الخميس / 5 أغسطس آب 2010
لبعوس (عنا) - أقيمت صباح هذا اليوم فعالية سلمية حاشدة شهدتها مديرية يافع لبعوس محافظة لحج حيث توافد الآلاف من أبناء يافع والمديريات المجاورة في المحافظة ومحافظتي عدن وأبين والضالع وشبوة, وبدأت الفعالية بمسيرة حاشد انطلقت من منطقة الفرزة حمل فيها المشاركون أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وصور الرؤساء علي سالم البيض, وعلي ناصر محمد, وحيدر أبوبكر العطاس, وصور القتلى الحراك, والجرحى وعدد من المعتقلين.
وحمل المتظاهرون اللافتات المطالبة بالاستقلال والتضامن مع صحيفة الأيام الموقوفة وحارسها أحمد عمر العبادي المرقشي, وصوراً للناشرين هشام وتمام باشراحيل وأعداداً أرشيفية من الصحيفة الموقوفة منذ مايو أيار من العام الماضي, وحملوا لافتات تطالب باستئناف صدورها وتعويض ناشريها.
واستقرت المسيرة في ساحة الحرية في سوق السلام بمدينة لبعوس حيث قام بتقديم المهرجان الناشط السياسي والإعلامي "صلاح القعشمي" وبدأت بآي من الذكر الحكيم تلاها الطفل "محمد صالح محمد" ثم كلمة اللجنة التحضيرية ألقاها الناشط عبدالعزيز المنصوري قال فيها: "إننا ننظر أيها الأخوة الشرفاء من أبناء الجنوب إلى المستقبل المشرق ونحن نسير في هذا الطريق الذي رسمه ولايزال يرسمه شعب أبى أن يرضخ أو يستسلم, فإن هذا الطريق الذي رسم بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين في زنازين الاحتلال وعرق الأبطال الممزوج بحرارة الشمس, وأزيز الرصاص في كل ساحات النضال السلمي في أرض الجنوب, نقول أن هذا الطريق حتماً لن يؤدي بنا سوى إلى محطة واحدة لا نقبل ولن نرضى بغيرها, وهي محطة الاستقلال ومحطة الحرية والانعتاق, والتي حتماً ولابد من الوصول إليها".
وألقى القيادي في الحراك الجنوبي بمحافظة أبين "علي ناصر الشيبة" كلمة في المهرجان أشار فيها إلى ضرورة استمرار العمل السلمي البعيد عن الفوضى, وإهدار دماء الأبرياء من أينما كانوا, ومن أي مكان هم, وأكد على أن الجنوبيين يطالبون بنضال سلمي وفق الأعراف المتعارف عليها.
وألقى القيادي البارز في الحراك الجنوبي "ناصر الخبجي" كلمة عن محافظة لحج قال فيها: "أيها الأحرار لقد استخدم نظام الاحتلال كل الوسائل القمعية والقهرية ضد أبناء الجنوب, ولم يستطع هذا النظام إخماد الحركة الشعبية السلمية الجنوبية السائرة من أجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة, وكل يوم يتفنن بأساليبه القذرة في قتل واعتقال ومطاردة وانتهاك الحقوق والحريات الشخصية لنشطاء الحراك ولكافة الشعب الجنوبي بدون استثناء, إلى أن وصلت قذراته وحقارته أن يستخدم رعاياه من أبناء الشمال كأدوات ووسائل لتنفيذ سياساته الأمنية بقتلهم ورميهم على الطرقات, والتمثيل بأعضائهم البشرية, والشواهد كثيرة على ذلك مثل جريمة التمثيل بالأطفال بعد أخذهم من عاصمة الجنوب (عدن) ثم رميهم بجانب الطريق العام في ردفان قبل شهرين, وبترتيب أمني دقيق, لكنه كان مفضوحاً ومعظم الضحايا هم من البسطاء والمصابين بالأمراض النفسية, وفي بعض الأوقات يتم قتلهم بدافع الثأر, ويختاروا مناطق الجنوب لتصفية الحسابات مثل حادثة الملاح في العام الماضي, وماخفي كان أعظم, وللأسف الشديد فإن هناك الكثير من الصحف والمواقع الإكترونية المحترمة تنساق خلف تلك الدعايات الرسمية والأمنية من خلال النشر وعدم التحري عن الحقيقة, وأحياناً لاتتابع هذه الصحف والمواقع الإكترونية مسار الجريمة وحقيقة وجودها, ونحن نعتبر ذلك مشاركة في الجريمة كان بقصد أو من غير قصد, وذلك ينمي مشاعر الكراهية والحقد عند العامة من أبناء الشمال ضد أبناء الجنوب, وهذا يتماشى مع سياسات الاحتلال".
