حضرموت..واليمن في العهد النبوي الشريف
بقلم/علي محمد السليماني:
29 - أغسطس - 2013 , الخميس 03:41 مسائا (GMT)
بزغت انْوار البعثة المحمديه على صاحبها واْله الصلاة والسلام وقد نزع الله الحكم من حمير والعرب القحطانية بعد وفاة الملك الحضرمي سيف بن ذو يزن الحميري (من وادي ميفعة ) وسيطرة الابناء على صنعاء وماجاورها وتوزع الملوك والاْذواء الحميريين الجنوبيين على ربوع حضرموت (العربية الجنوبية ).. واْنتقال الحكم الى العرب العدنانية وقريش على وجه التحديد من خلال تشريف العرب عموما بحمل لواء الدين الجديد..
وقد تناولت في مقال سابق الرسائل التي بعثها النبي صلى الله عليه واله وسلم الى ملوك واْذواء الجنوب العربي’ ورسالته الى باذان في صنعاء مما يعرف اليوم باليمن الشمالي ..حيث كلف باذان بعد اسلامه اْن يكون واليا على صنعاء وماجاورها ...بينما بعث الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه داعيا ومعلما للدين الاسلامي الحنيف وواليا على تعز واْب وزبيد وما يليها من ما سمي باليمن في العصر الحديث...
بينما بعث معلما وواليا على حضرموت (الجنوب العربي ) وكان مقره في عاصمتها ميفعة الصحابي’ اْمية المخزومي رضي الله عنه’ شقيق اْمنا اْم سلمة رضي الله عنها ’ زوجة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وميفعة كانت اْمارة يزنية تتبع مملكة حضرموت في التاْريخ القديم قبل وصول الملك اليهم لاحقا,..وقد اْسلموا مع ملوك حمير في العام السابع الهجري ’ وبعض المصادر تقول التاسع الهجري..
وفي ذات يوم كان ملوك واْذواء حضرموت وذوريدان واْوسان وقتبان وذو يزن ’ مجتمعين في مناسبة - ما-.. مر الصحابي اْمية المخزومي وهو على ظهر حصانه على القوم ’ وكان يتحدث معهم من على ظهر جواده دون اْن يكلف نفسه النزول والتحدث معهم ’ فقال له اْحدهم اْلا ترى في هذا الجمع من يستحق ترجلك والحديث معهم ’ فكان جوابه غير موفقا بقوله لا..
فماكان من البعض حتى هجموا عليه وسحبوه من ظهر الجواد والقوه اْرضا وكادت تحدث فتنة كبيرة’ تم تلافيها من قبل العقلاء الذي اْتفقوا على تحكيم النبي صلى الله عليه واْله وسلم .. فكان ذلك ’ وجاء توجيه النبي لملوك واْذواء حضرموت (الجنوب العربي) كنتم المسارعين الى دين الله فلاتكونوا المسارعين الى الفتنة اْو هكذا بما معناه..كما جاء توجيهه الى الصحابي اْمية اْنزلوا الناس مقاماتها وخياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام..
وبهذا التوجيه النبوي الشريف طفيت نار الفتنة’ ومنح الملوك والاْذواء والي حضرموت موقعا جديداعوضا عن ميفعة.. هو مايعرف اليوم بحوطة الفقيه علي شمال عزان وبالقرب من ميفعة..
وبعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم والانتقال الى عصر الخلافة الراشدة بخلافة اْبوبكر الصديق رضي الله عنه .. تم تبادل مواقع الولاة فعين الصحابي المخزومي واليا على صنعاء وزياد بن لبيد واليا على حضرموت وفي عهده حدثت فتنة ناقة شيطان من قبيلة كندة اْثناء اْخراج الزكاة.. وهكذا يقول التاْريخ في عصور ماقبل الميلاد ومابعده ومابعد الاسلام..
ويستوجب الاْمر وضع حدا لتلك الخلافات والصراعات والحروب الدامية’ بالاعتراف بالواقع واْقرار الحق والتسليم بالجوار الحسن وتبادل المصالح بين الشعبين الشقيقين والبلدين الجارين بدلا من (اْوهام وحدة ) لاوجود لها غير في مصالح النافذين والفاسدين’ الذي يعدون هم السبب الحقيقي في تاْخر قطري جنوب الجزيرة العربية’ التي لن يسمح العرب القحطانية والعدنانية بقومية غير عربية على ثراها الطاهرة.. 29اْغسطس2013م......منقول..