الوطني البريطاني, لشراء بعض الوثائق البريطانية التي تخص تاريخ عدن, وبعد البحث والتحري عن هذه الوثائق لفت نظري إلى وثيقة مهمة عن الفترة التي كانت ترتئي إلى قيام الجنوب العربي نظراً للمؤامرات التي كانت تحيكها اليمن والسعودية ومصر للتدخل في شؤون مناطق محميات عدن البريطانية.
ولأهمية هذه الوثيقة التي تستعرض لماذا طلبت بريطانيا من حكام المحميات تشكيل هذا الإتحاد لتكون قوة ضد التدخلات الخارجية ضد المحميات, أنشر لكم الترجمة الخاصة بها ليعرف الجنوبيون بأن المؤامرات ضدهم ليست وليدة اليوم وإنما منذ سنين مضت.
وهذه الوثيقة البريطانية صادرة من الأرشيف الوطني البريطاني ومصنفة سري للغاية, تحت مرجع رقم: C.P. (56) 178 بتاريخ 17 يوليو 1956م.
والوثيقة هي عبارة عن تعميم من وزير المستعمرات البريطانية إلى زملائه في الحكومة البريطانية عن الوضع في مستعمرة عدن ومحمياتها.
تقول الوثيقة, أن الوضع البريطاني في الجنوب العربي تغير بدرجة متفاوتة بسبب أن مصر, اليمن والسعودية توصلوا إلى إتفاق لتوقيع معاهدة عسكرية في مدينة جدة.
وأن أسلوبهم العدائي أخذ في السنوات الأخيرة يتحول إلى التآمر والعصيان, ومن جهة اليمن القيام بالاعتداء على مناطق حدود المحميات.
ولمواجهة هذه التحركات العدائية, كان يجب إقناع المستعمرة ومحمياتها بأن ضمان مصالحها وإرتباطها ببريطانيا وحده ليس كافياً بحد ذاته.
ويجب اتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية وإستخدام أسلوب الدعاية القوية ضرورة ملحة للتخفيف من حدة الضغوط الخارجية.
وتقول الوثيقة, أن الحدود الحالية بين محميات عدن واليمن قبلت بها كلاً من حكومة صاحبة الجلالة واليمن بحسب معاهدة 1934م. والوضع الحدودي للمحميات مع السعودية تم تحديده من جانب واحد من قبل حكومة صاحبة الجلالة. ولكن في الجانب الحدودي من جهة اليمن, توجد هناك شكوك في بعض الأماكن المحددة, حيث تم الأتفاق في 1951م, بتشكيل لجنة حدود لتوضيح تلك الشكوك, وحيث أنه لم تُنفذ من جانب اليمن.
وفي غضون ذلك, وفي السنوات الأخيرة كانت هناك عدداً من الغارات على مناطق المحميات عبر الحدود اليمنية, من قبل رجال القبائل اليمنيين, وأحياناً من قبل القوات اليمنية, وعملت السلطات اليمنية بشكل فعال على إثارة السخط في بعض الأجزاء من المحميات بواسطة الرشوة والعصيان والتحريض والانشقاقات, من خلال تقديم أسلحة كهدايا للتمرد ضد حكام المحميات.
وحالياً تغيرت تلك التكتيكات, وأخذ التدخل منحنى أخر وهو أسلوب تشجيع الاضطرابات العمالية والسياسية داخل المستعمرة ومحمياتها, نتيجة أن المشاكل في الحدود مع اليمن كانت هادئة نسبياً.
ومن جانبها عملت السلطات السعودية على وقف دعمها الذي كانت تقدمه لرجال القبائل في محمية عدن الشرقية وتقديم الرشاوى لهم للتأمر وزرع الفوضى والمشاكل داخل المحمية.
وتشير الوثيقة بأن وزير المستعمرات البريطاني تقدم بمقترح لحكومته بخصوص إنشاء إتحاد فيدرالي شارحاً: " أن إنشاء إتحاد فيدرالي بين مناطق المحميات سوف يجلب لهم فوائد اقتصادية وإدارية.
وأن معظم حكام المحميات وافقوا مبدئياً على الفكرة, والبعض الأخر وبالخصوص حكام الولايات الصغيرة, لديهم شكوك حول الفكرة, حيث لم يتم الضغط لقبولها.
وتركت للحكام الحرية الكاملة للتشاور فيما بينهم, وأختيار أفضل أنواع وطرق التقارب التي تناسبهم. وتشير الوثيقة أيضاً, أن إمام اليمن عارض بشدة لفكرة أي نوع من أنواع التقارب أو التوحد ولايات محميات عدن, والعمل على جعل ذلك المشروع صعباً عليهم.
ومع الدعم المناسب للسلطات المدنية والعسكرية نستطيع السيطرة على الوضع الداخلي.
العرب في عدن والمحميات لا يرحبون الخضوع والوقوع تحت تبعية اليمن والمملكة العربية السعودية, ولا يجب علينا أن نضيع أية فرصة لنريهم بأننا عازمون بالبقاء في المستعمرة والحفاظ على نفوذنا في محمياتها.
صادر عن مكتب وزارة المستعمرات
16 يوليو 1956
ترجمة: بلال غلام حسين
Bilal41@hotmail.com-
منقول.....