قالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ"الوطن" أن لندن اقترحت برنامج لتأهيل قوات خفر السواحل اليمنية تشرف عليه وزارة الدفاع البريطانية لمواجهة خطر استهداف القاعدة للملاحة الدولية في خليج عدن.
وأضافت المصادر أن برنامج التأهيل ستتحمل لندن 50 % من إجمالي تكلفته في حين تتولى الدول المانحة توفير التمويل اللازم المخصص للمعدات العسكرية .
البرنامج الذي أسمته بريطانيا بإستراتيجية تأهيل شرطة خفر السواحل اليمنية ينص في جزء منه على التنسيق بين الجانب اليمني والبريطاني في إدارة عمليات عسكرية بحرية مشتركة في المياه اليمنية والدولية لمواجهة استهداف خطوط الملاحة الدولية من قبل تنظيم القاعدة في اليمن.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية الاثنين أن سرباً من مروحيات (ميرلين) تابعاً لبحريتها الملكية انتشر في منطقة القرن الأفريقي وخليج عدن، للقيام بعمليات لمكافحة القرصنة والارهاب البحري على مدى الأشهر المقبلة.
وقالت الوزارة إن أفراداً من السرب 820، بما في ذلك الأطقم والمهندسون ومروحيات ميرلين، سيعملون على ظهر السفينة الحربية البريطانية فورت فكتوريا وتم تزويدهم بالمعدات المطلوبة لمواجهة خطر القرصنة والارهاب البحري.
واشارت إلى أن مروحيات ميرلين، المزودة بأجهزة استشعار ومعدات اتصالات متقدمة، ستتولى مهمة القيام بعمليات الاستطلاع لطرق الشحن وكشف القراصنة وردع نشاطاتهم، إلى جانب القيام بعمليات تفتيش السفن.
وأضافت الوزارة أن البحرية الملكية البريطانية ملتزمة بحماية المصالح الوطنية للمملكة المتحدة والدول الأعضاء في منظمة الكومنويلث وحلفائها في الخارج، وتقوم القوات البحرية المشتركة المتمركزة في البحرين بتنسيق الجهود الدولية لمكافحة القرصنة.
وقالت إن مروحيات ميرلين ستكون قادرة وبالتعاون مع سفن البحرية الملكية في المنطقة، على استخدام القوة لتحييد أي تهديد يطال السفن التجارية والترفيهية في المنطقة، وسيكون دورها الرئيسي المشاركة في الحرب المضادة للغواصات وفي عمليات الأمن البحري.
وكان السفير البريطاني بصنعاء قال امس الاثنين أنه سيقوم بعرض استراتيجية تطوير قوات خفر السواحل اليمنية على الاجتماع الذي ستعقده مجموعة أصدقاء اليمن في 24 سبتمبر الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال مناقشة الإستراتيجية الخاصة بعمل قوات خفر السواحل اليمنية للعشر السنوات القادمة بين اليمن والدول المانحة.
وسيناقش اجتماع نيويورك ما تم تحقيقه منذ لقاء لندن في يناير الماضي بشان الالتزام بدعم سلامة حدود اليمن بما في ذلك أمنه البحري واتخاذ الاجراءات اللازمة دعما للجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لمكافحة التطرف والتشدد.
وفي جلسة المباحثات التي حضرها من الجانب اليمني رئيس مصلحة خفر السواحل العميد علي راصع ورئيس أركان قوات الأمن المركزي العميد يحي محمد عبد الله صالح استعرض خبراء الدول المانحة في مجال خفر السواحل الإستراتيجية التي أشرفت بريطانيا على اعدادها لتطوير أداء قوات خفر السواحل في اليمن لمواجهة الإرهاب والقرصنة.
سفراء بريطانيا واليابان لدى اليمن أكدوا استعداد بلديهما إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تقديم الدعم المطلوب لقوات خفر السواحل وتزويدها بالإمكانات اللازمة لأداء عملها في في مكافحة القرصنة البحرية وتأمين السفن والناقلات البحرية وضبط جرائم المخدرات وغيرها من الجرائم البحرية .
واشار وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري إلى أن الدور الذي تؤديه قوات خفر السواحل في اليمن لا يخدم اليمن فحسب ولكنه يخدم المنطقة بأسرها مما يستدعي مساندة جميع الدول المعنية.
وكان وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية اليستر جيمس بحث في يونيو الماضي مع قيادة وزارة الداخلية في اليمن احتياجات قوات خفر السواحل اليمنية والدعم السنوي المخصص من بريطانيا لرفع جاهزية خفر السواحل اليمنية.
وأكد الوزير البريطاني حينها حسب مصادر تحدثت للوطن ان أداء قوات خفر السواحل اليمنية ليست بالشكل المطلوب لمواجهة حركة الإرهاب الدولي بناءً على دراسة متخصصة اعدها خبير بريطاني يعمل في اليمن على تنسيق تأهيل بريطانيا لشرطة خفر السواحل في اليمن.