انهيار المشروع الصهيوني على ارض الجنوب العربي
انهيار المشروع الصهيوني على ارض الجنوب العربي
علي محمد السليماني
صفحة الكاتب
حب الطهف بين ميفعه والحبشة وزحف الاحباش
الحراك الجنوبي اهداف وطنية وواجبات قومية وإنسانية
لماذا طرحوا حل الأقاليم الستة زائد الإقليم اﻻقتصادي؟ ولماذا تراجعوا عنها ؟ ..
الجنوب العربي قضية ﻻ تموت
عمق الصراع بين الجنوب العربي وجارته اليمن يتجاوز مقدرتهما
ماحدث في الجنوب العربي من تغيرات وتبدﻻت ونكبات افقيا ورأسيا لم يكن ناتجا كل ذلك عن قصور في فهم الواقع في الجنوب العربي وانما ناتج عن اعمال وخطط تراكمت منذ القرن السابع عشر الميلادي عندما تم التفكير في ايجاد وطن لليهود من خلال خطط الصهيونية العالمية التي تغلغلت في الجسد العربي..
بدون شك لم تكن رحلة اليهودي المرتد المغامر - شبتاي المخلص - في القرن السابع عشر الميلادي الى صنعاء بدون اساس او توجه كان يطرح لكيان غريب في شبه الجزيرة العربية وبالقرب من موطن "الساميين الجنوب العربي " الذي كان في تلك الفترة تحت حكم السلطنة الكثيرية "الكبيرة الهمة" والتي افردت حكمها لكل سلطنات وامارات الجنوب العربي دون ان تلغي كيان تلك السلطنات فيما يشبه بمصطلحات اليوم النظام الفيدرالي وبمساعدة دولة الخلافة العثمانية التي باركت قيام دولة الجنوب العربي من كمران غربا والى حدود سلطنة عمان الشقيقة حاليا شرقا، وتلك السلطنة الكثيرية بقيادة سلطانها البطل بدر بن عبدالله ابو طويرق والذي اعاد بعض امجاد العرب الجنوبيون ودولهم ،مملكة حضرموت الكبرى وفيدرالياتها مملكة اوسان ومملكة قتبان ومملكة النبط ،ثم مملكتي حمير الكبرى - ذو ريدان - و حمير الصغرى - ذويزن - رغم ان مملكة ذوريدان قد كان شانها اوسع وابعد من جغرافية الجنوب العربي" الكثيرية "والتي كانت هي اﻻساس الجغرافي لدولة الجنوب العربي في العصر الحديث .
ويجب التوضيح ان ثقافة الجزيرة العربية كانت ثقافه اﻻرض تنسب الى اسم اﻻسرة الحاكمة وﻻضرر..لقد تعرضت هذه السلطنة العظيمة الى التامر من قبل نفس العدو التاريخي المتربص بالجنوب العربي الشرور، فأوجد اﻻنقسام بين افراد اسرتها الحاكمة، ثم تبعه العدو بغزوه الشامل واحتلاله جغرافية السلطنة الكثيرية " ارض الحنوب العربي" في عهد الدولة الزيدية القاسمية في مطلع القرن السابع عشر الميلادي حتى تم طردها على فترات زمنية مختلفة ولكنها ﻻتزيد على ال30 سنة ليعود الجنوب العربي حرا ولكنه متوزعا على سلطنات وامارات ومشيخات عديدة منها سلطنة الكثيري نفسها على ارض السلطنة في سيئون وماجاورها..
