النصر القادم قلم فعال
رقم العضوية : 408 تاريخ التسجيل : 29/08/2011 المشاركات : 391
| موضوع: الطريق الى عدن لايمر بالضرورة عبر صنعاء..بقلم/ اْحمد عمر بن فريد الخميس يونيو 26, 2014 3:54 pm | |
| حديث الأربعاء) الطريق إلى "عدن" لا يمر بالضرورة عبر "صنعاء" ! أحمد عمر بن فريد الذهاب لصفحة الكاتب مقالات أخرى للكاتب (حديث الاربعاء ) يدخل “ الاستبداد “ من الشباك ! (حديث الأربعاء ) حينما تخرج الديمقراطية من الباب ..! (حديث الأربعاء) من الذي يعرقل المؤتمر الجامع ؟!! (حديث الاربعاء )هل نسير على الطريق الصحيح ؟! حديث الأربعاء ( " قواعد " الموت في شبوة !) (حديث الاربعاء ) ما الذي يستحق الغضب ياعزيزي ! (حديث الأربعاء) “ سفينة مسدوس “ ..و.. “ منطق الخليفي “ !! (حديث الأربعاء) متى نغادر ثقافة " الإفشال " ! (حديث الأربعاء) المستعصي علينا في الجنوب! (حديث الأربعاء )رسالة مفتوحة الى شباب الجنوب الأربعاء 25 يونيو 2014 11:38 صباحاً ترى هل يمكننا القول– بهذه البساطة - أنه من " حق " أي قيادي أو فصيل سياسي جنوبي أن يتخذ الموقف السياسي الذي يراه مناسبا وفقا لحسابته " الخاصة " أو " العامة " ثم يقول بعد ذلك بكل راحة بال: أنا حرٌ في موقفي وفي قراري !! أو أن يقول مثلا: إن هذا الموقف هو " الخيار الأمثل " لخدمة القضية الجنوبية وهو الطريق الأسلم تجاه تحقيق الهدف الاستراتيجي للحراك الجنوبي المتمثل في" الحرية والاستقلال " ؟!!.. وهل يمكن التعاطي مع " الشأن العام " على نفس وتيرة وشروط التعاطي مع " الشأن الخاص " حيث تكون حرية اتخاذ القرارات مسألة شخصية صرفة ؟
قد تبدو المسألة – من الوهلة الأولى – شائكة ومعقدة وقابلة للجدل والمحاججة على اعتبار وجود في" السياسة " ما يبرر الموقف تحت قواعد تعريفها المطاط المعروف بـ" فن الممكن " ولكن هذا الاسقاط " التعريفي " من الزاوية العلمية لا يمكن سحبه بالكامل إلى الحقل الميداني الواقعي في كل الحالات لكي يكون صالحا أو قابلا للاستخدام المنطقي, كما أنه من وجهة نظري الشخصية ليس كافيا لتبرير كل المواقف والقرارات التي يبدو بعضها مستما بالارتجال المرتبط بالسذاجة والانانية معا .
يمكنني على المستوى الشخصي أن أقبل أو أجد عذرا " لمكون سياسي " جنوبي مكتمل الأركان والبنية التنظيمية والفكرية, اتخذ موقفا سياسيا من قضيتنا الوطنية بعد أن يكون قد مارس في إطاره التنظيمي " معركة حوار " جادة وماراثون نقاشات طويل حيال الموقف الذي قررت قياداته أن تتخذه وتتجه صوبه دونا عن الآخرين , ثم كان أن تم بطرق ديقمراطية بحتة ومتكاملة إقرار هذا الموقف والشروع في تنفيذه , والذهاب إلى " صنعاء " للجلوس مع عبدربه منصور هادي " الجنوبي " و مع السيد جمال بن عمر " الأممي " أو مع أي مسؤول أوروبي أو خليجي أو أمريكي.
لأننا في هذه الحالة سنجد أنفسنا أمام قرار تم اتخاذه بصورة " جماعية " وبعد حسابات ونقاشات طويلة , يعلم " أصاحبه " أن تباعاته سلبا أو إيجابا سوف تنعكس على مكونهم السياسي وحده في الشارع الجنوبي, وسيكون هو من يتحمل نتائج موقفه وتداعياته بغض النظر عن درجة اتفاقنا أو اختلافنا معهم , والأهم من ذلك أن هؤلاء سيذهبون " ممثلين لأنفسهم " فقط ..!! غير مدعين أنهم أتوا إلى صنعاء نيابة عن " الحراك الجنوبي " ... أما أن يتخذ " قيادي كبير " موقفا أقلّ ما يمكن وصفه بالارتجالي ثم يتجه إلى صنعاء ليعلن ذلك على الملأ .. فذلك من وجهة نظري أمراً لا يجوز ولا يقبل خاصة حينما يتعلق الأمر برمزية قيادية كبيرة .
