صنعاء ..اللعبة القذرة
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
صنعاء ليست بريئة من الكثير مما يعتمل في المنطقة العربية’ فصنعاء اْدوارها معروفة من القدم بلعب الاْدوار القذرة ضد جيرانها وضد,, التجمع الديمغرافي ’’ الوافد اليها عبر مختلف العصور’ لقد ظلت صنعاء دوما مخلب القط في شبه الجزيرة العربية’ والممر الاْمن والمساعد للغزو الخارجي منذ المعانيين ,, المعينيين ’’ عام 525ق.م رغم إن مؤرخي صنعاء قد اْوهموا جمهرة المؤرخين بالتاريخ الذي حددته زلفى 1020ق.م ’ وهذا هو تاريخ نشوء مملكة حضرموت الكبرى في عهدها الحميري الثاني’ الذي اْجترحها اْحرار اْل يهبئر واخوتهم اْل عبد ربشمس من القبيلة الحميرية المشهورة في نقوش نقب الهجر ’’ اْصبعون ’’ والتي هي ميفعة اليزنية باْجماع المؤرخين والمترجمين للنقوش الحميرية’ والتي يسرقها المؤرخ اليمني وينسبها الى سباْ بتعمد ’ ويذهب معه في هذا بعض المؤرخين ممن اْنتقلوا الى الاْحقاف بعد البعثة المحمدية’ بفهم اْو اْنجرار مع المؤرخ ,, اليمني ’’ المتعمد تزييف التاريخ وفق مفهوم النظرية الصهيونية لتفسير التاريخ وإعادة كتابته.
لقد كان التوسع,, المعاني الارامي’’ الاْستيطاني شاملا وكبيرا سيما بعد غزو ارض ,, سباْ’’ التي هي اليوم ماْرب عام 350ق.م واْحتلالها بالكامل’ الاْمر الذي فتح شهية التوسع والمزيد منه من خلال تغيير تسميتهم الى السبئيين واْسموا ملوكهم بالمكاربة في اْستنساخ لثقافة حضرموت الكبرى في عهدها الملكي الحميري ,, الثاني ’’ بدون شك هذا التوسع لم ياْخذ الطابع العسكري الشامل بل اْعتمد في مراحل سلمه على إثارة الفتن والاْنقسامات بين مملكة حضرموت الكبرى والفيدراليات,, بلغة اليوم ’’ التابعة لها ممالك اْوسان وقتبان والنبط وإعاقتها عن مسيرتها الحضارية والاْنسانية للمساهمة في تشييد الحضارة الانسانية والرقي ’ ويتضح ذلك من خلال الاحتراب الداخلي بين ممالك حضرموت واوسان وقتبان للقضاء على مملكة النبط في عهد ملكها الحارث الثاني في وادي ,, صراْ ’’ تلك المملكة العظيمة التي يعود لها الفضل في إبتكار الحرف العربي الذي نكتب به اليوم لكن من دون تنقيط’ وصراء عاصمة النبط اليوم هي ,, ضراء ’’ بعد تنقيط الحروف’ وتم تدمير هذه المملكة الحميرية كاْول ثور تم اْفتراسه في الغابة ’ لتلحقها مملكة,, اْوسان العظيمة’’ ولم تمض فترة طويلة حتى لحقت مملكة ,, قتبان ’’ بشقيقاتها ليقيم اْخر ملوك مملكة حضرموت الكبرى ’’ العزيلط ’’ اْحتفالا كبيرا في العقلة مركز الاحتفالات الملكية الحضرمية العربية الجنوبية تحضره وفود الهند ومصر وكلدان واشور والحبشة وبالطبع ,, سباْ’’ ويبدو إن ملكها اْشعر وتر قد ادرك خطورة وضعه اذا ترك لهذه المملكة العربية الجنوبية فرصة التقاط انفاسها ’ فاْعلن في كلمته تهانيه واعرب عن اْمله عن احلال السلام بين بلدي جنوب الجزيرة’ يقصد مملكة حضرموت الكبرى ومملكته ,, السبئية ’’ واْمعانا في التمويه والمغالطة تقدم لخطبة شقيقة الملك ,, العزيلط ’’ وتم الاتفاق على العرس الملكي بعد شهر من هذه الخطوبة’ وبينما الشعب العربي الجنوبي في افراح تجهيز العرس الملكي’ فوجئوا بالعدو السبئي وملكه اْشعر وتر يهجم في غفلة بكامل جيوشه ومدافع المنجنيق ويدمر العاصمة الاْولى شبوة ويدمر العاصمة الثانية ميفعة ويدمر ميناء قناْ ووادي رخية ووادي حجر ووادي جردان ووادي ميفعة بالكامل ’ وكل اراض وسدود ومزارع الشعب العربي الجنوبي في هزيمة ساحقة ماحقة عام 150ق.م اْو ما يسمى بالتاريخ الحميري’ الذي يسميه مؤرخي ,, اليمن ’’ بالسبئي ’ ويستمر الاحتلال السبئي المدعوم من الحبشة والروم الى اْعلان ثورة الملك الريداني ياسر يهنعم الاْول وولي عهده التبع لاحقا شمر يهرعش الريداني في مؤتمر ,, حميرم ’’ عام 135ق.م في شبام الاحقاف الحضرمية - لاحظ تشابه تلك الحالات مع ماكان يحدث في دولة الجنوب مابعد الاستقلال 30نوفمبر 1967م’ بل وماقبلها مع حكومة اتحاد الجنوب العربي ومع الاحزاب الجنوبية الوطنية - لتنتهي تلك الثورة الريدانية الحميرية العربية الجنوبية بتحقيق النصر والاستقلال عام 115ق.م بتحرير كامل ارض العربية الجنوبية ’ مما شجع الملك ياسر يهنعم وولي عهده شمر يهرعش على مواصلة الزحف التحرري لهزيمة الارام ,, السبئيين ’’ في اْخر معقل بالقرب من تهامة واتخذوا منها عاصمة اْولى باسم ظفار تيمنا بظفرهم الثاني بالارام بنفس طريقة ظفر اْخوتهم القضاعيين في الشرق بالمعانيين في ظفار الاْولى ’ والتي هي اليوم مدينة مزدهرة في سلطنة عمان الشقيقة واْبقوا على مدينتهم ميفعة عاصمة ثانية .
وصنعاء تلعب اليوم نفس الادوار القديمة باللباس جديد’ بهدف إعاقة وحدة الاْمة العربية والحاق الاضرار بها وباْمنها واستقرارها’ وليس عبثها بالوحدة مع الجنوب والتنصل من كل اتفاقياتها ’ وتحويلها الى اْحتلال قسري مدمر للانسان العربي الجنوبي في وطنه ’ ومعيقا له عن الاْضطلاع بدوره لخدمة وطنه واْمته ونشر الخير والعدل كما هي رسالته الانسانية منذ عهد التمكين الاْول وصولا الى عهد البعثة المحمديه وما صاحبها من ادوار اءضطلع بها هذا الشعب العربي الجنوبي في نشر الرسالة في ارجاء واسعة من قارتي اسيا وافريقيا’ فماذا تريد صنعاء بالمنطقة؟ وهل تحقق عبثها في تغيير ديموغرافية شبه الجزيرة العربية ؟ وهل تتمكن من اْداء دورها لخدمة الاسترتيجيات المعادية للامتين العربية والاسلامية بتحالفات مشبوهة لاتبدو بعيدة الحدوث؟..
22يناير2015م