من هنا يتضح ان رحلة اليهودي المرتد - الشبزي - الذي اسس" مذهب الدونمة " وحل ضيفا في صنعاء ووضع اسس ثقافته حتى بعد اعدامه واعدام الكثير من جيشه الفرقة اﻻولى..قد تهيأت لفكرته الظروف من خلال سيطرة فتيان الجوكر على حكم دولة الخلافة في اﻻستانة ، والذي ادخلوها في الحرب الكونية اﻻولى مما تسبب في انهيارها واستسلامها جبرا عام 1917م وظهور دولة المملكة المتوكلية الهاشمية عام 1918م وتوسعها بعد تغيير تسميتها الى" اليمنية " وفق معاهدة سايكس بيكو الى اﻻقليم الشافعي اﻻسفل والى امارة اﻻدريسي في الحديدة وزبيد ليوسع اﻻمام ممتلكاته تحت اسم "الجهوية اليمانية" مستغلا المناخ السائد بعد انهيار دولة الخلافة ، كما اتجه باطماعه التوسعية جنوبا مستغلا حالة التمزق الذي كان سائدا في الجنوب العربي ووجود اﻻحتلال البريطاني ،
وهنا يتخلق المشروع الصهيوني الذي امتدت عينيه الى جنوب البحر اﻻحمر وباب المندب والذي وجد في اﻻشقاء اليمنيين المطية السهلة للعمل على تنفيذ اجنداته من خلال تمسكهم "بهوية الجهوية اليمانية " خلافا لثقافة عرب الجزيرة العربية ودولها المتعاقبة، فكانت مطالباته السخيفة بما ليس له فيه حق غير رغبة التوسع والحاق الضرر بجيرانه، لكن اﻻمام يحيى لم يكن سهلا وانما محتاﻻ ذكيا يطالب و يسجل موقف ويسكت.. وحدث اﻻنقلاب العسكري في صنعاء عام 1962م ليهيئ المنطقة لتجرع "سموم" المشروع الصهيوني المعد ﻻضعافها وتمزيقها وادخالها في حلبة الصراعات الدولية ، وهنا يظهر مشروع "الشبزي" وحان قطاف ثمرته في الجنوب العربي تحت وهج الزخم الثوري العربي بشعاراته الوحدة والثورة واﻻشتراكية وبريق اﻻيدولوجي، ويظن القائمين عليه انهم تمكنوا من هدفهم لتمرير المشروع الصهيوني وتعميمه على الوطن العربي عموما ..
ولكن بصمود وعزيمة شعب الجنوب العربي وقبل ذلك وبعده ارادة الله مكنت شعب الجنوب العربي من التصدي بامكاناته المحدودة منفردا، بعد ان وتخاذل او تخوف اخوته في العروبة واﻻسلام عن نجدته، وتركه يصارع هذا المشروع الجهنمي بمفرده ، وكانت اهم محطات الصراع مع هذا المشروع اندلاع الحراك السلمي الجنوبي عام 2007م و على مدى ثمان سنوات من نضاله السلمي الذي يقمع بوحشيه ﻻمثيل لها في العالم من قبل قوات اﻻحتلال اليمني ،يقابله صمت عربي ودولي ايضا غير معروفه اسبابه ،رغم ان شعب الجنوب العربي يتصدى للمشروع الصهيوني ليس دفاعا عن نفسه وانما ايضا عن امته العربية والاسلامية ومقدساتها،
وامام هذا الصمت جاء الحق ومن الله جاء الفرج واكتشاف العرب ﻻبعاد وخطورة و حقيقة المشروع الصهيوني المعادي ليس للجنوب العربي وانما للامة العربية واﻻسلامية قاطبة ، وادرك العرب وتحديدا دول الجوار انه لن يكون مقصورا على الجنوب العربي، وانما سيمتد الى جواره والى ماهو ابعد من جواره من بلاد العرب والمسلمين، فكانت عاصفة الحزم وتلتها عاصفة اﻻمل واعادة اﻻمل بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود الذي جاء تتويجه ملكا للتو ومع التوقيت المعد لتعميم المشروع الصهيوني الى دول الجوار بعد ان وصلت نيرانه الى اﻻقطار العربية البعيدة ، وبفضل الله ثم بفضل تضحيات شعب الجنوب العربي العظيم هاهو هذا المشروع الشيطاني يلقى مصرعه في قعر عدن- الجنوب العربي المحتل ليخمد شره ان شاء الله والى اﻻبد ، وهذا مايستوجب على اﻻشقاء العرب اﻻعتراف بدولة الجنوب العربي كاملة السيادة لمافي ذلك من حفظ امن واستقرار المنطقة بمافيها "اليمن السياسي " العربية اليمنية نفسها، وصيانة اﻻمن والسلم الدوليين، فشكرا الملك سلمان، شكرا اوﻻد زايد الخير..شكرا كل دول تحالف الخير لصد عدوان محور الشر، وشكرا شعب الجنوب العربي على هزيمة الشر وانتصار العدل والخير واهلا باستقلال دولة الجنوب العربي من جديد.
15/9/2015م