[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]12/08/2010
قللت مصادر سياسية بريطانية من أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى المملكة المتحدة التي وصلها مساء اليوم رغم محاولة الحكومة اليمنية التكتم عن الاعلان عنها مسبقا خوفا من تجمع معارضي النظام اليمني من الجنوبيين الذين أعترضوا موكبه اثناء مشاركته في مؤتمر لندن للدول المانحة الذي أحتضنته العاصمة البريطانية أواخر عام 2006 ، وقالت المصادر لـ " عدن برس " أن الزيارة جاءت بطلب رسمي يمني يسعى صالح من خلالها الى تحسين صورته أمام الحكومة الجديدة لحزب المحافظين ، واللقاء لتهنئة رئيس الوزراء المنتخب ديفيد كاميرون .
وأكدت المصادر أن توقيت الزيارة أثناء إجازة البرلمان وتعذر مشاركة عدد من كبار المسؤوليين بسبب عطلة الصيف تؤكد أن الهدف منها هو توجيه صالح رسائل مغلوطة لمعارضيه سواء في الداخل او الخارج من أن نظامه يحظى بعلاقات متميزة مع لندن ، موضحا أن الزيارة ستكون مناسبة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي وبدون ادنى شك سيواجه الرئيس اليمني بعدد من القضايا التي تقلق بريطانيا ومنها ملف مكافحة الارهاب والوضع الاقتصادي المهدد بالانهيار وملف الجنوب .
وكانت الخارجية البريطانية قد أعدت ملفا عن ما يجري في الجنوب أستكمل فصوله في لقاء السكرتيرة السياسية في السفارة البريطانية بصنعاء ، والتي عقدت لقاءا موسعا بعدد من قيادات الحراك في مقر الحزب الاشتراكي اليمني بعدن الشهر الماضي أستمعت فيه الى كافة القضايا التي يطرحها الحراك ومنها مطالبة بريطانيا تحمل مسؤوليتها الاخلاقية وضرورة وقوفها الى جانب شعب الجنوب ، وهو اللقاء الذي أستاءت منه صنعاء وعبرت عن ذلك بمهاجمة مجهولين لمقر السفارة البريطانية بعد ايام من ذلك اللقاء الذي يعد الاول الذي تقوم به السفارة البريطانية مع قيادات في الحراك الجنوبي وبشكل علني .
وتوقعت المصادر أن يجدد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون للرئيس اليمني علي عبدالله صالح على ضرورة إيجاد حلول سياسية لتجنب إنزلاق اليمن نحو الصوملة ، في ظل كثير من المؤشرات تؤكد أن النظام اليمني يواجه تحديات يصعب عليه تجاوزها بأساليب التفكير السياسي السابق الذي عرف به صالح لدى الغرب بتكراره للوعود باجراء اصلاحات شاملة فشلت جميعها .
ويسعى صالح من خلال هذه الزيارة الى اقناع بريطانيا بأن تمارس ضغوطا على الدول الخليجية للالتزام بتعهداتها في مساعدة اليمن إقتصاديا وفقا لمؤتمر لندن للدول المانحة الذي عقد عام 2006 ، وكذلك وفقا لمؤتمر لندن الخاص باليمن الذي عقد في 27 يناير الماضي وتشكل منه ما عرف بمجموعة أصدقاء اليمن لمساعدة صنعاء في ايجاد حلول لمشاكلها الخطيرة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا ، غير أن ذلك المؤتمر أنتهى بتعهدات لا تستطيع الدول المانحة او الخليجية الايفاء بها طالما لم تقدم الحكومة اليمنية على خطوات سياسية ملموسة لا على صعيد الجنوب الذي يطالب بفك الارتباط ، ولا بإنهاء الصراع الدموي في صعدة .
كما أن الاعلان عن حوار بين الحكومة واحزاب اللقاء المشترك لا يمكن للنظام اليمني تسويقه لاوربا او أمريكا بجديته في اجراء تحولات سياسية خاصة وأن الطرف الجنوبي رافض المشاركة فيه او حتى الاعتراف به ، ولهذا لا يتوقع المراقبين أن تحمل زيارة صالح المفاجئة الى لندن أية أهمية تذكر بإستثناء قيامه بتهنئة ديفيد كاميرون لتوليه رئاسة الحكومة البريطانية ، كما فعل مع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي عندما تولى السلطة في فرنسا عام 2007