هذا ماقاله النوبة في الذكرى العشرين لانتصار اليمن على الجنوب في 7/7/1994م
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
“صدق الله العظيم”
أيها الشعب اليماني العظيم , يا جماهيرنا الأبية داخل الوطن وخارجه.
أخوتي وأخواتي/ أعضاء وعضوات مكونات الحراك السلمي الجنوبي
السادة الكرام أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية
السيد رئيس المعهد الديمقراطي الأمريكي
الأخوة والأخوات الحاضرون جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مثل هذا اليوم ألأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام (2007م) تقدم “الصفوف” مناضلو الحراك السلمي الجنوبي ، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ، ليعلنوا “إشهار” و “قيام” الحركة السلمية الجنوبية ، كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن .
وبهذه المناسبة الغالية تسترجعني الذاكرة إلى ذلك اليوم المجيد ، الذي فيه تقدمت “كوكبة” من خيرة أبناء شعبنا في الجنوب ، لتعلن “الاصطفاف” الوطني الجنوبي ، ضد جحافل القهر والظلم والطغيان وهي تدرك سلفاً أن كسر حاجز الخوف ، ورفع الظلم والجور عن كاهل هذا الشعب الصبور والجسور ؛ ووقف ممارسات وسلوكيات “الطيش” الصبيانية ، وكل إشكال “البلطجة” والنزعات الفوضوية اللا إنسانية ، لا يأتي الإ بإرادة جسوره مقدامة ، لا تهاب “عسكرة” الشوارع ؛ ولا “ارتال” الدبابات والمدافع ، أو “أزيز” رصاصات القتل الهمجي اللا إنساني ؛ لأنها تؤمن إيماناً راسخاً أن مطالب إن الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية لا ينالها الإنسان الإ بتقديم الأرواح والدماء “قرباناً” لها .
وقد كان كذلك حقاً ؛ فقد روت دماء شهدائنا الطاهرة “الساحات” و “الميادين” لتعلن مجدداً عهدها ووفائها لوطنها وشعبها ، وذلك بإرواء شجرة الحرية والكرامة الإنسانية ، للانعتاق من “أسر” نظام غاشم ؛ و “قيد” حُكم ظالم .
إن يوماً كهذا ، سيظل ولا شك منقوشاً كالوشم على أرواحنا وقلوبنا ليس نحن “الرواد” فحسب ، بل وأجيالنا المتناسلة جيل بعد جيل من بعدنا ؛ ولن ننساه أو تنساه أجيالنا المتعاقبة الإ إذا توقفت القلوب عن الخفقان ؛ لأنه ينبض مع كل نبضه من نبضات حياتنا .
وأصدقكم القول :
إننا تعلمنا من دروسه معنى التضحية والفداء للأوطان ؛ وخبرنا فينا قبل غيرنا جسارة الموقف ، وعظمة الوفاء ؛ ونستطيع القول :
إن هذه القيم والمبادئ لا تتكشف للمرء الإ في المنعطفات التاريخية الحاسمة ، التي فيها يظهر بجلاء معدن الرجال الأوفياء لأوطانهم وشعوبهم .
ولا نخفي سراً إن قلنا :
لقد تكالبت علينا وسائل القهر والظلم ، وتمادت في ممارسة “فنون” إشكال العُنف والصلف اللا إخلاقي ، وأرسلت إلينا في كل تجمعاتنا “بطانية” الحكم البليد ؛ لتجرب فينا وسائل جديدة ، واختراعات بليدة من منا فقين ، ومأجورين ، ومندَسين وصعاليك وزنادقة لغرض أن ينالوا من عزيمتنا ؛ بل وصلوا إلى “المساومة” معنا في إسقاط “مطالبنا” وذلك لوأد كل ما أشهرناه ، والإجهاز على “ولادة” كل ما أعلناه (الثورة الجنوبية السلمية). ولكن هيهات .. فما كل ما يطلبه “حُكمُ جائر” يدركه .
