المراقب السياسي مـــــــراقب عام
رقم العضوية : 125 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 المشاركات : 617
| موضوع: قيادات الجنوب هل تنحاز الى صف وطنها الجنوب العربي وشعبها الجمعة مايو 16, 2014 4:05 pm | |
| اليمن الجنوبي: الوفاق السياسي .. هل يتحقق بعد ( سنوات ثورة ؟ التقرير كما نشر في العدد 556 من صحيفة عدن الغد جمهورية اليمن الديمقراطي
جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - تعرف أيضا باسم جنوب اليمن، اليمن الديمقراطي، عدن، الجنوب العربي كانت جمهورية اشتراكية عربية بنظام الحزب الواحد في المحافظات الجنوبية والشرقية ل اليمن الحديث ، وكان يطلق عليها في الفترة بين 30 نوفمبر 1967 و 1 ديسمبر 1970 باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى ان تم تغييرة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، اتحدت مع الجمهورية العربية اليمنية التي تعرف أيضًا باسم اليمن الشمالي لتكوين الجمهورية اليمنية الحالية في 22 مايو، 1990.
التاريخ
الحكم البريطاني
تخلى السلطان محسن بن فضل سلطان لحج عن ولاية لحج وعدن للبريطانيين. في 19 يناير، 1839، أنزلت شركة الهند الشرقية البريطانية جنود مشاة البحرية الملكية في عدن لاحتلال الأرض ولإيقاف هجمات القراصنة ضد سفن الشحن البريطانية. ثم أصبحت محور تجارة مهم بين الهند البريطانية والبحر الأحمر. وبعد افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح محطةً للسفن المتجهة ل الهند. حكمت عدن على أنها جزء من الهند البريطانية حتى عام 1937 عندما أصبحت المدينة مستعمرة عدن. منطقة عدن الداخلية وحضرموت وحتى الشرق شكلوا ما يعرف محميات عدن الشرقية Aden Eastern Protectorates ولم تتم إدارتهم من قبل مستعمرة عدن. لكنها ربطت إلى بريطانيا بمعاهدات حماية مع حكومات تلك المناطق. ثم أصبحت تعرف لاحقًا بمحمية عدن. ازدهرت عدن في تلك الفترة بسبب كثرة التنمية الاقتصادية فيها بينما ركدت التنمية في المناطق الأخرى.
التحرير من الاستعمار
في عام 1963، اتحدت عدن ومعظم المحمية إلى اتحاد الجنوب العربي مع عدم انضمام عدة محميات أخرى و من ضمنها حضرموت حيث شكلت محمية الجنوب العربي. وعدت بريطانيا كلا المجموعتان بالاستقلال الكلي في 1968. في 14 أكتوبر، 1963، بدأت مجموعتان قوميتان هما: جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، والجبهة القومية للتحرير كفاحاً مسلحاً ضد السيطرة البريطانية. وبعد الإغلاق المؤقت لقناة السويس عام 1967، بدأ البريطانيون بالانسحاب. في 30 نوفمبر، 1967، أصبح الجنوب العربي مستقلا وأصبح يعرف باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية مع سيطرة الجبهة القومية للتحرير على الحياة السياسية في البلاد. وكانت بريطانيا قد وقعت سابقا اتفاقيات حماية مع سلطنات ومشيخات الجنوب العربي بالإضافة إلى السلطنة الواحدية و السلطنة القعيطية و السلطنة الكثيرية و سلطنة المهرة، إلا ان بريطانيا، ولأسباب لم يكشف النقاب عنها بعد، لم ترجع إلى مواطني تلك السلطنات والمشيخات او حكامها، وسلمت السلطة إلى إحدى الفصائل - الجبهة القومية للتحرير (وهي احدي الجبهتين اللتين تعتبران الجنوب جزءا من اليمن) - في إتفاقية وقعت بجنيف في نوفمبر 1967.
في يونيو 1969، كسب الجناح الماركسي من الجبهة القومية للتحرير القوة في البلاد. وفي1 ديسمبر، 1970، عدل اسم الدولة ليصبح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. بعدها، دمجت جميع الأحزاب السياسية في الدولة في الجبهة القومية للتحرير وتغير اسم الجبهة ليصبح الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الوحيد في الدولة. أسست جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علاقات وثيقة مع الإتحاد السوفيتي، وجمهورية الصين الشعبية، وكوبا، وألمانيا الشرقية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كما تلقى جيش اليمن الجنوبي دعما من القوى الشيوعية لبناء جيشه المسلح خصوصًا من الاتحاد السوفيتي الذي قام دعمه بقوة وأرسل القوات البحرية السوفيتية إلى قوات البحرية اليمنية الجنوبية من أجل التدريب.
