رسالة عاجلة إلى الأخ الفريق / عبد ربة منصور هادي

المناضل المطيع والمخلص إلى درجة (الخنوع والإذلال) الفريق عبد ربة منصور هادي النائب الشكلي لرئيس اليمني والأمين العام الصوري لحزب الفساد المؤتمر الشعبي (الخاص)، والمغلوب على أمره والمهانة كرامته منذ أكثر من ستة عشر عاما ونيف تقريبا، في سراديب القصر الجمهوري وهوامش سلطة النظام القبلي والإجرام العسكري بصنعاء..

السلام عليكم ورحمة الله وحمدا على سلامتكم وتعازينا لأسر ضحايا من ارتكبت سلطة الاحتلال جريمة اغتيالهم.
لقد تلقينا نبا ما تعرض له موكبكم في طريق زيارتكم إلى عاصمة الجنوب عدن يوم الخميس الموافق 10/ 9/ 2010، فأصابنا الحزن والأسى، أيها الجنوبي (الطيب) من جراء كارثة الموت المروعة التي راح ضحيتها حوالي 13 شهيدا، حسب موقع (مأرب برس) معظمهم من أبناء الجنوب المرافقين والموثوق فيهم لحراستك من مؤامرات السلطة التي أفنيت حياتك في خدمتها وضحيت من أجلها بتاريخك الجنوبي النظيف والمُشَرف؟؟ نعم .. لقد صدمنا وصعقت مشاعرنا بهول المصاب الجلل، على ما تعرض له موكبكم، وهذا الإحساس النفسي المتعاطف معكم ومع الشهداء الأبرياء، لا تعني على أنها استجابة لمكانتكم الهلامية كنائب (خضعي) لرئيس جمهورية (من قرح يقرح) أبدا، ولكنه تعاطف أخوي وإنساني لأن الضحايا هم من أبناء الجنوب المخدوعين معكم، والذين شاءت أقدارهم وظروف معيشتهم الصعبة أن يكونوا ضمن قوام حراساتكم المتواضعة والهشة مقارنة بحجم فيالق حراسات صاحب الجلالة - فارس العرب !!؟. ولأنكم أيه النائب الخضعي والمسكين قد صرتم من غير المرغوب فيهم - كما نعتقد!! رغم ما تبدوه من طاعة عمياء وتبذلوه من جهود استعراضية، في تلبية طلبات الحاكم لخداع الرأي المحلي والعالمي على أنكم تمثلون شعب الجنوب المهان والمحتلة أرضه، وتساهمون بطرق مختلفة في تغطية فضائح النهب المتواصل والمستعجل لخيرات وثروات وموارد أبناء شعبكم في الجنوب، إلا أن الحاكم ورموز سلطة الاحتلال تتعامل معكم كما تعاملت مع الأبطال والأحرار والشرفاء من قبلكم، على أنكم مجرد (عكفة) تعتبرون من أملاكها ومن حثالات رعاياها المكتوب عليهم تلبية رغباتها وخدمة صولجان عربدتها القبلية المتخلفة.. فهي أي السلطة على استعداد التخلص منكم ومن أمثالكم عندما تشك لمجرد الشك بأنكم قد مللتم الرضوخ لرغباتها، أو شعرت بعدم حاجتها لكم ومستغنية عن دوركم التمثيلي. فما بالكم أن هي التمست أو شمت نزقا من مشاعر تعاطفكم مع شعبكم، خصوصا بعد انبلاج روح الحرية التواقة للخلاص من الهيمنة الشمالية، وتصاعد فعاليات النضال السلمي للحراك الشعبي الجنوبي، والذي ترى فيه سلطة النهب والفساد والاحتلال الخطر الأكبر والتهديد الفعلي على مصالحها وغنائم استثماراتها الوهمية واللصوصية في أرض وطنكم الجنوبي..

