الكشف عن خارطة للجمهورية اليمنية من خمسة أقاليم عـــدن وحـضرموت إقليميين جنوبيين وثلاثة أقاليم في الشمال وتوقع باعتذار رسمي للجنوب
يستأنف مؤتمر الحوار الوطني السبت القادم أعمال المرحلة الثالثة والأخيرة من فترة المؤتمر المحددة بـ 6 أشهر، بدأت في 18 مارس 2013، ومن المزمع أن تنتهي في 18 سبتمبر من نفس العام، إذا لم يطرأ أي تمديد.
وانفضت الجلسة العامة الثانية ببيان توافقي، لم يتضمن حلولاً مباشرة لأهم القضايا المطروحة: القضية الجنوبية، قضية صعدة، وبناء الدولة، إلا أن فريق الحكم الرشيد بالمؤتمر قد سبق الفرق المعنية، وتوافق على مادة تنص على المناصفة بين الشمال و الجنوب في الوظائف العليا للدولة، وقد أدرجت المادة في التقرير الختامي التوافقي لمؤتمر الحوار.
وذكرت مصادر خاصة أن الخبراء العرب والأجانب الذين استقدمتهم الأمانة العامة للمساعدة في تسيير جلسات المؤتمر، يعملون على التقريب بين المكونات السياسية بشأن شكل الدولة اليمنية الواحدة مستقبلا.
وبحسب المصادر، يتجه النقاش الآن حول إمكانية قيام دولة اتحادية من خمسة (5) أقاليم، وهذا ما يلبي طروحات القوى اليمنية الشمالية التي تتحفظ بشدة على فكرة دولة من إقليمين، لأن ذلك يسهل عملية الانفصال مستقبلا – حسب اعتقادها.
بيد أن الأقاليم الخمسة المقترحة يمكن أن تلبي مطالب الحراك الجنوبي، بحيث تضمن بقاء الجنوب موحدا في إقليمين، هما عـدن وحضرموت، بينما يكون للشمال إقليمين فقط لم تتحدد حدودهما الجغرافية بعد، أما العاصمة صنعاء، فيقترح الخبراء أن تظل إقليما فيدراليا مشتركا بين الشمال و الجنوب.
وتعترض بعض القوى في الشمال على أي تقسيم لليمن ينطوى على بعد جهوي أو مذهبي، فيما يرى الخبراء أن الحلول الوسط تتطلب تنازلات مؤلمة من كل الأطراف حتى لا ينفرط العقد، وتتمزق اليمن إلى أكثر من دويلة.
على صعيد أخر قال مصدر حكومي لصحيفة المدينة السعودية (فضل عدم الكشف عن اسمه): إن الرئيس اليمني عبدربه هادي، ناقش مع القيادات السياسية والحزبية والعسكرية من مختلف أطراف العملية السياسية، وأعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، القضايا المرتبطة بالحوار الجاري في صنعاء ومنها الـ31 نقطة المتعلقة بالقضية الجنوبية وقضية الحروب الستة التي خاضتها القوات الحكومية في صعدة، والذي يأتي الاعتذار عنها على رأس أولوياتها».
وأضاف المصدر «الرئيس هادي أبلغ كل الأطراف المعارضة لاإعتذار الرسمي، بما في ذلك حزبي المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق صالح وحزب الإصلاح (إخوان)، الشريكين الرئيسين في حرب صيف94م، بأن هناك قرارًا رسمياً بالاعتذار لأبناء الجنوب، عن الحروب التي قادتها الحكومة في تلك المنطقتين، سيصدر خلال أيام عن الحكومة».
من جهتها، أعلنت الحكومة اليمنية عن تشكيل لجنة وزارية مكونة من 12 وزيراً، لمراجعة ما تم تنفيذه من النقاط الـ 20 الخاصة بقضايا المحافظات الجنوبية التي خلفتها حرب صيف94م والاعتذار لأبناء جنوب اليمن عن تلك الحرب، بالإضافة إلى الإعتذار عن الحروب الـ 6 التي خاضتها الحكومة اليمنية ضد جماعة ما يسمى بالحوثي في صعدة، وإعداد مصفوفة للإجراءات التنفيذية لبقية النقاط التي لم تنفذ ضمن النقاط العشرين والنقاط الـ11». وجاء قرار تشكيل اللجنة عقب توجيهات أصدرها الرئيس هادي الاثنين الماضي، للحكومة التي يترأسها القيادي في حزب الاصلاح، محمد سالم باسندوة، بتنفيذ النقاط الـ 20 التي قدمتها اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني والنقاط الـ 11 التي أقرها فريق القضية الجنوبية.