أستنكرت مصادر سياسية جنوبية في صنعاء إزدواجية المعايير التي يتبعها من وصفه بـ" نظام صنعاء العنصري" الذي يستخدم القوة والابادة الجماعية ضد المواطنين الجنوبيين بمن فيهم من يسميهم بعناصر تنظيم القاعدة في أبين ، في الوقت الذي يكرم فيه رئيس هذا النظام اليمني المحتل للجنوب أمير القاعدة في محافظة الجوف جمعان صافيان، الذي قالت أجهزة الأمن اليمنية أنه سلم نفسه لها قد التقى بالرئيس علي عبد الله صالح وتم الإفراج عنه بعد ساعات من اللقاء الذي جمعهما ، وحسب تأكيدات لوسائل إعلامية من مصدر قبلي وقريب عائليا من أمير القاعدة في محافظة الجوف الواقعة شمال شرق العاصمة صنعاء " أن الرئيس اليمني قام بصرف مليون ريال يمني كمكافأة شخصية لصافيان على موقفه وقناعاته الجديدة.
ويأتي هذا في الوقت الذي تستنكر فيه عدد من المنظمات الحقوقية المجزرة التي يرتكبها عسكر النظام اليمني في لودر بحق السكان الابرياء بحجة ملاحقة من يصفهم بعناصر تنظيم القاعدة ، وهو مصطلح ابتدعه نظام صنعاء لضرب الحراك الجنوبي في عدد من معاقله والتي تعتبر لودر وأبين احد اهم مناطق الحراك السلمي الجنوبي والتي ينتمي اليها الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد ومحافظ أبين الاسبق محمد علي احمد أشد الخصوم السياسيين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح .
وتشير المصادر بأن الحصيلة النهائية لمواجهات اليومين الماضيين في محافظة ابين أدت إلى مقتل 21 جنديا 4 من الجيش و 17 من أفراد الأمن و 8 مصابين بينهم 3 من عناصر القاعدة كما تدعي السلطة اليمنية ، في حين لم تعلن الداخلية اليمنية رسميا إلا عن مقتل 11 من قوات الأمن. وقالت مصادر في لودر لـ" عدن برس " بأن القصف المدفعي الشمالي لا يزال بدك قرى مدينة لودر لليوم الثالث على التوالي كما تستخدم سلطات الاحتلال مختلف انواع الاسلحة لارهاب المواطنين متخذة من حربها ضد تنظيم القاعدة ذريعة لقتل المواطنين الامنين .
وقالت مصادر محلية بالمدينة ان التعزيزات العسكرية تتواصل منذ امس ولم تنقطع . وقال الاعلامي أحمد القنع الاسير المحرر من ابناء مدينة لودر محافظة ابين المتواجد في مدينة عدن عاصمة الجنوب حاليا ان اسرته واطفاله لجأوا الى الجبال ضمن مئات الاسر التي اضطرت لهجر منازلها بعد سقوط العشرات من المنازل جراء القصف المدفعي الذي طالها ، مضيفا الى انه تم قطع الطرق من قبل القوات العسكرية وفرضت سلطات الاحتلال طوقا عسكريا وأمنيا على المدينة ، ومنعت الناس من الدخول اليها او الخروج منها مضيفا ان المدينة شهدت انقطاعا للتيار الكهربائي مع شحة المياه ما يعني انها تعيش حالة كارثية .
ودعا القنع دول العالم ومنظمات حقوق الانسان للتدخل لحماية الاهالي وانقاذ الاطفال من حالة ابادة جماعية تنفذها سلطات الاحتلال وقواتها العسكرية بقصد ارهاب المواطنين وعسكرة المدينة . ويقول مراقبون ان صالح يسعى وباية طريقة عبر سيناريو قتل جنود يمنيين تحمل بصمات مطبخ صنعاء الذي يسعى الى وصم الحراك السلمي الجنوبي بالحراك التخريبي لتبرير مجازره في الجنوب ، كما أن استنهاض تنظيم القاعدة واعمال القتل المنظمة ضد الجنود اليمنيين في الجنوب وبشكل مفاجىء يفضح مخطط النظام اليمني ومحاولته الى استعداء العالم ضد الحراك الجدنوبي وقضيته العادلة ووصمه بالقاعدة او بالتخريب .
على الصعيد نفسه نفى مصدر قبلي أن يكون أمير القاعدة جمعان صافيان الجوفي قد خضع لملاحقات أمنية أو أي تضييق عليه خلال الفترة الماضية ، وأضاف أن تسليم صافيان لنفسه جاء عن قناعة خاصة به بعد أن خاض في غمار تنظيم القاعدة عدة سنوات وتبين له أن طريق القاعدة فيه الكثير من الأخطاء واستحلال بعض المحرمات.
حسب المصدر القبلي الشمالي ، ومضى المصدر بالقول « لم يسلم صافيان نفسه إلا بشرط أن يلتقي برئيس الجمهورية شخصيا ليطرح عليه عددا من القضايا الخاصة به، ودون التعرض له أو خضوعه للسجن أو التحقيق، وجرت الموافقة على هذه الشروط عبر وسطاء من محافظة الجوف.وأضافت صحيفة «الدار» الكويتية أن صافيان تعهد أمام الرئيس اليمني على أن ينبذ طريق القاعدة وأفكارها أو التعاون معها بأي شكل من الأشكال، كما تعهد أن تكون بقية الخلية التي يشرف عليها في منطقته تحت ضمانته الشخصية، بشرط عدم ملاحقتهم أو اعتقالهم.وكشفت الصحيفة " أن الرئيس اليمني وافق على صرف منحة علاجية لوالد «جمعان صافيان» الذي يعاني من أحد الأمراض إلى خارج اليمن، كما تلقى صافيان وعودا رئاسية بمنحه عددا من الدرجات الوظيفية له شخصيا ولعدد آخرين لم يحددهم المصدر.
وأودت الصحيفة في سياق الخبر أن القيادي السابق في تنظيم القاعدة اعتقل قبل عدة سنوات بتهمة إيواء عدد من أعضاء القاعدة وزج به في السجن لمدة سنتين.
واضطرت أجهزة الأمن اليمنية أن تفرج عن صافيان بعد عدة ساعات بعد قيام مسلحون قبليون بقطع طريق صنعاء الجوف في حينها .