يا أبناء الجنوب .. أيتها الأخوات المواطنات .. أيها الأخوة المواطنون .
هناك من المحطات التاريخية ، ما يدعونا إلى استرجاعها للاستزادة منها : خبرة وموعظة حسنة ؛ بوصفها دروس لا بد من الوقوف عليها ، لاستلهام العِبر منها ؛ ولعل أهمها :
كُلنا يدرك كم عانينا في مسار “الوحدة اليمنية” قبل إعلان إشهارها ، وبعد قيام دولتها (الجمهورية اليمنية) على الرغم من “إدلَة” الاتفاقيات الوحدوية ، التي بيَنت لنا الأسس والمبادئ والموجَهات اللازمة كخارطة طريق لا بد من الرجوع إليها ، والأخذ بها عند بناء هياكل الدولة الوليدة .
الإ أنه ولأسباب كثيرة ، لم يؤخذ بها ، بل تم الانقلاب عليها من كلى قيادتي الشطرين : الجنوب والشمال وذلك عن طريق “التراضي” بين هاتين القيادتين على الانتقال “الدراماتيكي” إلى قيام دولة الوحدة “الفوري” .
إن عدم الاعتراف بهذه “المحددات” من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة ، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين ، قد أصاب دولة الوحدة “الوليدة” بمقتل ؛ إذْ أن هذا السلوك الفوضوي قد شرَع بإنتهاج نهجاً فوضوياً يمنحه “صك” تجاوز “الضرورات” للدخول في “المحظورات”:
إن الوقائع التاريخية الدامغة تشير إلى أن تلك القيادات اللا مسؤولة ؛ قد تجاوزت كل ما جاء من مبادئ وأسس ، وموجَهات بوصفها المحددات الرئيسية في الانتقالات (الآمنة) التدريجية طبقاً لما بيَنته الاتفاقيات الوحدوية بدءاً من العام (1972م) وحتى (1989م) وإنها عمدت بسلوكها الفوضوي هذا إلى إلغائها وعدم “الأخذ” أو حتى “الاستئناس” بها في منطلقاتها وتوجَهاتها ، بل أنها علاوة على ذلك لم تستأنس بالتجارب والخبرات الإنسانية الرائدة ، لتنأى بنفسها من الوقوع في “فخ” الانزلاق السياسي ، والسقوط في “نزق” “التهافت” العاطفي اللا عقلاني ، دون خبره أو بصيرة .
وكانت من نتيجتها “الطبيعية حرب 94م ليصبح ذلك اليوم 7/7/1994م للوحدويين ، يوم “النصر العظيم” وفي نفس الوقت أصبح للانفصاليين يوماً مشئوما وبسخرية القدر !
أيها الأخوة .. أيتها الأخوات ..
أعضاء وعضوات مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي
لقد اختارت القيادة المؤسسة للحركة السلمية الجنوبية ؛ تاريخ تأسيسها (7/7/2007م) بعناية فائقة ، فلم يكن هذا الاختيار “عبثياً” ولا “مصادفة” بل قراءة موضوعية للمشهد السياسي الداخلي والخارجي فعلى الصعيد الداخلي ظهر إلى السطح (وما خفي كان أعظم) ما آل إليه نظام الحُكم من نكوص وارتداد والوصول إلى مشارف السقوط ؛ وعلى الصعيد الخارجي ما وصلت إليه معظم البلدان العربية والإقليمية من “أحتفانات” و “انتفاضات” وثورات عُرفت في وطننا العربي بالربيع العربي وبالتالي فأن لحظة إعلان قيام “الحركة السلمية الجنوبية” في الجنوب كانت لحظة دقيقة وحاسمة وإيذانا ومقدمة لثورات الربيع العربي ، ذلك لان الحراك السلمي الجنوبي كان السباق في خيار نضاله السلمي حين أنطلق كالنار الحارقة في “هشيم” نظام الحكم العتيق ، ليسري في كيانه بركان هادر وصلت نيرانه إلى كل مكونات هذا النظام ومفاصل هياكله البنيوية ؛ ولم يمر على هذه النيران وهي “وقَادة” ثلاث سنوات تقريباً ، حتى انتقلت إلى عُقر داره ، لتهز صروح بنيانه .
