الرقم: 216 /2010
التاريخ: 29 / رمضان /1431هـ
الموافق: 08 / سبتمبر /2010م
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وآله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
يا أهلنا في الجنوب الصابر
تستقبل بلادنا مع سائر الأمة الإسلامية عيد الفطر المبارك ،ويسعدنى بهذه المناسبة أن أتوجه إليكم بأحر التهاني وأزكى التمنيات راجيا من الله أن يعيده علينا وعلى كل المسلمين باليمن والخير والرفاه.
ومن دواعي ارتياحنا واعتزازنا أن شعب الجنوب ثابر طوال هذا الشهر الكريم على تكريس التراحم وتجسيد التضامن والتكاتف والتكافل بين مختلف الفئات.ونحن واثقون بأن العيد سيكون فرصة أخرى متجددة لترسيخ هذه السنة الحميدة في مجتمعنا وتنويعها وإثرائها، حتى تعم فرحة العيد كل الأسر وينعم ببهجته كل الأفراد.
وإننا إذ نثني على شتى المبادرات الرمضانية، نتوجه بشكرنا الجزيل إلى سائر المساهمين في تنظيمها ودعمها، من أجل تعزيز اللحمة الجنوبية ووحدة الصف الجنوبي في وجه الاحتلال على طريق الاستقلال الثاني، واستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن الأبية.
أود بهذه المناسبة ان أوجه تهنئة خاصة من القلب،وأشد بقوة على أيدي أسر وأهالي شهداء وجرحى الحراك الوطني الجنوبي السلمي،واحيي معتقلينا الابطال ومناضلينا المطاردين.وأدعو الله أن يضمد جراح أهلنا في لودر ولحج وشبوه وعدن وردفان والضالع وعلى كل أرض الجنوب،الذين يواجهون آلة القتل والارهاب التي سلطها عليهم نظام الاحتلال والجريمة.
أردنا شهر رمضان شهرا للصوم والعباده،ولكن الاحتلال أصر على تحويله إلى شهر لسفك دماء الجنوبيين ودك قراهم ومدنهم بالمدفعية ومحاصرتهم اقتصاديا.وقد حذرنا رئيس الاحتلال من هذه السياسة الدموية، ودعوناه الى احترام قدسية الشهر الفضيل والتوقف عن سفك دماء الجنوبيين الابرياء،ولكنه بدلا من أن يحاسب نفسه على آثامه الكبيرة ويتوب عن ذنوبه، أوغل في ارتكاب المجازر وتدمير البيوت وتخريب مصادر الرزق والتضييق بشتى السبل، ولم يترك فرصة لإيذاء ولترويع المواطنين العزل، وتنغيص حياتهم وتعكير صفاء شهر الصوم.
إننا نشهد منذ اكثر من اسبوعين حملة عسكرية شرسة ضد أهلنا في لودر،استخدم فيها المحتلون شتى انواع الاسلحة،وعاثوا دمارا وقتلا وتشريدا.وكما في كل مرة يلجأون إلى المبررات والأعذار الواهية لتبرير سياسة المجازر بحق شعب الجنوب المحتل الأعزل،الذي يقف بصلابة على أرضه مسلحا بإيمان قوي بالله وبوطنه وبعزيمة على طرد الاحتلال واستعادة حريته واستقلاله،وهاهي الجريمة تمتد على أبواب عيد الفطر إلى مناطق محافظة لحج في الحبيلين وردفان،التي شهدت خلال اليومين الأخيرين حربا مفتوحة واعتداءات وحشية،الحقت اضرارا بالارواح البريئة والممتلكات.
لم يحترم رئيس الاحتلال قدسية رمضان المبارك ولا القيم والمثل الإسلامية العليا ومكارم الأخلاق، التي هي رسالة الدين الإسلامي الحنيف التي حملها للإنسانية جمعاء أشرف الخلق محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام،بل أصر على تحويل رمضان الجنوب إلى شهر للدم والدمار.
هنا نود أن نوضح أمرين أساسيين: أولا/ ان نظام صنعاء يحاول إيهام الرأي العام المحلي والعربي والدولي،أن الحراك الوطني الجنوبي وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة،وذهبت تصريحات صنعاء إلى القول بأن هناك تعاونا بين الطرفين.إن الحقيقة هي عكس ذلك تماما،فلا توجد أي صلة لا من حيث الاهداف ولا طرق العمل،فأهداف الحراك هي استعادة استقلال الجنوب،ومنهجه في العمل هو الاسلوب السلمي،وقد سبق لنا أن اكدنا موقفنا الرافض للارهاب من أي جهة كان سواء من القاعدة او النظام،ونرفض ان تتحول بلادنا إلى ساحة للارهاب والارهابيين.ثانيا/ إن ما يحصل في الجنوب المحتل هو مقاومة شعبية للاحتلال،اختارت الطريق السلمي،لكن أساليب النظام وممارساته الوحشية وارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل يدفع المواطنين للدفاع عن النفس والتعبير عن رفضهم للاحتلال،وهذا حق مشروع للشعوب المحتلة أقرته المواثيق الدولية.
ولا يفوتني هنا تنبيه ابناء الجنوب إلى اساليب نظام صنعاء الخبيثة، فقد تبين في الآونة الأخيرة انه يقوم بتجنيد البعض كعملاء له،ومن ثم يقوم بتصفيتهم جسديا بعد انتهاء صلاحيتهم.إن الواجب الوطني يحتم على الجميع الحذر كل الحذر،واليقظة لافشال مخططات النظام،وعلى الجنوبيين كافة ان يأخذوا قضيتهم بأيديهم، ويلتفوا من حول الحراك الوطني السلمي،الذي يقود مسيرة شعبنا نحو أهدفها السامية.
إننا بهذه المناسبة نتوجه الى الاشقاء العرب والامم المتحدة ودول العالم والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان،ونهيب بهم للتحرك من أجل مساندة اهلنا ضحايا العصابة الحاكمة في صنعاء،التي لا تقيم اعتبارا لأي قانون أو حقوق إنسان.وندعو الجميع لمساندة نضال شعبنا السلمي في الجنوب من اجل استعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن.وننبه إلى مخاطر الصمت العربي والدولي حيال ما يجري ضد أهل الجنوب،الذين يتعرضون لعدوان مكشوف وارهاب مبرمج.إن ترك الأبرياء العزل يذبحون بصمت،ليس تنصلا عن المسؤولية الانسانية والاخلافية فحسب،بل هو تواطؤ مع القاتل ضد الضحية.
يا أهلنا الصامدين على أرضهم
وأنا أبارك لكم عيد الفطر ،أقول لكم إن أعيادنا لن تكتمل إلا حين نحرر بلادنا ،وننعم بالسلام في ربوعها،و نرفع رايتها عاليا،وإننا ونحن نودع الشهر الكريم فلنا من دروسه الكثير،وإننا لنعتبر ونقتدي ونستلهم ذكرى غزوة بدر الكبرى، ونرفع أيدينا إلى السماء كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضارعين إلى المولى أن ينصرنا على أعدائنا، (( اللهم أنشدك عهدك ووعدك الذي وعدتنا))،إننا نرجو رحمتك ونصرك كما رحمت ونصرت أسلافنا.
علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية