t السلطان القعيطي: شعب الجنوب سيفشل كل حوار والجنوبيين المشاركين فيه لا يمثلونه
أعتبر السلطان غالب بن عوض القعيطي أن ما تعرض له شعب الجنوب مند 21 فبراير المنصرم حتى اليوم يأتي ضمن مسلسل الغش للضمير العالمي، مضيفا أن ما يرتكب في حق الشعب الجنوبي يوميا أبشع المجازر وليس له جرم سوى أنه يطالب بتحقيق مصيره كسائر الشعوب، مؤكد أن شعب الجنوب سيفشل كل حوار ما لم يكن حوارا لوضع ترتيبات الفصل بين الدولتين، ولن يجدي استقطاب بعض الشخصيات الجنوبية للحوار الذين هم للأسف أصحاب مصالح شخصية وحزبية ولا يحضون بقبول لدى شعبنا إنهم لا يمثلون شعبنا في الحور اليمني جاء ذلك في بيان للسلطان غالب بن عوض القيعطي من مقر أقامته في العاصمة البريطانية لندن جاء فيه:
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.. وبعد:
لقد كنت أراقب الأحداث الأخيرة والوضع الدائر على أرض جنوبنا الحبيب عن كثب، وكنت أتابع مجرات الأحداث بقلق متزايد، وما آلت إلية أوضاع شعبنا الصابر على الظلم التنكيل به في أمور حياته، فالذين خططوا لهذه الأحداث ونفذوها أعني الظاهر منهم والخفي نحملهم كامل مسؤولية هذه الدماء التي سفكت، لأن التحرش بشعبنا على أرضه والدفع بمجاميع قدمت من محافظات الشمال بالتعاون مع من يؤيدهم من أصحاب المصالح الشخصية والحزبية لإقامة ما يسمى مهرجان 21 فبراير ليعد افتعال لهذه الأزمة وبغية جر شعبنا إلى العنف، إنه لمهرجان الضرار والإضرار بشعبنا حيث سعوا من خلاله إلى توهيم الرأي العام الدولي والإقليمي بأن الوحدة باقية وهذا ضمن مسلسل الغش للضمير العالمي، فشعبنا صاحب حق وقضية وليس من السهل تفويت قضيته باللعب عليها بمثل هذا التوهيم المفضوح، فشعبنا اليوم يقف مدافعا عن نفسه وكرامته وهو حق مشروع له لا يستطيع أحد أن يصادره أو يؤوله، شعبنا ترتكب في حقه يوميا أبشع المجازر وليس له جرم سوى أنه يطالب بتحقيق مصيره كسائر الشعوب، لذلك فإني أطالب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى مراقبة الوضع بحيادية تامة وتقديم التقارير الصادقة غير المنحازة وهم يرون شعبنا يقهر، وعلي العالم أن يعلم أن شعبنا لن يجر بخطام إلى حوار ضد مصالحه إلا إذا كان ذلك الحوار منصفا لقضيته وفقا لرغباته لأن الأصل في أي حوار بين طرفين هو البحث عن الوصول إلى حلول إيجابية منصفة ومرضية، فشعبنا قد قدم التضحيات الهائلة في سبيل هذه الوحدة الفاشلة، تلك التضحيات التي لم يقدمها أي شعب في العالم على مر التاريخ، وليس في وسعه الآن تقديم أكثر من ذلك، ومع ذلك يراد منه أن يتنازل عن هويته وتاريخه وثرواته ودماء شهداءه وفي المقابل لم يقدم الطرف الآخر أي شيء حيال هذه القضية أليس هذا من الظلم؟ أليس هذا من الجور؟