النزاعات مع اليمن الشمالي
على خلاف ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، أو كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، فإن علاقات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع اليمن الشمالي الذي كان يعرف باسم الجمهورية العربية اليمنية كانت وديةً نسبيًا، ومع ذلك كانت العلاقات تشوبها بعض التوترات. في عام 1972، أعلن عن مفاوضات لتوحيد اليمن.
على أية حال، تأجلت خطوات الاندماج في عام 1979 بسبب التوتر الذي شاب علاقات الجنوب بالشمال والذي كاد أن يؤدي إلى حرب بين الطرفين. أعيد طرح هدف الوحدة مرة أخرى في اجتماع القمة العربية في الكويت في مارس 1979.
في عام 1980، استقال رئيس جنوب اليمن عبد الفتاح إسماعيل من منصبه كرئيس وغادر إلى المنفى في موسكو بعد أن فقد ثقة ضامنيه في الإتحاد السوفييتي. وريثه الذي خلفه في المنصب، علي ناصر محمد، اتخذ موقفًا أقل تدخلا في شؤون عمان واليمن الشمالي.
الحرب الأهلية
حرب 1986
في 13 يناير، 1986، أدت أعمال عنف مسلحة في عدن بين مؤيدي علي ناصر ومؤيدي إسماعيل الذي عاد من منفاه طالبًا استعادة الحكم، أدت إلى اندلاع حرب أهلية استمرت لمدة شهر أدت بدورها إلى إصابة الآلاف وإبعاد علي ناصر من السلطة ومقتل إسماعيل وهروب 6000 شخص إلى الجمهورية العربية اليمنية. علي سالم البيض، حليف إسماعيل، نجا من الهجوم ثم أصبح الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.
الاندماج مع اليمن الشمالي
الوحدة اليمنية
في مايو 1988، أدت العديد من التفاهمات بين شطري اليمن التي كان من ضمنها السماح بالدخول والخروج من كلا الطرفين بالبطاقة الوطنية (بطاقة التعريف)، وتأسيس منطقة استكشاف نفط مشتركة، ونزع سلاح الحدود إلى تقليل التوترات وإعادة طرح الوحدة بين الشطرين.
أعلنت الجمهورية اليمنية في 22 مايو، 1990. حيث أصبح علي عبد الله صالح رئيس الدولة وعلي سالم البيض نائب الرئيس.
السياسة والحياة الاجتماعية
الحزب الوحيد المعترف به في البلاد هو الحزب الاشتراكي اليمني الذي أدار البلاد سياسيًا واقتصاديًا كحزب ماركسي على غرار الإتحاد السوفييتي.
تم اعتماد الدستور بناءً على اقتراع شعبي.
مجلس الشعب الأعلى عين من قبل القيادة العامة ل الجبهة القومية للتحرير في عام 1971.
في عدن، كان هناك نظامًا قضائيًا مع محكمة عليا.
يتم دفع ثمن التعليم عن طريق النظام الضريبي العام.
لم يكن هناك أي أزمة سكن في جنوب اليمن. عنت المساكن الفائضة التي بناها البريطانيون أن هناك بعض الناس بلا مأوى في عدن، فيما بنى من في المناطق الريفية بناء منازل خاصة بهم من اللبن والطين.
في العام 1976، شارك منتخب جنوب اليمن لكرة القدم في كأس آسيا حيث خسر أمام منتخب العراق لكرة القدم بنتيجة 1-0 ولمنتخب إيران لكرة القدم بنتيجة 8-0. لم يشارك المنتخب الجنوبي في كأس العالم طوال تاريخه حيث أقصي من الدور الأول للتصفيات على يد البحرين. لعب المنتخب الجنوبي أول مباراة دولية له ضد منتخب الجمهورية العربية المتحدة لكرة القدم في 2 سبتمبر، 1965 حيث خسر بنتيجة 14-0. آخر مباراة دولية له ضد منتخب غينيا لكرة القدم في 5 نوفمبر، 1989 حيث خسر بنتيجة 1-0. توقف الفريق عن المشاركة عندما اتحد شمال وجنوب البلاد عام 1990 لتشكيل الدولة الحديثة في اليمن.
