[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه - يناير 2011
القارئُ اللبيبُ للأحداثِ التي إتسمَ بها العامُ 2010 م ، سيجد- لا محالة- أن حركة تلك الأحداثِ، آخذةٌ بالتصاعد ، نحوَ مزيدٍ من الحِرَاكِ المُجتمعي المَسؤول والمُدرك لطبيعة الأوضاع، فلنأخذ على سبيل المثال- لا الحصر- القضية الجنوبية ، وحراكها السلمي الواعي .. ماذا حققت؟ والى أين وصلت؟ وما المطلوب منها ، في العام الميلادي الجديد؟
هل نقول ؛ أن الحراك الجنوبي فعلا ، قد حقق قفزات كبيرة وملحوظة ، في سير نشاطه التعبوي (الجماهيري) والسياسي العام ، وقد حرَّك الشارع الجنوبي ، ورفع من (وتائر) فعالياته ، في مختلف محافظات الجنوب الست من المهرة شرقا ، الى باب المندب غربا؟
هل نؤكد أن القضية الجنوبية ، في العام 2010م ، قد اكتسبت طابعا وبعدا (إقليميا) واضحا ، و(دوليا) ملموسا ، من خلال التعريف بها ، عبر الوسائل الإعلامية المختلفة ، ناهيكم عن تلك التي تتعاطفُ مع قضية أبناء الجنوب ، في الداخل والخارج.
نعم؛ استطاع الحراكيون-وهذه شهادة لله وللتاريخ- ان يُعّرفوا العالم بقضيتهم العادلة ، ويوماً بعد يوم ، وشهراً بعد آخر ، نجد أن الحراك الجنوبي السلمي ، قد اكتسب صدى أوسع واشمل واعمّ ، وهو الأمرُ الذي يضجّ مضاجع رجال القرار في نظام صنعاء الذين يعتبرون –مكابرين- أن كلَّ الامور محسومة ، وان الوحدة اليمنية التي أعلن عنها ، عام 90م وجرى الغدر بها ، عام 94م ، في اعتقادهم راسخة رسوخ الجبال.
ولكن طبيعة الحال ، والشواهد الحيَّة ، جميعها تؤكدُ –وبما لا يدع مجالا للشك او الريبة- عكس ما يعتقدُهُ المتسلطون والمهيمنون في هذا النظام .
ما كنا نتوَّقع ، ولم نضع في الحسبان ، أن يخرج الرئيس اليمني صالح ، عن المألوف ، في (بعض) محاضراته التي ألقاها أواخر العام الماضي ، في محافظتي عدن ولحج الجنوبيتين..وان يحشد الفعاليات الشعبية و(الاكاديمية)! ،
في تلك المحافظات التي زارها ، ولا يزال يزورُها ، ليطلعهم أن الوحدة التي دافعوا عنها في 94، تمر بمنعطف خطير ، وان عليهم ، واجب الدفاع عنها ، معيدا للجميع ، أجواء الشحن والشحن المضاد التي سادت الفترة التي أعقبت يوم 27 ابريل ، من عام 94م في ميدان السبعين!..والحليم تكفيه الإشارة.
هذا دليلٌ يقطع الشك باليقين ، ان الحراك الجنوبي ، قد حقق ما لم تحققه الأحزاب جميعها ، وتلك التي تدّعي الوصاية عليه.
وانه- أي الحراك الجنوبي- لقادرٌ على تحقيق المزيد ، من النجاحات والانتصارات في الميدان ، بعيدا عن (دوشة) أحزاب ما يُسمى ب(المشترك) والتي لا تعبِّرُ إلا عن رغبات و(نرجسيات) وشطحات (بعض) منتسبيها ..ليس إلا.
نحنُ في الجنوب ؛ لا يهمنا أن يُقال عنا ؛ بأننا متمردون ، أو أننا انفصاليون ، طالما وما نسعي إليه ، هو حقٌّ مشروعٌ في التحرر ، من كلِّ العوامل والمسببات التي لا تزالُ تهيمن على واقعنا وحالنا وحياتنا كجنوبيين ، أصحاب قضية مشروعة وحقيقية.
عام 2011م سيشهدُ - لا محالة- تطورا مذهلا وحثيثا، في العمل التعبوي الجماهيري ، وستلتف حول القضية الجنوبية ، جماهير الغضب ، ليس فقط ، في الجنوب ، بل والشمال أيضا.
فحركة الوعي الجماهيرية-في الجنوب أو الشمال- في سباق (ماراثوني ) مع حركة الهدم والفساد القادمة من الطرف المتسلط على رقاب الأمة.
دعونا ننتظر مفآجات من (نوع) ، قد يزلزل أركان منظومة الحكم الراهنة ، وقد يكون ذلك - والله اعلم - بعد النصف الاول ، من العام الحالي2011م.
خلاصة القول : كان العام 2010م بالنسبة للقضية الجنوبية ، بمثابة انتشار النار في الهشيم ، من حيث توسع رقعتها الجغرافية ، ليسمع بها ، اخوانٌ واصدقاءٌ واشقاءٌ لنا ، على نطاق اوسع من عالمنا الفسيح! ..وهذا نصرٌ متجدِّدٌ يحسب للقضية الجنوبية ، وحراكها السلمي الواعي ، بكل المقاييس ، متطلعين ان يكون العام 2011م ، عاما للخلاص والانعتاق والتحرر ، من كلِّ أشكال الهيمنة والتسلط والاستبداد ، بما في ذلك ، استرداد كافة الحقوق المشروعة للجنوب وشعبه الصبور ، المكافح ، المناضل ، الاصيل.