، فشعبنا بإذن الله سيفشل كل حوار ما لم يكن حوارا لوضع ترتيبات الفصل بين الدولتين، ولن يجدي استقطاب بعض الشخصيات الجنوبية للحوار الذين هم للأسف أصحاب مصالح شخصية وحزبية ولا يحضون بقبول لدى شعبنا إنهم لا يمثلون شعبنا في الحور اليمني المزمع عقده أو أي حوار، فلو حصل ذلك فإنه يعد تزييفا وتزويرا واضحا للحلول المرفوضة من قبل شعبنا ففرض سياسة الأمر الواقع بهذه الشخصيات لايحل القضية أبدا ولا يغير من الواقع شيئا إنما هو ضياع للوقت وهدر للأموال وجلب المزيد من المتاعب على الشعبين والمنطقة، وإنني بهذه المناسبة أنبه الضمير العالمي والكيانات الدولية بأن الشعب هو الوحيد الذي له الحق في تمثيل نفسه في الأمور المصيرية التي تتعلق بذاته ومستقبله، وأن شعبنا لن يسمح لهذه الشخصيات المتاجرة بقضيته لمصالحها الشخصية والحزبية، شعبنا بإرادته وصموده بإذن الله سيفشل ذلك وستفشل معه كل المخططات التي تخطط ضده فعلى المجتمع الدولي أن يتفهم قضيتنا وأن شعبنا بكامل أطيافه قد أعلن أنه لا يستطيع التعايش مع هذه الوحدة وذلك للفوارق الثقافية والمذهبية والقبلة والتمييز العنصري من قبل اليمنيين لأبناء الجنوب في مؤسسات هذه الوحدة وغير ذلك، فليس من مصلحة شعبنا ولا من مصلحة العالم و شعوب المنطقة بقاء هذه الوحدة ولن يكون هناك استقرار في المنطقة دون أن تحل القضية الجنوبية المتجاهلة إلى الآن من الجميع لذلك فإن من الأسلم للجميع الإسراع في حلها وفك ارتباطها وفقا للقوانين والمعاير والسلوكيات الدولية والسعي لتأسيس حكم عادل نافع وحر يرضى به ربنا ويسعد به الشعب وترتاح له دول الجوار والعالم بأسره، قبل أن تفرز هذه القضية مشكلات وتبعات أخرى للمنطقة حينها لن يستطيع أحد لملمت الوضع، لذلك فشعبنا الصغير منهم والكبير يناشدون ملوك وسلاطين وأمراء الجزيرة العربية بالأولى بصرخات مؤلمة وقد بح أصواتهم يهذه الصرخات وهم يناشدون إخوة له في الدين والعروبة لكن هذه الصرخات لم تلامس بعد أسماع أخوانهم وهم لم يفقدوا الأمل بل يؤكدون لإخوانه في العقيدة قائلين أدركوا الجنوب قبل أن ينفصل من الجزيرة العربية، شعبنا كله ثائر أدركوه قبل أن يبتر من جسم الأمة العربية، يا دول الإقليم خذوا كلامي بجديدة فائقة، نحن منكم وإليكم شعبنا لا يريد الحل من منظور متجاهل آلامه وآماله غير مستشعر لما ألم به وما أصابه من جراء هذه الوحدة فلا مجالا الآن لفدرالية أو الكونفدرالية بعد أن سالت وسفكت دماء أبناءه الطاهرة ظلما وبغيا وعدوانا فما من بيت في الجنوب إلا وفيه قتيل أو جريح أو أسير فهل بعد هذا حديث عن حوار أو وحدة ؟ إن دماء أبنائنا غالية سفكت من أجل الاستقلال فلا يستطيع حر منا أن يخون تلك الدماء والذهاب إلى غرفة الخداع وليست غرف الحوار وإني أطالب عموم شعبنا بضبط النفس قدر المستطاع واسأل الله أن يتقبل قتلانا في الشهداء وأن يعجل بالشفاء لجرحانا واسأله تبارك وتعالى أن يعجل بفك أسرانا وأن يتغمد موتانا بالرحمة والمغفرة والله ولي الموفق.
صاحب التقصير العبد الفقير
غالب بن عوض القعيطي
__________________