وحتى لا تتحول هذه الثورة المباركة إلى حرب أهلية مدمَرة تأكل الأخضر واليابس توافق الحكماء وأصحاب العقول النيَرة والخيَرة في اليمن ومجلس التعاون الخليجي على وضع “خارطة طريق” لِحلحلة الأزمة السياسية الخطيرة عبر مبادرة خليجية ، وآلية تنفيذية تجنَب البلاد والعباد الكوارث العبثية والنوازع الهمجية .
ونستطيع القول :
إن “التوافق” على انتهاج لغة الحوار، عبر قيام آلية : مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان بمثابة “طود نجاة” والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمتها السياسية صوب مراسيها الآمنة .
أيها الأخوة المواطنون .. يا شعبنا العظيم
كلنا يدرك ، أن فخامة الأخ الرئيس المشير/ عبد ربه منصور هادي ، قد تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد ، وندرك أيضا أن فخامة الأخ الرئيس/ لم يذهب إلى السلطة (مهرولاً) بل جاءت إليه مستنجدة ، ذليلة وطائعة ؛ وإن قبوله لها قد جاء ، ليس حُباً فيها ، ولكن حُباً لشعب عظيم ووطن كريم أسمه اليمن .
بالإضافة إلى حرصه الشديد على أن لا تتحوَل تداعيات الأزمة السياسية الخطيرة ، التي مؤشراتها – وقتذاك – كانت تؤسس “لكوارث” لا يعلم حجمها ومداها الإ الله وحده سبحانه وتعالى . وبموقفه الوطني الجسور هذا لم يبخل على وطنه وشعبه قبول تسلَمه مقاليد السلطة (طواعية) ؛ وذلك لإنقاذهما من مآلات : مخاضات وأزمات وكوارث لا يحمد عقباها بل لا تبقي ولا تذر .
أيها الأخوة المواطنون .. يا شعبنا العظيم
لقد أثبت فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي ، للداخل والخارج ؛ وفي كل المنعطفات التاريخية الحاسمة ؛ ومحطات العملية السياسية الانتقالية بل وما واجهه من عقبات وتحديات الحقيقية منها والمفتعلة وما أكثرها أنه “أهل” لها ؛ وإنه كان في كل مواقفه وسيظل – كما عرفناه- حريصاً على أن يتعامل مع كل هذه الوقائع والإحداث بالحكمة الثاقبة ، والصبر الجسور، والقدرة الفائقة والشجاعة النادرة ؛ ومواقف ثابتة قلما لا تتأرجح مع رياح “النزعات” والأهواء والمقاصد الأنانية الضيقة ، بل تميزت وتتميز بالتوازن والاعتدال . ومن سجاياه المميَزة في كل مواقفه إنه كان ولا يزال يقف على مسافة واحده من الأطراف المتصارعة ، وكان ما يحكمه ويحتكم له في كل مواقفه : المصلحة العليا للوطن وفي المقدمة منها :
حرصه الشديد على تأمين مسار سفينة الوطن ؛ للوصول بها إلى مراسيها الآمنة .
يا أبناء الجنوب .. أيها الأخوة الأبطال قادة مكونات الحراك السلمي الجنوبي
إذا كانت هذه هي المقاصد والأهداف للخيَرين من أبناء الوطن بقيادة فخامة الأخ الرئيس/
عبد ربه منصور هادي فإننا في الحركة السلمية الجنوبية ، علينا أن نقف في اصطفاف وطني واحد ، مع هولاءِ الخيرين ، بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن ، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل .
ولا يُخفى على أحد ، أن كل ما اقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية ، ما كأن لنا الوصول إليه لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار ؛ وبالطبع فقد كان لمكونات الحراك السلمي الجنوبي داخل المؤتمر دوراً كبيراً لا يستهان به ، في كل جلسات “المؤتمر” وذلك بالمشاركة الفاعلة في الدفع بسفينة “المؤتمر” نحو معظم الأهداف والغايات التي نادينا بها ، وحرصنا على تحقيقها .