وأضاف: "مانود التأكيد عليه إنه ليس لنا أي عداء مع الشعب في الشمال, فعدونا هو النظام وهو من يمتلك القرار السياسي والعسكري, واحتل أرضنا بالقوة العسكرية ودمر دولتنا وألغى هويتنا الجنوبية, ومثل هذه الجرائم الإنسانية السكوت عنها يمثل كارثة بشرية خطيرة".
وقال الخبجي: "نوجه ندائنا إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية الإقليمية والدولية ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة التحرك السريع والكشف عن الحقائق, وفضح أعداء الإنسانية وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية لينالوا جزائهم".
وألقى العميد محمد صالح طماح القيادي البارز في الحراك الجنوبي كلمة أكد فيها على أن الاستقلال مطلب ثابت لشعب الجنوب على حد وصفه, مشيراً إلى أن جميع محاولات من وصفها بسلطة الاحتلال لن تفلح في إيقاف هذا الحراك السائر نحو الاستقلال الكامل مهما بلغت عمليات القتل والاعتقالات والمطاردات.
وتحتجز السلطات اليمنية أربعة من آل طماح بينهم اثنين من أبناء العميد محمد صالح طماح منذ قرابة عام في العاصمة اليمنية صنعاء.
ووجه الشيخ عبدالرب النقيب شيخ مشائخ الموسطة ونقيب يافع في كلمته ثلاث رسائل, قال في الأولى منها "إلى الشعب الجنوبي العظيم صانع المعجزات الذي يخرج في مهرجانات ومسيرات سلمية, والذي يرتفع زئيره بالهتافات, ويناضل سلمياً لاستعادة دولته, وإثبات وجوه وسيادته.. أيها الشعب الجنوبي العظيم إن الأيام القادمة هي أيام الجنوب بإذن الله, فعليكم بالصبر والثبات, فالهدف الذي تناضلون من أجله هدف نبيل, ومشروع, وعدوكم متربص بكم ويوم الخلاص آتٍ لامحالة.. واصلوا نضالكم واصبروا.. لاتيأسوا ولاتملوا.. والاستقلال قادم.. وسيزول كل ظالم.. وأظهروا حقيقتكم للعالم.. لأنكم شعب عريق ومتحضر ومسالم لا يأتي منه أذى ولايقبل باطلاً".
وقال النقيب في رسالته الثانية: "إلى قيادات الحراك السلمي الجنوبي, الذين نكن لهم كل الود والاحترام, لقد كان لكم لا شك دور كبير في حراكنا السلمي الجنوبي, فهم من تزعم الحراك وتقدم الصفوف وإنني هنا أقول لهم إنكم قادتنا وقدوتنا, وإن المرحلة التي نمر بها صعبة ومعقدة وأنتم مطالبون بأمور هامة, مستقبل الجنوب كله مبني عليها فاتحادكم من أهم الأمور التي أنتم مطالبون بها, فلا مبرر للتنافر والاختلاف طالما أنتم موحدون بالهدف, وبالوسيلة, وعدوكم غاشم, وشعبكم صابر مقاوم.. وحدوا صفوفكم لمواجهة عدوكم, ووسعوا صدوركم, واقبلوا غيركم, وتنازلوا لبعضكم, فليس لكم مصالح ذاتية وأنانية, ومصلحتكم الأولى والأخيرة هي رحيل الاحتلال, واستعادة دولة الجنوب".
ووجه النقيب رسالته الثالثة "إلى نظام صنعاء سلطة ومعارضة.. إن يوم الرحيل آتٍ ولابد أن تتركوا أرض الجنوب العربي لأبناء الجنوب, فأبناء الجنوب أحق بخيراته, وأبناء الجنوب أحق بوطنهم, وأقول لكم ماقاله الشاعر : أنا لا أخاف من السلاسل فاربطوني بالسلاسل.. لن تطفئوا مهما نفختم..في الدجى هذه المشاعل..الشعب أوقدها وسار بها.. قوافل في قوافل".
وأكد الشيخ النقيب ماقاله في فعاليات سابقة إن ماتتحدث عنه معارضة الجمهورية العربية اليمنية لايخص الجنوب العربي, فمعارضة صنعاء ليست مخولة للحديث عن قضية أبناء الجنوب, فللجنوب أبناؤه, وإن مانسمع عنه من حوار بين معارضة ونظام صنعاء لايهمنا ولايعنينا, غير أنني أجدها مناسبة هنا أن أدعوا أخواني الجنوبيين المشاركين في لجنة الحوار الانسحاب من تلك اللجنة والعودة إلى شعبهم ووطنهم, وإنه لايعنينا ولايشرفنا, ولا يشرفهم أيضاً المشاركة في لعبة سياسية شمالية شمالية".