أخيرًا، وعام 1988، ظهر فريق اليمن الجنوبي الأولمبي لأول مرة في سيؤول. حيث تكون الفريق من ثمانية رياضيين ولم يربح أي ميدالية. وكانت المرة الأولى والأخيرة التي ذهب بها فريق اليمن الجنوبي لأي أولمبياد حتى اندماج البلاد باليمن الشمالي عام 1990.
المحافظات
بعد استقلال اليمن الجنوبي، قسمت الدولة إلى ست محافظات وأعطي لكل منها رقم وذلك من عام 1967 وحتى 1978. ومن عام 1979 وحتى 1990 تم تسميتها بأسماء عربية بضمن ذلك: جزر كمران (حتى عام 1972 عندما استولى عليها اليمن الشمالي).
الرقم الاسم المساحة التقريبية (كم.²) العاصمة
I عدن 6،980 عدن
II محافظة لحج 12،766 الحوطة
III أبين 21،489 زنجبار
IV شبوة 73،908 عتق
V حضرموت 155،376 المكلاء
VI المهرة 66،350 الغيضة
الاقتصاد
كانت مصادر الدخل الرئيسية في اليمن الجنوبي قبل اكتشاف النفط، كانت الزراعة أو المحاصيل الحبوبية أو الماشية والخراف وصيد السمك.
الميزانية الوطنية كانت 13.43 مليون دينار في 1976. والإنتاج القومي الإجمالي كان 150 مليون دولار أمريكي والدين الوطني الكلي بلغ 52.4 مليون دولار أمريكي.
الخطوط الجوية
شركات الطيران التالية عملت في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
خطوط عدن الجوية (1949-1967). توقفت عن العمل في 30 يونيو/حزيران بعد الانسحاب البريطاني من اتحاد الجنوب العربي و محمية الجنوب العربي.
اليمدا - الخطوط الجوية اليمنية الديمقراطية (1961-1996) انضمت إلى ينميا (أو اليمنية) وهي خطوط جوية كانت تتبع الجمهورية العربية اليمنية
الخطوط الجوية اليمنية (1989-1990)
حقائق حتى عام 1990
نسبة المتعلمين: الإناث 30% والذكور 70.5%[بحاجة لمصدر]
معدل النمو: 3.2%
معدل الولادة: 48 حالة ولادة بين كل 1000 نسمة
معدل الوفيات: 14 حالة وفاة بين كل 1000 نسمة
نسبة الهجرة الصافية: مهاجران من بين كل 1000 نسمة
معدل وفيات الأطفال: 110 حالة وفاة بين كل 1000 وليد حي
متوسط عمر الإنسان: 50 سنة للذكور، 54 سنة للإناث
معدل الخصوبة الكلي: 7.0 طفل
حق التصويت: لكل من هو في سن 18
نسبة التضخم: 2.5%
المطارات: 42 مطار. الصالح للاستعمال 29 مطار
عضو في: جامعة الدول العربية، مجموعة ال77، الاتفاقية الدولية للتجارة والتعرفة الجمركية، البنك الدولي لإعادة الأعمار والتطوير، البنك الدولي للإنشاء والتعمير، الإتحاد الدولي للتنمية، بنك التنمية الإسلامي، منظمة العمل الدولي، صندوق النقد الدولي، منظمة البحرية الدولية، الأمم المتحدة، الإتحاد الدولي للطباعة، حركة عدم الانحياز، منظمة التعاون الإسلامي، الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، يونسكو، اتحاد البريد العالمي، منظمة التجارة العالمية، الإتحاد العالمي لنقابات العمال
أكثر شركاء التصدير: اليابان، اليمن الشمالي، سنغافورة
أكثر شركاء الاستيراد: الإتحاد السوفيتي، المملكة المتحدة، أستراليا
الدين الخارجي: 2.25 مليار دولار أمريكي
القوة الجوية: 8 طائرات نقل رئيسية
قوات الدفاع: خمس فروع (الجيش، البحرية، القوات الجوية، الجيش الشعبي، الشرطة الشعبية)
القوة البشرية العسكرية: 544،149 (ذكور 15-49)
الملائم للخدمة العسكرية: 307،005
المزيد الخميس 15 مايو 2014 10:40 مساءً عدن(عدن الغد)خاص
اليمن الجنوبي , كان دولة مستقلة قبل ان تقضي عليها حرب يمنية شمالية في منتصف تسعينات القرن الماضي بعد اقل من اربع سنوات على توقيع اتفاق شكلي لوحدة يمنية بين البلدين الجارين.