وطالما تحقق بعض ما سعينا إلى تحقيقه ، حتى وإن لم يصل إلى مستوى طموحنا ، فإن علينا واجب الإقرار بما تم تحقيقه ، والقبول به ، وأن لا نتوانى في الركون على ما وصلنا إليه ، بل مواصلة النضال موَحدين لتحقيق ما لم نستطع الآن تحقيقه ولدينا من الأمل والطموح إننا سنصل إلى ما نسعى إليه ونحقق كل آمالنا وطموحاتنا ؛ وإن غداً لناظره قريب.
أيها الأخوة .. أيتها الأخوات ..
عضوات وأعضاء مكونات الحراك السلمي الجنوبي
لقد أدَت الأحداث التي عصفت بالوطن في المحصلة النهائية وللأسف إلى تدهور واضح في العلاقة البينية بين بعض مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، وإلى ازدياد حدة الخلافات بينها، مما دعا ذلك إلى سقوط بعض القيَم الأساسية التي قامت عليها هذه المكونات ، الأمر الذي جعل هذه العلاقات بحاجة إلى مرجعية جديدة ، واحدة وموحَدة .
ولا شك في إن الوضع الذي وصلت إليه علاقات هذه المكونات قد أصبح بمثل تهديداً مباشراً على مصالحها ليست “المشتركة” فحسب ، بل والمنفردة أيضاً ، لا سيما في ظل الخلل القائم في توازن القوى الوطنية والسياسية في بلادنا ؛ وكذا في ظل ازدياد الضغوط الخارجية .
لكل هذه الأسباب والحيثيات ، فإن الحاجة قد أصبحت ملحة – في تصورنا – لإعادة بناء هذه العلاقات ، بما يتلائم ومصلحة مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، والمصلحة العلياء للوطن .
لقد أدى كل ذلك ، إلى وجود درجة من درجات (الخلاف) أو (الاختلاف) حول المصالح الوطنية والذاتية لكل مكون من هذه المكونات :
خلاف في الأولويات لكل مكوَن في تقدير المصلحة الوطنية العلياء وخلاف حول مضمون ومحتوى مصلحة المكوَن وأولوياته ، وخلاف حول ارتباط هذه المصالح بالخارج ..
والخلاصة في القول :
إن الخلاف بين مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي ، ولا سيما في تقدير أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ، ومدى إمكانيات الاستفادة منها وتوظيفها ، بما يحقق مصلحة الوطن العلياء ومصلحة “أبناء الجنوب”، كان له أثره في عدم تحقيق الاستفادة الملائمة من هذه الفُرصة ؛ مع الآخذ بنظر الاعتبار الدور الذي لعبته بعض المكوَنات ولا سيما السعي إلى إجهاض هذه الفُرصة ، وتفريغها من عناصر قوَتها ، وهو ما أدى إلى تحول هذه الفُرصة التاريخية الحاسمة إلى موضوعات لخلافات بين هذه المكونات هي في غنى عنها .
ونستطيع القول في هذا السياق :
إن الاختلافات في وجهات النظر حول “الأولويات” لدى مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، قد قوَضت من فُرص وحدتها وبالتالي أظهرت على السطح خطاباتها المتشنجة غير المسؤولة التي ساهمت في إبطاء سرعة حركتها ، وإضعاف قدرة تأثيرها ، لأنها قد أظهرت للشارع العام ، والسياسي تحديداً ضبابية الرؤية عند بعض هذه المكونات .