نحن نعلم جميعا أن لدينا طوال مسيرتنا التحررية الجنوبية ما لا يقل عن ( 1300 ) شهيد سقطوا برصاص جنود الاحتلال أثناء مشاركاتهم في مظاهرات " سلمية " ولدينا أيضا ما لا يقل عن ( 7000 ) جريح الكثير منهم لازال حتى اللحظة يعاني معاناة قاسية ومؤلمة جراء إصابته التي ربما احالته الى شبه مشلول أو ربما تكون قد أفقدت جسده أهم وظائفه الحيوية . قد تبدو هذه الأسطر الثلاثة مجرد كلمات تخللتها أرقام احصائية ولكن القضية في حقيقة الأمر أكبر بكثير من هذه الحسبة عديمة المشاعر .
ويهمني أن اضع امام اي قيادي يفكر في اتخاذ موقف سياسي ما أن يضع أمامه قبل " جردة الحسابات السياسية " الخاصة به , هذا " المشهد الإنساني " الذي يحتاج أيضا إلى ورقة وقلم وحسابات دقيقة حتى لا تنخلع عنا آدميتنا في لحظة ما تماما كما نخلع ملابسنا ونستبدلها بأخرى ! .. وإليكم المشهد المتكرر الذي لم تنسجه قصته دراما هندية أو خيال جامح ولكنها حقيقه تحدث كل يوم دون أن نشاهدها ودون أن نحاول حتى أن نقترب من سعير مأساتها وما تنتجه من كوارث إنسانية وانكسارات كبيرة في نفوس الآلاف من الأسر الجنوبية المسكينة.
في الصباح الباكر لأحد الأيام , استيقظ الشاب الجنوبي " س " مليئا الحيوية والحماسة والتفاؤل وحب الوطن , فاتجه صوب والدته الكريمة الطاعنة في السن ليخبرها بذهابه إلى " عدن " للمشاركة في مهرجان التسامح والتصالح مثلا .. فتخرج والدته من حقيبة وجدان الأمومة ما تيسر من نقود لفلذة كبدها كما تفعل عادة كل أمِّ في مثل هذه الحالات التي يكون فيه الابن مسافرا أو مفارقا ! .. يحمل الشاب علم الجنوب على كتفه وعلى كتفه الآخر يتعلق طفله الصغير مودعا أبيه ببراءة الأطفال .. وعند عتبة الباب تقف زوجته لتقول له كلمات الوداع وعبارات الحرص والانتباه .. ثم الدعاء له بالسلامة ... وفي المسيرة تنطلق " الذئاب البشرية " من جنود الاحتلال التي تكون قد أبطلت ضمائرها الإنسانية , وشحنت أفئدتها بكميات كبيرة من الحقد والكراهية أكبر مما شحنت به أسلحتها من رصاصات الموت والغدر والخيانة, فتطلق الرصاص على البشر المسالمين ! لتصيب واحدة منها الشاب " س " في مقتل .. فيسقط على الأرض مضرجا بدمائه الزكية الطاهرة لتلون علم وتربه بلاده بأغلى ما يمكن أن يهديه المرء للوطن وللعلم في لحظة واحدة ... وكما هي العادة , يسجل الشاب " س " ضمن قائمة الذين استشهدوا في هذا اليوم ضمن بيانات الإدانة والشجب والاستنكار للمكون السياسي " أ " و المكون " ب " و المكون " ج " ... فيتحول الإنسان وفقا لهذه الحسبة السياسية إلى مجرد " رقم " في خانة ..!! فيما هو في حقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير ... أنها " حياة إنسان " بكل تعنيه الكلمة من معنى سلبت في لحظة تعيسة من اسرة فقيرة , عليها أن تتلقى مكالمة هاتفية تبلغها خبر استشهاد ابنهم العزيز الشاب " س " .. وهنا ..