السيطرة العسكرية الشمالية - كما يقول جنوبيون- دمرت مقومات الدولة الجنوبية التي كانت افضل بكثير من حيث البنية التحتية لبعض الدولة الجارة.
تلك السيطرة دامت لأكثر من 14 عاما , وسط رضوخ جنوبي لما فرضته عليهم (صنعاء) كأمر واقع , قبل ان يبادر ضباط جنوبيون على الخروج ضد نظام صنعاء الذي سرحهم من وظائفهم عقب انتصاره عليهم في حرب يقولون انها غير متكافئة وشارك فيها الى جانب القوات الرسمية اليمنية ميليشيات دينية وقبلية وعناصر من تنظيم القاعدة.
ذات يوم من مطلع يوليو 2007م تجمع عشرات الضباط وسط ساحة العروض التي كان الجيش الجنوبي المندثر بفعل حرب اليمنية الشمالي عليه , وهم يرددون هتافات حينها اعتلى العميد ناصر النوبة الذي كان ضابطا صغيرا في جيش جمهورية اليمن الجنوبية القوي , منصة الساحة ردد النوبة هتافات , اكد فيها انهم لن يصبروا على القهر والظلم الذي مارسه نظام الرئيس اليمني(صالح) عليهم عقب احتلال بلادهم.
وكان خروج ما اسمي بالمسرحين قسرا من وظائفهم السبب في اشعال فتيل الحركة الوطنية الجنوبية التي باتت تسيطر على معظم المدن والبلدات الجنوبية , لكن هذه الحركة شابها الكثير من العراقيل من بينها عدم توافق القيادات الجنوبية التي حكمت البلد قبل تسعينات القرن الماضي.
ولم تفلح اعمال قمع قامت بها القوات الحكومية لتظاهرات طالبت فيما بعد بالاستقلال التام لليمن الجنوبي , حيث قتل المئات وزج في السجون بالآلاف لكن تلك الاعمال الوحشية – كما تصف- تسببت في زيادة غليان الشارع الجنوبي , حيث شهد الاعوام 2009 و2010م تظاهرات ضخمة شهدتها مدينة عدن الجنوبية , قبل ان يأتي العام 2011م , الذي شهد مطلعه ما عرف بثورات الربيع العربي , التي طالبت بأسقاط حكم الرئيس اليمني السابق (صالح) حينها تداولت وسائل اعلام عربية ان الحراك الجنوبي قد تخلى عن مطلب استقلال اليمن الجنوبي , واصبح ينادي بأسقاط حكم علي عبدالله صالح , لكن تلك التداولات قوبلت بالتكذيب من قبل قيادات في الحراك , حيث تحدث القيادي الدكتور عبدالحميد شكري في مداخلة عبر قناة الجزيرة ان “ ثورتهم ضد الاحتلال اليمني ولا علاقة لهم بثورة اسقاط النظام الشمالية”.
وقال شكري في منتصف فبراير 2011م في رده على سؤال مذيع قناة الجزيرة حينها حول موقع الحراك الجنوبي من ثورة التغيير في صنعاء ان “ الحراك الجنوبي تأسس قبل 4 اعوام , والجميع يعلم ذلك والجنوب خرج من اجل فك الارتباط”.. نافيا “ ان يكون هناك اي علاقة بين ثورة التغيير في العربية اليمنية وبين الحراك الجنوبي المنادي باستقلال اليمن الجنوبي”.. موضحا ان “ شعارات الحراك الجنوبي هي (ثورة ’ ثورة يا جنوب , برع ’ برع يا استعمار)”.
وواصل الحراك الجنوبي حركة الشعبية رغم التسويات السياسية في صنعاء والتي قضت بحسب مبادرة قادتها دول خليجية واوروبية بتسليم السلطة لـ(عبدربه منصور هادي) النائب السابق لـ(علي عبدالله صالح) , ولامدن وبلدات الجنوب تشهد تظاهرات مؤيدة لمشروع الاستقلال , لكن رغم التأييد الشعبي لتحرير اليمن الجنوبي إلا ان هناك عراقيل ووصعوبات تواجه الثورة , من بينها تشرذم القيادات التي حكمة دولة اليمن الجنوبي قبل تسعينات القر الماضي.