ولأن التاريخ لا يكرر نفسه ، واللحظة التاريخية الملائمة لا تأتي الإ مره واحدة ، كما إن حركة المتغيرات ونوعيتها وطبيعتها تختلف من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى ، فأنني لا أخفيكم سراً ، إننا قد توصلنا إلى “توافقات” مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة .. على المبادئ والأسس العامة كموجَهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع فخامة الرئيس هادي حفظه الله وندعو كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام للتحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ونحن نرى أن الفرصة مؤاتيه الآن لدعوة كل الجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة، وذلك للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م ؛ الذي يؤكد على كُثره من القضايا لعل أهمها في نظرنا :
تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل ، وفي الوقت المناسب ، تمشياً مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليته تنفيذها ، ووفقاً للقرارين (2014) لعام 2011م و (2051) لعام 2012م ؛ وذلك عبر إصلاح بنية الدولة ، لإعداد اليمن للانتقال من دولة وحدوية (بسيطة) إلى دولة اتحادية (مركبة) وذلك من خلال :
صياغة دستور جديد في اليمن ، في ضوء الموجَهات التي حددتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
تنفيذ الإصلاح الانتخابي ، بما يشمل صياغة واعتماد قانون انتخابي جديد ، يتفق مع الدستور الجديد .
إجراء استفتاء على مشروع الدستور ، بما في ذلك التعريف به بالشكل المناسب.
إجراء الانتخابات العامة في الوقت المناسب .
ولأننا نقف اليوم على المرحلة الثالثة من العملية السياسية الانتقالية وهي ولا شك مرحلة معقدة (متشابكة ومتداخلة) فأن علينا أن نحسن فك العُقد .. عُقدة .. عُقدة .. وإن يكون نصب أعيننا المبدأ القائل :
لا عداوة .. ولا صداقة دائمة
وإنما مصالح دائمة .
ولكي نحذر من الوقوع في “شرك” العداوات ؛ وسؤ التقديرات في العلاقات ، علينا أن نواجه هذا المحذور بالاحتراس والحيطة الممكنة ، وذلك عن طريق استقراء وقائع المشهد السياسي للعملية الانتقالية ، واستنباط الحلول والتدابير الممكنة التي تتماهى مع قرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م ؛ وموجَهات مؤتمر الحوار الوطني الشامل
ولا يفوتنا في هذه المناسبة العظيمة التي نحتفل بها اليوم في قلب العاصمة اليمنية صنعاء الا أن نحيي الدور الايجابي الفاعل والمتميز الذي لعبه سعادة الدكتور جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص إلى اليمن الذي سعى جاهدا لوضع القضية الجنوبية في سياقات الحلول الممكنة ضمن مصفوفة القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السياسية في اليمن .. وما بذله من جهود كبيره إلى جانب سفراء الدول الراعية ممن أثمرت مساعيهم الحميدة إلى جلوسنا معهم وفي العاصمة اليمنية وجه لوجه .. كاعترافا صريحا بعدالة ومشروعية “القضية الجنوبية” وهو ما يمثل انتصارا جديدا لنضالنا السلمي والقضية الجنوبية برمتها.
أن خيار النضال السلمي الذي اختطيناه منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في مثل هذا اليوم من العام 2007م رغم كل ما اجترحناه من صنوف القمع والعنف المشين ومحاولات جرنا إلى مربعات العنف والعنف المضاد .. التي منيت بالفشل الذريع .. وما قدمه شبابنا وشاباتنا الأوفياء الأخيار من تضحيات عظيمة .. ما يؤكد صواب وعقلانية خيارنا السلمي الحضاري .. وستظل خالدة في وجدان التاريخ .. تحسب وتجير في سجلات الخلود والمجد الأبدي لهذا الشعب الحضاري العظيم.
وما مجيئنا اليوم إلى صنعاء الا تأكيدا راسخا على نبل قيم “التصالح والتسامح” التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه .. فأن جنحوا للسلم فأجنح لها ..
المجد والخلود للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى والمصابين
الحرية للأسرى والمعتقلين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‘‘
العميد ناصر النوبة
مؤسس الحراك الجنوبي السلمي
ﺩ. ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ..قراءة في خطاب النوبة.
ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺷﺎﻥ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻭﺳﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺭﻝ
ﻣﺎﺭﻛﺲ :
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﻭﺟﻪ ﻟﻠﺸﻌﺐ ( ﻻ
ﺍﺩﺭﻱ ﻫﻮ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻭ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻭ
ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﺍﻭ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻓﻘﻂ ﺍﻭ ﻟﺤﺮﺍﻛﻪ ﻓﻘﻂ )
ﻗﺮﺃﺗﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﻻﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ
ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﻧﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ، ﻭ ﺍﻟﻄﻨﺎﻧﺔ ،
ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ :
ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ، ﺑﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﻍ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ
ﺣﻮﻝ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ
ﻟﻠﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻻﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ( ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ، ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﻟﻴﺴﺖ
ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ !!! )
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،
ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﻤﻮﺭﺓ ﻓﺘﻮﻯ ﺑﻞ
ﻓﺘﺎﻭﻱ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ : ﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ ، ﺍﻭ ﻳﺮﻭﺝ ، ﺍﻭ
ﻳﺆﻣﻦ ، ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ
ﻣﻠﺤﺪ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻭﻳﺠﺐ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ !!! ﻭﻛﻮﻥ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻢ
ﻣﻠﺤﺪﻳﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻭﻳﺠﺐ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻢ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﺣﺮﺏ ﻋﺎﻡ 94 ﻡ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺼﺎﺩﻑ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ 7/7/94 ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ :
ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ( ﻻ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﺎﻃﺐ ...ﺑﻠﻬﺠﺘﻨﺎ ﻣﺪﺭﻱ ) ﺍﻥ ﻻ
ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ، ﻭﻻ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ، ﺑﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﻡ ، ﻭﺗﺪﻭﻡ ، ﻭﺗﺪﻭﻡ !!! ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ
ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﺣﺘﻼﻟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﻓﻲ 7/7/1994
ﻭﺗﻌﻠﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻫﻮ : ﻫﺬﺍ ﺷﺎﻥ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﺻﺮﻑ
ﺍﺣﺘﻔﻠﻮﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺫﻛﺮﻭﻧﺎ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺿﻐﻄﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻣﻨﺬ
ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﺍﻝ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ
ﺷﺎﻥ ﺟﻨﻮﺑﻲ .. ﻭﺳﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻛﻢ ﻫﻮ
ﻋﻈﻴﻢ ... ﺍﺧﻴﺮﺍً ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ
( ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺼﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻧﻘﺼﺺ )
ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ
ﺭﺣﻤﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ ﺍﻻﻭﻝ ... ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﻴﺮ
ﻟﻨﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺘﻘﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ... ﺩﻣﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ
غضب الله على كل خائن لوطنه وكل خائن لشعبه وكل دجال مكار.. لم اسمع خطاب هذا المعتوه في ذلك التاريخ.. لكن قد عرفت الرجل عام 2008م وعرفت من خلال حديثي معه المباشر في منزل صديق إن الرجل يبحث عن نفسه وعن مصالحه وقد ظل عاملا للهدم والتمزيق في الحراك الجنوبي السلمي التحرري ..
اْما ماطرحه وحمله هو من حراك فهو حراك مطلبي حقوقي متمثل في جمعية العسكريين المحالين للتقاعد المبكر ..
لكن شعب الجنوب بدماء رجاله وشبابه واطفاله ونساءه هو من اسس الحراك الجنوبي التحرري بالهوية الوطنية الجنوب العربي وقبله حركة تاج الجنوب العربي .. وليس هذه النوبه المريضة الذي يحتفل اليوم 7/7/94م بالذكرى العشرين لاْنتصار الشمال على الجنوب في الحرب التي شنها في 27ابريل 1994م.
تلك الحرب التي عمل الخونة على التخلص من القوات الجنوبية وقد كان نصيب النوبة التخلص من لواء كامل في ضيقة ارسله دون استطلاع عسكري ودون حماية جوية اْو اْرضية مع علمه اْن ضيقة تتمركز فيها جماعات الجهاد الافغاني والمرتزقة من كل حدب وصوب
وقعد هذا النوبة يمص فودكاء في العرم بشبوة .