هنا على وجه التحديد على كل قيادي أن يستحضر نفسه ووجدانه إلى داخل منزل هذا الشهيد ليتتبع المشهد حال وقوع الكارثة بكل تفاصيله الصغيرة ذات المعاني الكبيرة.. ترى كيف استقبلت الأم الخبر وكيف كان حالها ؟ وكيف استقبلت الزوجة الخبر وكيف كان حالها ؟ .. وكيف فهم الطفل الصغير معنى استشهاد والده ؟ .. ثم ماهي تداعيات وآثار استشهاد هذا الشاب بعد ذلك على هذه الأسرة ؟؟!! .. هذه مسألة إنسانية أن فهمنا جيدا تفاصيل تداعياتها ثم علمنا – وهذا الأمر المهم – أن لدينا أكثر من ( 1300 ) حالة مماثلة , لأدركنا خطورة ومسئولية ومعنى الانخراط في " الشأن العام ", لفهمنا ماذا يعني أهمية أن تضيف إلى " الحسابات السياسية " التي تتخذ القرارات بموجبها , " لائحة أخرى " أكبر وأهم ! .. انها لائحة او جردة " الحسابات الانسانية " ... حتى يمكن ان نسمى في هذه الحالة " بشر ".
قد تبدو المسألة الأخلاقية لدى " حيوان سياسي " مسألة تافهة !! .. وانا أعلم أن مصطلح " الحيوان السياسي " مصطلح حقيقي موجود بين دفتي القاموس السياسي الغربي على وجه التحديد إلى حد أن هذا التوصيف يعتبر نوعا من الاشادة اذا ما اطلق على سياسي ما من قبل زميل له او وسيلة إعلامية ! .. فتوني بلير على سبيل المثال " حيوان سياسي " وكذلك جورج بوش الابن و الأب والكثير من الساسة الذين يرون في الضحايا او الشهداء في هذه الحرب او تلك مجرد أرقام او هي " اثمان " غالية يجب ان تدفع من اجل تحقيق اهداف واجندات سياسية ! وفي تقديري ان ال( 1300 ) شهيد جنوبي يمكن ان يفهموا ويتفهموا – دون منة – معنى تضحياتهم الكبيرة من أجل الوطن ومن أجل استقلال الجنوب , أو حتى من أجل القائد ( ع ) أو القائد ( م ) لكني لا أعلم ماذا سيكون حالهم أن علموا أن الهدف الذي سقطوا من أجله قد تم التنازل عنه تحت تأثير حسابات سياسية " مستجدة " ومبررات حتما ستغضبهم وستقض مضاجعهم ومراقدهم الهادئة !!.. فكيف هو الحال اذا سيكون لدى اسرهم الكريمة ؟!
قد يأتي ايضا سياسي من نوعية أخرى ويقول .. يا أخي العزيز لست من هذه النوعية التي تتحدث عنها , ولكني لست أيضا من النوعية التي تفضل أن تقف موقف المتفرج دون أن تمارس دورا قياديا يمكن أن يشكل مخرجا لهذا الشعب العظيم ليخرجه من مآسيه الكبيرة ويحقق أمانيه العريضة والمشروعة في الحرية والاستقلال , ولكن هذا الهدف يستلزم منا أن نسلك له منعرجات ومنعطفات وربما مواقف مؤلمة وموجعة , لكننا نعلم يقينا أنها ستكون الخلاص في نهاية المطاف .. فلماذا تريدوننا أن نبقى متفرجين ومكتوفي الأيدي ؟!!
أعلم أن هذا منطق موجود ومحترم .. ولكن هذا المنطق يحتاج إلى حسابات سياسية " جماعية " بالغة الدقة " و يحتاج إلى تقديم " ضمانات " حقيقية بالنتائج حتى لا تتحول القضية إلى مغامرات وعبث, ومثل هذا الأمر يحتاج إلى نقاشات وحوارات طويلة , وإلى خارطة طريق حقيقية يعلم فيها السياسي منا كيف يمكن أن يكون المخرج قبل أن يدخل ويشرع فيما قرر الذهاب اليه ! .. لأن الذي نشاهده اليوم في رأيي لا يتجاوز حدود الاندفاع والتهور , وفقا لحسابات ستثبت الأيام كم هي خاطئة وفادحة الخسارة .
اقرأ المزيد من عدن الغد | (حديث الأربعاء) الطريق إلى "عدن" لا يمر بالضرورة عبر "صنعاء" ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|