ومنذ سنوات ينشد الجنوبيون ما يقولون انه (توافق سياسي جنوبي) بين القيادات التاريخية وكذا بين مختلف التيارات والهيئات المنضوية تحت لواء الحركة الوطنية الجنوبية , من أجل الوصول الى تحرير كامل لتراب بلادهم وطرد ما يقولون انه (احتلال اليمني الشمالي) لبلادهم , الأمر الذي يقول ناشطون ان تأخر الوفاق الجنوبي تسبب في تأخر الاستقلال المنشود.
ودأب الجنوبيون- وفق قيادي في الحركة الوطنية الجنوبية ,- على مخاطبة قيادات تاريخية على التوحد خلف مشروع الاستقلال الوطني لليمن الجنوبي , لكن تلك الخطابات لم تحقق المأمول حتى اليوم.
العيسي: صنعاء لاتزال مستفيدة من انقسامات الماضي الجنوبية
ويقول القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية أديب العيسي ان “ السبيل للخلاص من الاحتلال اليمني هو الوفاق السياسي الجنوبي”. وأوضح العيسي في حديث لـ)عدن الغد (ان “ صنعاء لاتزال مستفيدة من انقسامات الماضي الجنوبية , ونحن بدورنا في الثورة الجنوبية وحراكنا السلمي لم نستطيع ايجاد البديل المانع نظرا لتمسك عقليات الماضي بجنوب ما قبل التصالح والتسامح “.
وقال ان “ صنعاء احتوت فصائل جنوبية عدة ولكن الخوف اليوم من الاحتواء الدولي للقيادات الجنوبية السابقة واستخدامها في قتل احلام وآمال شعبنا واهدار تضحياته الجسيمة”.
وجدد العيسي خطابه للقيادات الجنوبية التي حكمت اليمني الجنوبي قبل الوحدة مع الشمال , قائلاً “ لذا دعونا نرتقي بهدفنا النبيل الذي به نستعيد حقنا بشراكة وطنية لا تقصي احد وتكمل المشوار وتتمثل تلك في (ائتلاف قوى الثورة الجنوبية )”.. مشيراً الى ان “ هذا المشروع الوطني الذي قدمه الشباب لخدمة الوطن والشعب هو من الطريقة الامثل لطرد الاحتلال”.
وقال ان “ من لديه الافضل عليه ان يقدمه لأن زمن الشعارات قد أنتهى ولا مكان لها امام التحديات المهولة التي الهدف منها القبول بمخرجات حوار صنعاء”.
ورغم الرفض الشعبي لمخرجات حوار صنعاء إلا ان قيادات جنوبية (وفق تصريحاتها) في طريقها للعودة الى اليمن والمشاركة في ما تقول انه الحل الممكن للقضية الجنوبية .
وفشل مؤتمر حوار صنعاء الذي استمر زهاء تسعة اشهر , في إيجاد حل للقضية الجنوبية التي يطالب الغالبية العظمى من سكانه بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي قضت عليها حرب شمالية في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وخرج مؤتمر حوار صنعاء الذي انسحب فريق جنوبي شارك فيه بحل تمثل في تقسيم يمن ما بعد 1994م الى ستة اقاليم , من بينها تقسم ما كان يعرف بـ( اليمن الجنوبي) الى اقليمين و(اليمن الشمالي) الى اربعة , وهو ما رفضه سكان الجنوب باعتبار ذلك كما يقولون طمس لهوية بلادهم.
الهتاري: نحن نحتاج الى اصطفاف ثوري وطني ولسنا بحاجه الى اصطفاف سياسي
وعن التوافق الجنوبية يقول الداعية الجنوبي الشيخ مناف الهتاري ان “ الوفاق السياسي يكون صعبا ولكنه يتحقق بين احزاب وجماعات لها ايديولوجيات وبرامج مختلفة في الغالب”.. موضحاً ان “ أعداء ثورتنا في صنعاء يعيشون وفاقا سياسيا حول اهم القضايا التي تواجههم وقضيتنا ابرز تلك القضايا , بينما نحن نعيش ثورة امتدت لـ( سنوات ولا زالت يصاحبها تشرذم وتفكك واستقطابات , لذا او ذاك بشكل مخيف يستحيل معه ان يتحقق الاصطفاف الثوري التحرري إلا اذا ادرك الشباب انهم لا يحتاجون لاقطاب واشخاص الصراعات السياسية التي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم”..
وقال الهتاري في حديثه لـ(عدن الغد) 8“ سنوات كانت كافية ان تسقل جيل الشباب ليعرفوا من الذي في صفهم ممن هو معهم ولازال الأمر فيه متسع من الوقت لتدارك الاخطاء التي ارهقتنا واضرتنا كثيرا “.