وصدر عن المهرجان بيان ختامي حصلت وكالة أنباء عدن (عنا) على نسخة منه, وجاء فيه:
1- إننا نؤكد أننا ماضون قدماً وبإصرار وثبات نحو رص الصفوف نحو تحقيق الهدف الأعلى للحراك السلمي الجنوبي, والمتمثل باستعادة دولة الجنوب الحرة, بعد أن فشل مشروع الوحدة والذي أفشلته سلسلة من المؤامرات الضالع بها هذا النظام الطاغي والتي تكللت بحرب صيف 94, والتي قضت على الوحدة واحتلت الجنوب عسكرياً, وإننا مقتنعون كل الاقتناع بأن وحدة الحراك الجنوبي بمختلف الفئات والاتجاهات والألوان هو الشرط الأساسي والأول لنجاح ثورة الجنوب الباسلة.
2- إننا نناشد القيادات الجنوبي في الخارج بالتنبه إلى أن أي حوار يتعلق بالقضية الجنوبية يجب ألا يكون بالقبول المسبق بشرط الحوار تحت سقف الوحدة, تلك الوحدة التي النظام إلى احتلال منذ حرب صيف 94.
3- إننا نجدد دعوتنا إلى التضامن مع صحيفة الأيام وناشريها ونناشد كل المنظمات الحقوقية والمدنية بالضغط على نظام 7-7 بإطلاق سراحها من المعتقل باعتبارها الصحيفة الجنوبية الحرة, صحيفة كل الشعب, كما أننا ندين ونستنكر الحكم الصادر, بحق حارس الأيام البطل المناضل "أحمد عمر العبادي المرقشي", ونطالب منظمات حقوق الإنسان بالضغط لإسقاط هذا الحكم الجائر.
4- إننا ندين وبشدة كل الأعمال الإجرامية التي تمارس, والتي تحاول بها سلطة الاحتلال بأساليب مكشوفة أن تنسبها إلى الحراك الجنوبي, ومن أعمال الاختطافات والقتل, أو التعرض للمعدات والمشاريع التنموية المرتبطة بحياة المواطنين, أو بالمؤسسات الخدماتية بالمنطقة, ومنها ماحدث في الأسبوع الماضي من قتل المواطن علي سعيد مهيوب أحمد, وكذا إطلاق الأعيرة النارية على بوابة مكتب التربية بالمديرية, وبهذا الخصوص فإننا نناشد الجماهير والمشائخ والوجهاء ومشائخ العلم وأبناء المنطقة كاملة لتعزيز دور المجتمع المدني والوقوف بصرامة ضد تلك الأعمال وتعريتها وتحميل أجهزة الأمن مسؤولية ذلك بتقصيرها في مهامها.
5- نناشد منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على نظام صنعاء لإطلاق سراح جميع المعتقلين في الحراك السلمي الجنوبي ونعلن تضامننا معهم, وفي الوقت نفسه نتقدم بالشكر إلى كل المنظمات والشخصيات التي قامت بمتابعة إطلاق المعتقلين من نشطاء وقيادات الحراك الذين تم إطلاق سراحهم.
وألقى الشيخ عبدالرب أحمد أبوبكر النقيب كلمة في المهرجان قال فيها: "أيها الشرفاء إذ نقيم مهرجاننا التضامني هذا مع أسرى الجنوب في سجون الاحتلال فإننا نجدد العهد لهم ونجدد تضامننا معهم, فهؤلاء الأسرى يضربون لنا أروع الأمثلة بالصبر والوفاء فهم الصابرون على متاعب السجون, وهم الأوفياء لقيمهم ومبادئهم التي يناضلون من أجلها, تلك القيم النبيلة والسامية".
وأضاف النقيب: "وفي الوقت الذي أسعدنا خروج بعض أسود الجنوب من سجون الاحتلال, فإننا سنواصل فعالياتنا ومطالبتنا من أجل إطلاق باقي الأسرى, ولن يستكين شعب الجنوب حتى نراهم طلقاء بين صفوفنا".
وشارك في هذا المهرجان الشعراء محسن عبدالقوي بن جهيد, فاضل حسين الصلاحي, ناصر محمد عبدالله اليزيدي, نبيل حسين الخالدي, وعدد من الشعراء الشعبيين.
وحضر الفعالية عدد من القيادات والناشطين في الحراك الجنوبي بينهم صلاح القعشمي, الدكتور صالح يحيى سعيد, علي هيثم الغريب, عوض بن عوض الصلاحي, العميد صالح أحمد العيسائي, وعبدالعزيز المنصوري, محمد سعيد الحربي, والناشطة السياسية زهرة صالح.