في ظهيرة يوم الاثنين الثاني من اغسطس الحالي وفي غمرة استذكارنا احداث الغزو التقطت عبر هاتفي النقال رسالة نصية مصدرها جنوب اليمن تبلغني عن تنفيذ اضراب في المناطق الجنوبية من اليمن (عدن ولحج والضالع.. الخ) تضامنا مع الكويتيين واحياء لذكرى الثاني من اغسطس (يوم الغدر).
فيما نقلت وكالة انباء عدن (عنا) خبرا في صباح نفس ذلك اليوم مفاده «ان مجلس التنسيق الاعلى لجمعيات المتقاعدين في جنوب اليمن بغرض التضامن مع دولة الكويت التي تعرضت للاحتلال في نفس التاريخ مطلع التسعينات من القرن المنصرم اعلن عن تنفيذ اضراب ادى الى شل الحركة في طريق رئيسي يربط العاصمة اليمنية (صنعاء) ومدينة عدن. حيث توقفت حركة المركبات والمشاة في شوارع مديريات ردفان بمحافظة لحج بالاضافة الى مديريات محافظة الضالع الجنوبية. وقالت الوكالة العدنية ان المحال اغلقت ابوابها في مديريات الملاح والجيلين وحالمين وحبيل جبر التي تشكل منطقة ردفان بمحافظة لحج كما توقفت حركة المركبات بصورة كاملة، هذا وقد نقلت فضائية (عدن). وهي المعبرة عن الحراك الجنوبي السلمي ومقرها لندن وهي غير فضائية عدن الحكومية – مقاطع مصورة عن ذلك الاضراب التضامني.. في حقيقة الامر اذا كنا نحن هنا في الكويت نرى هذا الشعور المعبر من اخوتنا في الجنوب العربي وفي ظل ظروفهم الخانقة والمأساوية وفي ظل نضالهم الشريف والمسالم لاستعادة بلادهم المغتصبة فذلك ليس غريبا على الجنوبيين، فالجنوبيون هم الشعب العربي الوحيد الذي خرج الى الشوارع ينافح الغزو الظالم ويعلن عن تضامنه مع الكويت في وقت كانت صنعاء وكان الشماليون يتآمرون على الكويت ويساندون صدام وزمرته المجرمة. ولعلي لا ابالغ وفي تجارب ملموسة ان شعب الجنوب يشعرون شعور الكويتيين ويرون انفسهم النصف المكمل للكويتيين، بل ان الجنوبيين الشعب العربي الوحيد الذي لم ينس ولم ينكر ما قدمته لهم الكويت من مساعدات وخدمات، لبلادهم أو ما يلقاه الجنوبيون المقيمون في الكويت من معاملة خاصة وتسهيلات في الاقامة والتعليم والصحة.. الخ.
فيما ينكر العرب من مشرقه الى مغربه اليد البيضاء للكويت عليهم..!! واستطرادا في القول، فلقد اخبرني احد الاخوة الجنوبيين المقيمين هنا في الكويت ان الحكومة الكويتية اخذت تمنح الافضلية للاقامة للجنوبيين. واذا صح هذا فذلك يبشر بما كنا نطالب به حكومتنا بمد يد العون والمساعدة للجنوبيين في محنتهم الراهنة.
اننا نعلم انه ليس من السهولة ان تنفرد الكويت في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة بالتضامن مع الجنوبيين فيما كل الدول الاقليمية والقوى الكبرى تتجاهل احداث الجنوب رغم مشروعية مطالباتهم وحقهم بالانفصال واستعادة دولتهم المغتصبة بيد ان الداخل اليمني من الوضع الاقتصادي المتآكل والانفلات الامني ونشاط تنظيم القاعدة والحرب الدائرة بين صنعاء والحوثيين كل ذلك لا يتيح للدول الاقليمية والدول الكبرى ان تنظر لقضية الجنوب على الرغم من انها قضية نضالية وحق مشروع وفقا للقوانين الدولية وهي قضية منفصلة عن مجريات احداث الشمال.
ان اهل الجنوب ينظرون الى الكويت والى الخليج عموما كرافد ومساند يدعم نضالهم واذا كانت الحكومة الكويتية والحكومات الخليجية في ظل الظروف السياسية الراهنة غير قادرة على عمل شيء للجنوبيين فلا اقل من مد يد العون الشعبي الى هذا الشعب الطيب والمناضل في كفاحه العادل، ان الواجب الاخوي يفرض علينا ان نقف مع اخوتنا الجنوبيين ماديا واعلاميا وسياسيا. ولعل في هذا الصدد نتساءل اين جماعة الطليعة من رفقاء الامس، لماذا هذا التناسي والتجاهل لقضيتهم فيما جمعتهم بالامس وحدة النضال ووحدة الفكر..؟!
لماذا نسيتوهم ونسيتوا قضيتهم..؟!