واضاف “ نرى الملايين من الثوار يضحون وفي المقابل مع الاسف الشديد هناك من يسترزق بعرق اهلنا واحرارنا ودماء شهداءنا وهذا لم يعد خافي على احد”.. مؤكداً “ نحن نحتاج الى اصطفاف ثوري وطني ولسنا بحاجه الى اصطفاف سياسي ينفذ اجندات خارجية ومخططات لا تخدمنا”.
وقال الهتاري “ اتمنى اننا نستطيع ان نستخلص من الماضي الدروس والعبر التي تمكنا من قطف ثمار ثورتنا بايدينا لا بايدي غيرنا وعلينا ان نقيم عمر ثورتنا السلمية التحررية بعيدا عن العاطفة والانتصار لانانية الذات”.. مشيراُ الى ان “ الاشخاص هم من اضروا بثورتنا المتسلقون على ظهور الشباب الثائر هم بلاء اسال الله ان يفضحهم في الدنيا قبل الاخرة”.. مختتما “ اتوجه بالشكر للشعب الثائر الحر على تلبيته نداء الواجب في كل المناسبات ومنها اعلان فك الارتباط الذي لم يكن إلا قرارا اعتباطيا لم يكن ليحدق لو لم يكن قد تم توقيع اتفاق الوحدة الزائفة”.
قاسم: لا بد من مصالحة وطنية
من جهته يقول القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية عبد الكريم قاسم ان “ الوفاق السياسي الجنوبي لن يتحقق الا بمؤتمر مصالحة وطنية تشترك فيه كل القوى التي شاركت في حكم الجنوب و تحاربت وأقصيت أو شردت وكذا مع القوى السياسية التي همشت قبل الإستقلال من بريطانيا”.. دون ذلك يقول قاسم “ يبقى الحديث عن إنتصار لقضية شعب الجنوب وهم في ظل عدم وجود مصالحة وطنية حقيقية تعيد الإعتبار لكل من ظلم و يعتذر من ظلم”.
سارة الجفري: متى ما تعففت القيادات عن هذا الصراع سوف يحدث الوفاق
وتقول الناشطة الجنوبية سارة الجفري ان “ الوفاق السياسي سوف يتحقق بل وسوف ينجح اذا ما تجرد بعض قيادات المكونات السياسية عن الحروب الصامته في احزابهم “.. مشيرة الى ان “قيادات بعض المكونات تتأثر سلباً بمواقف قياداتها في الاحزاب اليمنية وخصوصا احزاب اللقاء المشترك والخلافات في حزب الاشتراكي”.. مؤكدة “متى ما تعففت القيادات عن هذا الصراع سوف يحدث الوفاق السياسي للمكونات والقيادات”.
الجوبحي: الجنوب بحاجة إلى ثورة لتصحيح الثورة
اما الناشط مروان الجوبحي يقول “ باعتقادي أن الوفاق السياسي الجنوبي إلى الآن هو ضرب من المستحيل في ظل هذه القيادات الموجودة والعقليات التي تدير الثورة ومكوناتها السياسية”.
واضاف مروان في حديثه لـ(عدن الغد) “ على ما يبدو أن الجنوب بحاجة إلى ثورة لتصحيح الثورة والخروج من هذا المأزق الذي وقع فيه بسبب سوء قياداته سياسية التي يجهل البعض منها دوره كسياسي وما يجب عليه فعله ويعيش في غفلة يردد الشعارات ويفوت الفرص دون شعور بأدنى مسؤولية تجاه شعبه ووطنه”.
وقال ان “ الوفاق يعني أن تؤخذ بعين الاعتبار آراء الجميع والاتفاق على إطار معين يجمع كل هذه الأفكار والرؤى ولكن البعض ينظر إليه على أنه أتبعوني وإلا فأنتم ليس منّا وهذا دائماً ما يعرقل أي فكرة أو توجه توافقي وفي ظل ها التشدد لن يكون هناك أي توافق”.
النقيب : وحدة الصف الجنوبي وليس وحدة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني
ويرى القيادي في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) عبده النقيب انه “ كثر الحديث عن الوفاق الوطني السياسي الجنوبي”.. موضحاً في حديثه لـ(عدن الغد) “ ليس لدي وضوح حول من يرفع الشعار دون وجود برنامج واضح المعالم”.
