كم منزل ياْله الفتي وحنينه اْبدا لاْول منزل..
بقلم / صالح اْحمد البابكري*
الصراع القائم ايها السادة الكرام صراع هوية ’ والهوية تبنى عليها بقية الاْشياء الاْخرى كما إن الهوية مهما كانت تنسب لتعريف السياسي تبقى ضعيفة ومهددة بزوال الاْسباب التي ظهرت من اْجلها وهكذا تنسحب المفاهيم مهما تداخلت في بعضها ومهما حاول البعض اْلباسها لبوس البؤس الكثيرة ’ ومهما كانت تلك اللبوس زاهية ’ لكن تبقى الحقيقة عارية كما هي ترفض الزيف والكذب والدجل وغير ذلك من تماهي ورغبة ’ وهناك فرقا بين دخيل جديد وبين متربع عتيق وهذا الفرق واضحا للعيان ولايحتاج لاْي اجتهادات كثيرة قد تلقي طريقها للقبول وقد ترفض .. والقبول والرفض جميعه له اْسباب فليس هناك شيء وجد في هذه الدنيا بلاسبب ’ وحرافيش المماليك في صنعاء كانت لديهم الاْسباب في البحث عن هوية سياسية لهم ولم يجدوا لتاْكيد عروبتهم واصالتهم غير الهوية الجهوية اليمانية برغم ان ليس لها مايقرها كهوية سياسية فاْختاروا ان يقفوا في هذه المحطة الرمادية ليحققوا لانفسهم تاْصيلا في هذه المنطقة من شبه الجزيرة العربية التي استحوذوا عليها في لحظة ضعف ويحققوا ماْرب اْخرى واللبيب يفهم بالاشارة
اْما نحن العرب الجنوبيون ’ كشعب فلنا اْسباب مدعومة بقوة للتمسك بهويتنا الوطنية السياسية والتي يدعمها التاريخ بما قدمنا من تضحيات وجهود لصناعته في التاريخ الانساني وفي تاريخ الجزيرة العربية تحديدا والتي استطاع الاجداد تشييد حضارات عديدة منطلقين من موقعنا الجغرافي بدءا بحضرموت وما في إحشائها من دول تابعة لها ولها باع طويل في الاسهام الحضاري العربي والانساني ومنها الاوسانيين والقتبانيون والنبطيون الحميريون ومن بعدهم اْخوتهم الكنديون مع ايضا الحميريين من ذو ريدان وذو يزن ’ ولسنا خارجين منها إلا اْن تظل جهوية وليست هوية سياسية لها مسماها الديني ولها مسماها في لغتنا القديمة وتعني جنوب واْسلفنا في مناسبات سابقة وقلنا اْن مسمى يمنات تعني جنوب وهذا المسمى ظهر زمن الصراع الجنوبي - الجنوبي بظهور دولة اْوسان وتوسعها والتي قادت صراعا مع شقيقاتها الجنوبيات ’ قتبان وحضرموت الاْم ’ وكانت اْوسان قد طرحت هذا المسمى يمنات كيدا لشقيقاتها الجنوبيات ’ وفي نهاية المطاف اْستفاد من هذا الصراع الاْرام العائدون من خلف شمال جزيرة العرب وهم معين ووليدتها سباْ التي كانت تبحث عن هوية جديدة وهي الخارجة من معسكر صرواح المعيني بسادن معبد الشمس كرب اْل وتر ’ وقضية ان تكتب معين لحرف المسند العربي الجنوبي ومن بعدها سباْ الجديدة لايعني شيئا في سلسلة التاريخ إذ من المتعارف عليه إن الشعوب السامية تشترك في الكثير من صناعة التحولات التاريخية فما بالك اْن تكتب اْرام بالابجدية الجنوبية ( الحميرية ) وهي المسند وكذلك عرب الجنوب العربي إذا ماكتبوا بالابجدية الارامية فذلك ليس مستهجن البته وحتى ابناء العمومة من عبران كتبوا بالابجدية الجنوبية المسند كما لغتهم المحكية الاصلية هي لغة عرب الجنوب العربي برغم إنهم قد تحولوا في الكتابة بالحرف الرابع الارامي وكما اسلفنا الاْمر لايغير شيئا إلا ما فعله حرافيش المماليك الذين اْختلطوا بالعبران اليهود في ما يسمى (اليمن ) واْختزلوا الجهوية اليمانية بالكذب والتزوير كهوية وطنية وسياسية خاصة بهم وباْطماعهم التوسعية مستبدلين الاْسم القديم,, العربية السعيدة باليمن السعيد’’ وهو الكذب الذي لم يقدروا على إيجاد حل له باللغات الاْجنبية ’ واسموا صنعاء مدينة سام وهي لم تعرف كمدينة غير في العهد اليزني الحميري الجنوبي إذ لم يكن بها سوى قصر اْو قصرين معروفة وهي ريفا لم تدخله المدينة إلا في ذلك العهد اليزني , وامعانا في التزوير كتبوا على الحجر بالمسند الكثير من الاْكاذيب بالتعاون مع بعض اليهود ليصنعوا لهم ولبعض القبائل العربية خاملة الذكر في تاريخ العرب مجدا لم يصنعوه إذ كانوا مجرد رعاة لااْكثر ولا اْقل ومع كل هذا الصراع سيبقى الجنوب العربي هوية وتاريخ وشعب ودولة لايموت اْبدا والى لقاء قادم إن شاء الله
26اْغسطس 2014م
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ.