الجنوبي باعوضه الأدارة العامة
رقم العضوية : 90 تاريخ التسجيل : 25/07/2010 المشاركات : 2011 الدولة : الجنوب العربي العمر : 47
| موضوع: إسلام أونلاين : هناك مساع دولية لتوديل جنوب اليمن أسوة بالسودان السبت سبتمبر 04, 2010 12:09 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 3-9-2010 يأتي توقيع الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين في 26 أغسطس على جدول زمني لتنفيذ النقاط الـ22 التي سبق أن اتفق عليها الطرفان لوضع حد للنزاع بينهما وبحضور رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ضمن إطار الجهود الإقليمية لتهدئة الجبهات الملتهبة في اليمن والمخاوف المتزايدة من ذهاب اليمن نحو الفوضى.
على أن تهدئة جبهة المتمردين الحوثيين بصعدة سيساعد على التوجه نحو حلحلة المشاكل في المحافظات الجنوبية حيث تزداد الاضطرابات الأمنية والمواجهات المسلحة بين أفراد الأمن ومسلحين ضمن حرب شوارع شهدتها مناطق جنوبية متفرقة أودت مؤخراً بحياة 22 جندياً ونزوح الأسر في منطقة لودر بمحافظة أبين.
وتعتبر الأزمة في المحافظات الجنوبية الأخطر من بين الأزمات اليمنية، إذ أن هناك مساع دولية لتدويل هذه الأزمة أسوة بجنوب السودان تجري في الأروقة الدولية، فيما ترى الحكومة اليمنية أن تغاضي المجتمع الدولي وسكوته عن استخدام الحلول الأمنية لمواجهة التململ في الجنوب ضوءاً أخضر لها مقابل مقايضتها للمانحين بمواجهة ما يسمى "الإرهاب".
غير أن المخاوف من تدويل أزمات اليمن أصبحت واردة، وقد أطلق أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جرس الإنذار خلال زيارته لليمن وتفعيل اتفاق الدوحة في 14 يوليو الماضي عندما أكد أن "دولة قطر لا تقبل بتدويل ما يحدث في اليمن، وتعارض كل من يفكر بالتدويل".
وقال في نفس اللقاء "ما يحدث في السودان هو بسبب تدويل قضية الجنوب، وللأسف شاركت فيه أطراف عربية"، وإذا ما استمرت أزمة الجنوب بدون حلول سياسية مرضية لأطراف النزاع فإن سيناريو جنوب السودان قد يتكرر في اليمن.
وأظهرت تسريبات أمريكية مؤخراً الحديث عن إمكانية فتح جبهة جديدة لأمريكا في اليمن لمواجهة "تنظيم القاعدة" بعيداً عن الحكومة اليمنية، حيث ذكرت "واشنطن بوست" الأمريكية في 25 أغسطس عن توصل محللي وكالة الاستخبارات الأمريكية وللمرة الأولى منذ 11 سبتمبر إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي أكثر من الخطر الذي تشكله مجموعة قيادات القاعدة الموجودة في باكستان.
ونقلت عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هويتهم أن التقييم الجديد لـ"سي آي إيه" حث مسؤولي الإدارة الأميركية على الدعوة لتصعيد العمليات في اليمن، ومن بينها اقتراح بزيادة الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار، لتكون ضمن الهجمات العسكرية الأميركية.
وإذا ما قامت أمريكا بهذه الإجراءات فإنها ستشكل بذلك عقبة رئيسية أمام نجاح الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة، إذ أن السلطة ستنخرط في مواجهة ما يسمى "الإرهاب والقاعدة" وستقدم الحلول الأمنية والعسكرية على الحلول السياسية لتساهم بذلك في تفاقم المشاكل الداخلية.
وصعدت اليمن إلى سلم الأولويات الأمريكية مع بداية العام الحالي، وقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر عقد بلندن يوم 27 يناير الماضي حول اليمن بقولها "إن تحقيق الوحدة والاستقرار في اليمن يمثل أولوية ملحة بالنسبة للولايات المتحدة ودول منطقة الشرق الأوسط".
مكاسب يمنية ومخاوف خليجية
وقد جاء التوقيع على الملحق التفسيري لوثيقة البرنامج الزمني لتنفيذ النقاط ال22 الذي تم بين الحكومة والحوثيين في الدوحة بعد مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار عندما قام الحوثيون بالاستيلاء على موقع الزعلاء العسكري بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران وأسر مائتين جندي في 27 يوليو الماضي ثم الإفراج عنهم في مواجهات دامية مع قبيلة بن عزيز.
وستحصل الحكومة من تنفيذ اتفاق الدوحة على فرصة لتهدئة جبهة صعدة التي أثرت بشكل كبير على ميزانية الدولة حيث تذهب أكثر من ثلث الميزانية لوزارة الدفاع والأمن وهو ما ساهم في تفاقم المشكلة الاقتصادية، إضافة إلى مساعدات مالية ومشاريع استثمارية خاصة وأن الدور القطري يربط بين الحل السياسي وإعادة الإعمار ودعم التنمية.
وبالنظر إلى حروب صعدة الستة فقد تحققت معظم أهدافها وفق ما يراه متابعون للشأن اليمني، إذ أن اليمن نجحت في تصدير القلق إلى المملكة السعودية المجاورة مما جعلها تضخ المزيد من الأموال للسلطات اليمنية خوفاً من عودة تدفق المتمردين إلى حدودها وخوفاً من التكلفة الباهضة التي دفعتها عندما دخلت الحرب السادسة إلى جانب الجيش اليمني.
وتم إقصاء معظم القيادات الأمنية المحسوبة على القيادات المناوئة للجيل الجديد من حكام الصف الثاني، وتم إضعاف جزء كبير من المؤسسة العسكرية التي تقع تحت سيطرة قائد المنطقة الشمالية الشرقية اللواء علي محسن الأحمر وهو العقبة الكبيرة في المرحلة القادمة أمام "الأبناء الجدد" وهو مصطلح أطلق على أقرباء الرئيس صالح الذين يمسكون بزمام أهم المؤسسات العسكرية.
ويعزى سبب حروب صعدة إلى عدم حل مشكلة انتقال السلطة وترتيباتها للمرحلة القادمة مع انتهاء فترة حكم الرئيس صالح في 2013 وعدم تبلور البدائل الجاهزة، ومن شأن الوصول إلى اتفاق سياسي بين السلطة والمعارضة في آلية سلمية لتداول السلطة أن يحسم معظم أزمات البلد.
الحدود المزعجة
وخرجت نخبة سعودية وخليجية بعد حرب صعدة السادسة لتعلن أن الحكومة افتعلت مشكلة المتمردين الحوثيين لإقلاق الدول الخليجية وتهديدها لجلب المزيد من الأموال، إضافة إلى حديثهم بأن جماعة الحوثيين أوجدت كورقة سياسية ضاغطة يتم التلويح بها تجاه من يدعمون مطالب الانفصال في المحافظات الجنوبية، وأن قيام دولة انفصالية في الجنوب تعني قيام دولة في الشمال على حدود السعودية.
وتعتبر هذه القضية مزعجة بالنسبة للسعودية، إذ أن التقاء المتمردين الحوثيين القريبين في تصورهم الفكري إلى الشيعة واقترابهم من محافظة نجران السعودية حيث يقطن فيها أغلبية إسماعيلية تلتقي في جوانب كثيرة مع الشيعة سيزيد المخاوف من قيام حزام شيعي على حدود السعودية.
وتخشى السعودية من تمدد الحوثيون على حدودها، إذ أنهم يرفضون اتفاقية ترسيم الحدود التي أبرمت بين البلدين عام 2000م وأنهت بذلك المشاكل التي كانت تدور حول حقوق اليمن في المحافظات الحدودية، على أن الحوثيين ورثة لسلالة المملكة المتوكلية التي أبرمت اتفاق الطائف مع السعودية عام 1934م ويمكن إثارة ملف الحدود من جديد.
ومع سيطرة الحوثيين على معظم محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران ومديريات من محافظة الجوف الحدودية مع السعودية فإنهم بذلك يستكملون نفوذهم في هذه المناطق التي تقطنها قبائل منتمية لقبيلة بكيل وتمثل حاضناً لهم والتي لها علاقة عداء مع قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس ومعظم القيادات المهمة في السلكين المدني والعسكري.
ويمثل الاتفاق بالنسبة للحوثي مكسباً لتفادي الاستمرار في حصد مزيد من الأعداء والثارات، فمع مقتل ما يزيد عن عشرة آلاف جندي خلال الحروب الستة ومثلهم من المتمردين تكون جبهة العداء قد زادت تجاه المتمردين ويعتبر هذا الملف من أهم الملفات القادمة التي ستفتح كلما تجددت حروب صعدة.
كما أن استمرار تقدم المتمردين باتجاه محافظة عمران وتغلغلهم في محافظتي الجوف ومأرب سيثير قلق اليمنيين ضدهم، وسيزيد من مخاوف القبائل التي ترى أن استمرارهم يأتي على حساب تقلص نفوذها وتأثيرها ونزعاً لذريعتهم في الدفاع عن أنفسهم.
*إسلام أون لاين
| |
|