مسكين من هاوى ولاشيء بقش بيده
بقلم /صالح اْحمد البابكري *
في ذكرى يوليو الاْسود 7/7/1994م اليوم الذي تم فيه اْحتلال الجنوب العربي اْرضا واْنسانا على مراى ومسمع من العالم كله دون اْن يحرك ساكنا هذا العالم بكل قواه وعبر كل اْبعادها الدولية والمحلية وليته مع كل هذا صمت بل لمجرد اْن اْكتمل هذا الاْحتلال اليمني وتربع على اْرض الجنوب العربي وداس على صدور شعبه ’ سارع هذا العالم كله وتداعى بكل اْبعاده الدولية ومنظماته الصهيونية من كل حدب وصوب يقدم لسلطة صنعاء المحتلة للجنوب العربي وشعبه المساعدات السخية المالية والفنية والمنح والهبات في شتى المجالات بكل مسمياتها تماما مثل الذي حدث من قبل بني صهيون عندما اْستكملوا اْحتلالهم لاْرض فلسطين العربية وشعبها العظيم في عام 1967م وتحت الزيف التاريخي والثقافي لصهاينة إسرائيل تم كل هذا ضد شعب فلسطين واْرضها ..
وفعلت صنعاء نفس الشيء من الزيف التاريخي وكذلك الزيف الثقافي والسياسي والتزوير’ ولقيت الاستجابة الدولية الواسعة بنفس ما حصلت عليه نظيرتها صهاينة اْسرائيل ’ وتم الدعم لصنعاء تنفيذا لوصايا المنظمات الصهيونية التي عملت بقوة لظهور النظام الصهيوني في فلسطين كما عملت بنفس القوة لظهور ورثة مملكة يهوذا القديمة في صنعاء ’ بعد اْحتلالها لارض وشعب الجنوب العربي ’ والملفت للنظر اْن نفس الاعمال والافعال التي قام بها النظام الصهيوني في فلسطين ’ قام بها نظام ورثة مملكة يهوذا في صنعاء ضد الجنوب العربي وشعبه العظيم من خلال محاولاته طمس الهوية الوطنية العربية الجنوبية الضاربة جذورها في اْعماق الزمن الفسيح لاكثر من 7000عام ’ حيث دشن طابوره الخامس الذي تغلغل في صفوف الحركة القومية واليسارية والعمالية الوافدة منذ ماقبل الاستقلال الوطني المجيد في ال30نوفمبر 1967م من بريطانيا ’ اْي منذ عام 1963م واْستكمل مهمته على مرحلتين اْولها في عام 1967م من خلال تعميق وتجذير يمننة الجنوب العربي سيما في اْوساط الشرائح الاجتماعية محدودة الفهم والثقافة والوعي السياسي ’ حيث تم الاطاحة في 22يونيو1969م بقادة الجنوب الاْوائل الذي ظلوا متمسكين بالهوية الجنوبية ’ و تمت تصفيتهم تباعا واعتقال رمز استقلال الجنوب قحطان الشعبي حتى الوفاة ’ ليس خوفا من انقلابه عليهم ولكن خوفا من فضحه لمؤامراتهم القذرة ضد الجنوب وهويته ومصيره ومستقبل اجياله’ ولم تتم تصفيته الجسدية مثل فيصل الشعبي وبقية العقلاء المدركين من الحريصين على الهوية الجنوبية نظرا لما يمثله الرجل من رمزية سيادية لاستقلال الجنوب العربي وللشرعية الدولية التي اْعترفت به كممثل للجنوب العربي وشعبه في مفاوضات الاستقلال بجنيف في نوفمبر 1967م لهذا مرروا مؤامرتهم وشرعية الجنوب الدولية رهن اْعتقالهم ..
وهو ما نجحوا فيه فعلا ’ حتى تم لهم اْستكمال مهمتهم بنجاح بالقفز الى المرحلة الاْخيرة بالاحتلال الكامل في 7/7/1994م ’ بنفس الطريقة التي قام بها إشقاءهم الصهاينة في فلسطين من طمس وتزوير للتاريخ وللمعالم وللاْثار وتصريف واقع الحال في فلسطين والجنوب العربي وفق رغبات نظامي صنعاء وتل اْبيب الصهيونيين ’ ناهيك عن الاْستيلاء على الاراضي والثروات ظاهرها وباطنها وحتى البحر لم يسلم من عصابات صنعاء الصهيونية حيث تقاسمته بينها بلوكات .
من فلسطين الى الجنوب العربي المشهد واحد لايختلف في شيء البته حتى في هدر الدماء بلا سبب وبلا مسوغ قانوني يجري على قدم وساق من فلسطين الى الجنوب العربي إضافة الى صناعة الإرهاب وتفريخه وتوظيفه كذرائع هنا وهناك لحماية النظامين الشقيقين في صنعاء وتل اْبيب يا الله ماهذا التشابه وماهذا الوضع الشيطاني الذي يجمع بين مملكة يهوذا في صنعاء ودولة العصابات الصهيونية في اسرائيل ’ وقبل الوداع نقول لكل المهرولين الى صنعاء ممن حسبوا اْو يحسبون على الحراك الوطني الجنوبي إنكم تبيعون اْنفسكم بثمن بخس في سوق نخاسة لامستقبل له إذ هو اْيل للسقوط في اْية لحظة ومع النصيحة نعلم إن الرعاديد والمتنطعين والبيادق وهم كثر في كل شعب من الشعوب التي اْبتلاها الله بالاستعمار والاْحتلال الغازي ’ إنهم قد تجردوا من فضيلة الحياء وغسلوا وجهوههم ببول الدواب ’ ومايثيرونها من اْتربة حولهم ’ لن تكون غير اْتربة لدفن اْنفسهم باْنفسهم لااْكثر ولا اْقل ’ وستبقى ثورة شعب الجنوب العربي السلمية مستمرة حتى تحقيق اْهدافها التي نهض شعب الجنوب العربي العظيم من اْقصاه الى اْقصاه من اْجلها وهي التحرير والاستقلال وإعادة بناء دولة الجنوب العربي الجديدة بنظام ديموقراطي حقيقي وراشد..
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ
7يوليو الاْسود 2014م.