وقال “ سنوات والبعض ينادي بوحدة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني وكأن ذلك شرط لنجاح الثورة”.. مضيفا” لاشك في ان وحدة الصف الجنوبي وليس وحدة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني هي مهمة ويجب ان تبنى على اسس بعيدة عن عقلية اولئك الذين لا يرون سوى انفسهم”.
وحد الصف الجنوبي كما يقول النقيب “ يجب ان تقوم على التنوع والقبول بالرأي والرأي الآخر والاحتكام للجماهير مصدرا لأي شرعية , هذا يعني عدم اقصاء أي طرف او رأي وكل رأي يجب ان يحتل مكانته وفقا لحجمه في الشارع الجنوبي”.. متسائلاً “ من هي الأطراف السياسية التي نتحدث عنها قبل ان نتحدث عن الوفاق”.. موضحاً “ ليس لدي وضوح عندما اسمع الحديث عن الوفاق الوطني بين من ومن ؟ “.. مضيفاً “ هل الخلاف بين بعض العناصر القيادية يستحق رفع شعار الوفاق الوطني مثلا.. لا اظن؟! “.
وأكد انه “ لابد من تحديد القضايا المختلف حولها وليس الأشخاص المختلفين , فقد يكون الخلاف شخصي او تنافس على الوجاهة او لثأر سياسي”.. وقال ان “ على الثورة التي تقدم الغالي والنفيس , ان تشكل قيادتها والا فلن نفلح ولن نحقق أي انتصارات سوى بصناعة تجار للثورة يبنوا أمجادهم على جماجم شباب الجنوب”.
لالجي: بتشتت الشارع بين بيروت والقاهرة وجدة وعدن والمكلا وبين الرئيس والزعيم يأفل نجم استعادة دولة الجنوب
ويؤكد عبدالكريم لالجي انه “ لم يكن أشد المتشائمين عندما انطلق الحراك الجنوبي في العامة 2007م وسبقه إعدادات كثيرة لانطلاقه يتوقع أنه بعد أقل من 8 سنوات سيكون هذا الوضع المزري والمأساوي يسيطر على الأوضاع وتشرذم القادة الذين كنا نراهن على أن توحدهم يضعف نظام صنعاء ووجدنا أن نظام صنعاء شرذمهم وفرقهم”.. مع التأكيد أن حب السلطة والسيطرة يقول لالجي انه “ كان له الدور في ذلك وتشتت الشارع بين بيروت والقاهرة و جدة وعدن والمكلا , وبين الرئيس و الزعيم يأفل نجم استعادة دولة الجنوب”.
وقال “ سألت ما بعد 8 سنوات من الثورة السلمية هل يتحقق الوفاق ؟”.. موضحاً “ من وجهة نظري المتواضعة نحن الآن أمام مفترق الطرق إما العمل على توحيد النضال على مستوى القاعدة و نبذ القادة الذين رفضوا التوحد وأثروا الفرقة (كلً لأجل شيء في نفس يعقوب و تركوا هذا الشعب الذي خرج للشارع وقدم التضحيات يواجه مصيره من قتل و تجويع و اضطهاد في نواحي الحياة اليومية ) أو البقاء على الوضع الحالي وبالتالي الوصول بعد فترة للمزيد من التشرذم وبالتالي الوصول إلى مرحلة اللا شيء أي اللا دولة أي لا وجود لشيء نتنازع أو نختلف عليه”.
وقال “ لكن يبقى الأمل في همة شعب الجنوب بمختلف مكوناته وخبرة القادة المخلصين للقضية (ولا أظن أني مبالغ لو أني قلت أنهم قليل جداً جداً جداً) وهناك وسائل الإعلام الجنوبية الغير مرتهنة لجهة معينة أو تلك التي تلعب بالأوراق السياسية حسب مصلحتها”..
وأكد “ يجب على كل الجنوبيين الرهان على دماء الشهداء والجرحى بدل من الرهان على قادة لم ولن يتفقوا”.. مشيرا الى ان “ الشارع الجنوبي لن يخلوا من شباب قادرين على الإمساك بالدفة مع إقراري بصعوبة المرحلة وضرورة وجود منظّرين يستطيعوا أن يضيفوا على همة الشباب تجاربهم حيث همة الشباب وخبرة الكبار ستصنع الفارق وتكون تجربة موجهة مرسومة الأهداف لا تجربة عمياء طخياء لا تبرح مكانها”.