لهذا أسمحوا لنا أن نعزيكم ونترحم على شهداء مجزرة الاغتيال معلنين تضامننا معكم ورفضنا المطلق لمثل هذه الأساليب الإجرامية، والتي حاول المجرمون ارتكابها وفق مخطط جهنمي من حيث دقة توقيتها واختيار مكان تنفيذها، لأهداف ومقاصد واضحة وجلية أنتم أعلم وأفهم منا في من يجرؤ ويمتلك الوسائل والإمكانيات الخاصة للقيام بمثل هذه الأفعال الدنيئة. ولأني يا سيادة النائب لست خبيرا بشؤون البحث والتحري، ولا في معاينة مسرح الجريمة وجمع الاستدلالات الموضوعية، كما أنه ليس من حقي أن أرمي بضنون الاتهامات جزافا وظلما، إلا أنني على يقين بقدراتكم الذاتية وخبراتكم العملية طوال عقود من سنوات الصراعات التناحرية، ومهارتكم في فنون التصفيات الجسدية، بمعرفة الفاعل الحقيقي وصاحب المصلحة من زراعة الفتن وإشعال الحرائق، في مثل هذه الظروف الحساسة والمتفاقمة بالأزمات الطاحنة، التي تمر بها اليمن وسلطة نظام صنعاء الدموية.. مع مخاض أمل التحرر المؤكد لحراكنا السلمي وفك الارتباط النهائي والحاسم والوشيك بمشيئة الله تعالى لشعبنا العظيم - الصابر والمثابر والمناضل بكل شموخ وتحدي لاستعادة دولته المسلوبة وتحرير أرضه المحتلة والمنهوبة.

ويهمني في هذه الرسالة العاجلة، أن أشفق عليكم من حالة المصير المجهول الذي اخترتم السير فيه بمحض أرادتكم، وما تحيط بكم من لحظات عاصفة، ربما قرر المخرج وكاتب السيناريو أن يتخلص منكم بطريقة عجيبة يستطيع بها إنهاء دوركم والاستغناء عن خدماتكم المبتذلة، بحسب مزاجه على أن تنسب التهم وشبهات ارتكاب الجريمة إلى الحراك الجنوبي السلمي، أو تعلق على شماعة القاعدة ليحصل مقابل ذلك على صفقات جديدة وفوائد كبيرة من المساعدات اللوجستية والغنائم المالية الضخمة لمواجه خطر الإرهاب المصنوع في معامل ومختبرات القصر الجمهوري بصنعاء..
كما أود بهذه المناسبة الأليمة أن أشكركم على رسالتكم الموجهة في شهر أكتوبر من العام الماضي (2009م) إلى النائب العام بشأن إطلاق سراحي من السجن بضمانة تجارية وشروط قاسية!!؟؟. وذلك خلال فترة اعتقالي وتعذيبي وانتهاك حقوقي المكفولة قانونيا في سجون السلطة بتهم سياسية كيدية، أنت شخصيا تعرف خفايا إقدام أجهزة السلطة على تلك الجريمة!!؟؟. والتي مها طال الزمن لن تسقط بالتقادم في مقاضاة كل من ارتكب بحقي وبحق زملائي وآخوني الجنوبيين من مآسي وتعذيب ومعاناة ومحاكمات صورية ممقوتة شرعا ومغضوب منها دينا وعرفا وأخلاقيا وإنسانيا... ومع ذلك رفض رئيس نيابة المحكمة الجزائية المتخصصة لتلك الرسالة الموقعة باسمكم وختمكم وتوقيعكم، وتمادى في الاستهزاء، إلى درجة التعامل معها بصورة وقحة لا داعي لوصفها وذكر نتائجها.. ولكنها يا سيادة النائب كانت بالنسبة لنا المعتقلين على ذمة الحراك السلمي الجنوبي دليل قاطع على مدى الاستخفاف بتوجيهاتكم وعدم قبول جهابذة سلطة الاحتلال بتنفيذ (....؟؟؟).

ختاما: أكرر ترحمي على ضحايا جريمة محاولة الاغتيال الآثمة، متمنيا لكم شخصيا وأبناء الجنوب المستعارين في مراكز السلطات التمثيلية السلامة والعافية من مخططات الاستغناء المشين!؟. وأرجو من الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الجنوب بواسع رحمته وغفرانه، وأن يديم عليكم الصحة والعافية ويجنبكم شرور المؤامرات والحماقات الإجرامية..

وتقبلوا التحيات الصادقة والتهاني الطيبة بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى شعبنا في الجنوب الحبيب وقد حققت أهدافه المشروعة في فك الارتباط واستعادة دولته - دولة النظام والقانون – دولة العدل والمساواة، وأرشدنا إلى ما فيه خير أمتنا وشعبنا الجنوبي المكافح..

ملاحظة هامة:
(إذا لم تكشف أجهزة السلطة وتعلن نتائج التحقيقات عن أسباب ودوافع من ارتكب تلك الجريمة، وتقبض على الفاعلين وتقدمهم إلى المحكمة لمحاكمتهم على جريمتهم، فإن السلطة هي فعلا من ......؟؟؟؟.).