نختلف..نتباين..لكن الجنوب العربي الجديد مصيرنا جميعاً..!
بقلم/أديب الســـــــيد:
24 - سبتمبر - 2013 , الثلاثاء 05:52 مسائا (GMT)
قد تكون للظروف الموضوعية التي يعيشها الجنوب تبريراتها في أن يقع في تلك الأزمات السياسية والميدانية الداخلية ، أو بالأصح التباينات السياسية، لكن ما لا يبرره احد هو انعدام التكتيك السياسي وعدم الالتقاء عند خطوط ومسارات واحدة "قواسم مشتركة"، وهو ما أدى وسيؤدي الى اضعاف الثورة الجنوبية ومن ثم تصفيتها ، وهو ما يعني ضعف جميع مكونات الثورة وعودة الجنوب الى حظيرة الاحتلال وقبضته العسكرية الغاشمة.
ومع ان ثورة الحراك الجنوبي السلمية بدأت منفتحة الأراء ومتباينة في وجهات النظر على المستوى والممارسة ، إلا انه من الواجب الالتقاء عند القواسم المصيرية المشتركة وتنسيق الجهود.
واحسبني افهم الديمقراطية كما يفهمها غيري من كونها عمل تشاركي في الأول والأخير يصب في مصلحة الجميع ، بحيث يعمل الجميع ، كل من جهته على تحقيق وانجاز الأهداف الوطنية الاولى بدرجة رئيسية ، ومن ثم الأدنى منها وما يليها.
وهذا ما يعني أن نختلف .. نتباين .. ننتقد ، ولكن ليس من اجل الإرباك أو ضرب المختلفين معنا في وجهات النظر ، بل من أجل تحفيزهم على العمل أكثر وإصلاح وتجاوز الأخطاء التي ترافق العمل الثوري الوطني.
وفي العمل السياسي من الطبيعي أن تختلف الأطراف وتناور ، لكن في العمل الثوري وخاصة في مرحلة مثل التي يمر بها الجنوب اليوم ، يجب ممارسة السياسة من منطلق ثوري يعزز مواقف وصمود الشعب الجنوبي بمختلف فئاتهم على قاعدة استعادة دولة الجنوب سواءً بتقرير المصير او فك الارتباط أو التحرير والاستقلال ، والتي تعتبر جميعها طرق يجب ان توصلنا الى " استعادة الدولة".
ولعل النخب الجنوبية تفهم الحالات القانونية والتوصيفات السياسية المتعلقة بما ذكر ، إلا أن الغالبية يفهمون الثورة الجنوبية وهدفها من كونه " استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة والثروة " ، وذلك بأي طريقة كانت وبأي توصيف سياسي وقانوني.
ومع أننا نفهم الوضع الدولي والتعامل القانوني من منطلق التوصيفات السياسية للقضايا والمطالب ، إلا ان المجتمع الدولي لا يزال يراهن تجاه ثورة شعب الجنوب على اقل من تلك التوصيفات التي ذكرت، معتمداً على عامل الزمن وخلق إرباكات داخلية في الجنوب لتسهيل تمرير أدنى مصطلح سياسي يضمن بقاء صنعاء مسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته النفطية والبحرية بالاشتراك مع شركات عالمية ودولية ترى أن وجود دولة في الجنوب سيحرمها من ذلك الكسب والنهب والبيئة الخصبة التي وجدتها.
ومن هنا يمكننا القول الاعتماد على المكوث في الساحات الجنوبية لن يثمر ولن يؤثر على الاحتلال الذي هو أعتى احتلال في التأريخ، ولن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن ومحدود ، إلا من خلال الواقع الاقتصادي فهو من يحدد مصير السياسة.
ولكون الثورة الجنوبية بطبيعتها ثورة اقتصادية في المقام الأول قائمة على قضية سياسية عادلة " قضية دولة وهوية"، فيجب ان يكون وقع الثورة الجنوبية الإقتصادي قوياً جداً ، أي أن يتجه شعب الجنوب ومكوناته الثورية التحررية صوب الشركات النفطية والمصانع والشركات التي يسيطر عليها الاحتلال وشركات النهب الدولية.
ومن هنا سينكشف كل شيء، حتى في إطار الثورة الجنوبية، إذ من الطبيعي على المكونات الثورية المخلصة أن تقبل الأمر بروح ثورية ، فيما يعني التذبذب في ذلك وخاصة مثلما حصل مع دعوات العصيان المدني الشامل أن هناك أمور وخفايا يجب كشفها لشعب الجنوب.
فالثورة الجنوبية هي ثورة تحررية تريد استعادة دولة الجنوب، وهو المصير لشعب الجنوب وأجياله القادمة، وهذا الأمر يعني الوقوف بحزم سلمي في البداية أمام الاحتلال وشركاءه وأفعالهم، وما لم يكن الأمر كذلك ، فهناك إختلالات كبيرة، وعلى الشعب الجنوبي أن يحسم أمره تجاهها ، ويحافظ على ثورته ودماء شهداءه التي ارتوت بها الأرض الجنوبية.
*عدن المنارة