وشدد لالجي في حديثه لـ(عدن الغد) “ على “ ان القادة الفرقاء السياسيين الجنوبيين أن يقروا لشعب الجنوب تضحياته وصبره وأن يعملوا على توحيد الصفوف لنبدو أقوى أمام نظام يقوده جنوبيين لهم تواجد على الساحة الجنوبية ولو بشكل بسيط”.. مشيرا الى ان “ على المكونات الميدانية للحراك الجنوبي السلمي أن يعملوا على إعادة الحياة للساحات وانتشالها من الوضع المتردي كمراكز للقات والحبوب ونبذ كل من يتكلم بسم الحراك ويمارس الترهيب ضد أبناء الجنوب أو المحافظات الأخرى بدون وجه حق”.
وقال “ علينا أن نعمل على أن نعيد للحراك وجهه الذي بدأ به و نعمل على وضع خطة عمل و خطة للتنفيذ و نرسم خارطة جديدة للمرحلة القادمة و نحدد أهداف يجب أن تحقق خلال فترة زمنية و في حال عدم تحققها نقيم الخطط و أسباب الانحراف و نعيد وضع الخطط ويجب أن تكون الخطط لفترات زمنية قصيرة و أهداف على المدى القريب”.
وقال “ يجب علينا العمل على توحيد الكيانات (فنحن متشرذمين بين كيان يقول استعادة الدولة وكيان يقول بناء الدولة) والدولة في مهب الريح , وعلينا توحيد الرؤى وتوحيد المواقف”.. موضحا “على سبيل المثال هل نحن مع تواجد القاعدة في الجنوب أم لا ، وكيفية التعامل مع الأطياف والقوى الشمالية التي تدعم رؤى و نضال شعب الجنوب والتعامل مع المتغيرات الدولية والاستفادة منها وألا ننساق خلف الترهات وننساق خلف مواضيع تشتت انتباهنا عن قضيتنا الأم (على سبيل المثال موضوع صورة عدنان البيض و يحيى محمد عبد الله صالح طلعنا و نزلنا وكأن الجنوب هو البيض أو أبنائه ) أو أن نختلف على الاسم و العلم وأمور سابقة لأوانها (وضع العربة قبل الحصان) يجب علينا التركيز على هدف واحد وهو كيف نحافظ على المكاسب التي حققت منذ انطلاق الحراك وكيف نستفيد من الأخطاء التي ارتكبت أو تلك التي ارتكبناها وأن لا نكرر أخطاء الماضي فالحاضر الذي نحن فيه هو بسبب أخطاء من الماضي أسست لهذا الحاضر (على قاعدة حاضرنا غرس ماضينا)”.
وأكد “ ليعلم الجميع أن الجنوب لن يعود بالكلام بل بالأفعال مع الاعتراف أن هناك من أحجم عن الفعل بسبب غياب الرؤيا الواضحة لما يجب أن يكون و كذا توقع البعض أن الماضي الشمولي سيعود من جديد ،علينا توضيح و تحديد ما سيكون علينا عمله لنصل إلى مستقبل قريب تكون فيه الأمور بناء على الخطط المرسومة ،علينا العمل كفريق واحد فالجنوب سيسعنا كلنا و ليكون عملنا المستقبلي معتمد على (لا إلغاء للأخر لا تخوين للأخر لا تمييز بين مكونات شعب الجنوب ) , وأظن أننا لو رسمنا الخطط وحددنا الأهداف وعملنا على قاعدة نكران الذات سنصل لما هو مخطط له بالحد الأدنى ، بعكس ما هو حاصل الآن لا نصل إلى شيء”.. مختتماً “ فلنجرب الأكاديميين في المرحلة القادمة ولنترك الساسة في معاركهم الشخصية الدون كيشوتية”.
مرحلة صعبة يعيشها اليمن الجنوبي كما تقول قيادات , فهل يتحقق الوفاق السياسي بعد نحو ( اعوام على الثورة الجنوبية ؟ أم ان هتافات ودعوات القيادات الجنوبية (للتوحد) سيصاحب هتافات التحرير طوال مراحل قادمة؟
مالذي يخبيه القدر للجنوبيين ؟ وهل ستعود الدولة التي كانت قائمة الى مايو 90م ؟ ام ان استعادتها ضرب من المستحيلات في حالة وبقي تشرذم الجنوب وقياداته التاريخية؟ هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة.
*من صالح أبوعوذل
اقرأ المزيد من عدن الغد | اليمن الجنوبي: الوفاق السياسي .. هل يتحقق بعد ( سنوات ثورة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|