قال الشيخ حميد الأحمر الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني أن الحزب الحاكم "يمارس القتل والتشريد المستمر للمواطنين في الجنوب تحت مبرر مكافحة الإرهاب". وأضاف الأحمر الذي كان يلقي كلمة في افتتاح الاجتماع الاعتيادي للجنة التحضيرية للحوار صباح اليوم الخميس بصنعاء "ما يحدث في الجنوب الآن أكثر تعقيداً مما سبق والحرب على ما يسمى بالإرهاب أصبح العنوان الأبرز في حياة اليمنيين للقتل وتهجير الآلاف من منازلهم وقراهم".
وأشار إلى أن السلطة نجحت في استعداء الخارج لليمن من خلال ما مبالغتها في حربها على الإرهاب، قائلاً "اليمن ليست مأوى للإرهاب كما يدعي الحزب الحاكم، وليس محتاج لشراسة الأجهزة الأمنية ولا للطائرات الحربية، ولا حاجة لوصم اليمنيين بالإرهابيين الذين يجب التعامل معهم بالقتل".
وأوضح بأن "الشعب اليمني شعب مسالم، ويحتاج إلى من يرفع الظلم عنه، لأن الظلم هو من سيمزق الوحدة اليمنية"، لافتاً إلى إن "لا الدبابات ولا الطائرات ستفرض السلام في صعدة والجنوب، وأن التعامل مع مشروع إهدار دمائهم من أكبر الأخطار التي تحيك بالوحدة".
وأشار إلى القيادات الجنوبية وفي مقدمتهم أبو بكر العطاس وعلي ناصر يؤمنون بالحوار بين جميع الأطراف، "بحيث يكون حوار يلامس ما يريده الشعب لا ما تريده السلطة أو الأحزاب أو المنظمات".
ودعا الشيخ الأحمر الحزب الحاكم إلى التعامل مع الحوار الحالي بين المشترك والمؤتمر بالجدية وعدم المراوغة، مشيراً إلى أن المشترك يرغب بالدخول في انتخابات "يديرها أبناء اليمن بشكل عام ويحدث من خلالها تغيير سلمي، ولا تكون عملية ديكورية معدة مسبقاً"، موضحاً بأن المشترك لن يرضى بعقد شراكة لتقاسم الانتخابات مع السلطة".
وأكد أن الفقر في اليمن "ماهو إلا نتاج السياسات الفاشلة التي انتهجتها السلطة خلال السنوات الماضية"، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار الذي يشهده السوق اليمني أكبر دليل على تلك السياسات.
من جانبه شن أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان هجوماً على الحزب الحاكم، واتهمه بالمراوغة والتهرب من الخطوات التي اتفق الجانبين لتنفيذها. وقال أمين الاشتراكي في استعراضه لآخر ما توصل إليه الحوار مع المؤتمر "ما يحدث حالياً في الجنوب وتكالب المشكلات في الشمال لا توحي بإرادة سياسية لإنجاح الحوار، فقد انتهجت السلطة الحوار وتصعيد العنف تحت مظلة الإرهاب"، متسائلاً " لماذا سكتت الدولة عن القاعدة حتى الآن وتقوم حالياً بتهجير الآلاف من المواطنين وتشريدهم من منازلهم".
وأضاف " إن تلك الهجمة الشرسة على الجنوب دليل واضح على إخفاء السلطة لحقيقة استيعاب أهمية الحوار الوطني لإخراج اليمن من مأزقه، وكذا الخطاب السياسي الذي يزيد ثقافة العنف"، مؤكداً أن المشترك كان أكثر حرصاً ومنهجية في تقديم أفكار لإنجاح الحوار، مطالباً في الوقت نفسه بتهيئة المناخ الإعلامي والأمني لإيصال الحوار إلى بر الأمان.
وشدد على ضرورة الاستمرار في الحوار والحفاظ عليه حتى تنصاع جميع الأطراف، مطالباً المشترك بعد الاستسلام لمراوغات الأطراف الأخرى التي قال بأنها لا تستطيع أن تخرج من نفق الصراع في الحياة السياسية التي تجاوزتها أحزاب المشترك، موضحاً "نحن غادرنا هذا الملعب البغيض الذي أبقى اليمن خلال العقود الماضية في صراعات، ونريد أن نتجاوز حالياً من يريد إعادة تلك العقود".
وختم نعمان حديثه متسائلاً "هل سيبدأ الحوار من البحث عن الحلول لمظاهر الأزمات التي تمر بها اليمن؟ وهل الطرف الآخر يؤمن أن هناك أزمة أم لا، فإذا كان لا يرى أن هناك مشكلة وأزمة لماذا نحاوره؟".
وتحدث الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك عن الإجراءات التي اتخذت بخصوص الانتخابات، والتي قال أنها "القشة التي قصمت حوار 2006م، ونخشى في المشترك أن يحدث في 2010 ما حدث في ما سبق".
وأشار إلى إنه وفي "خضم الحوار أحيت السلطة جثمان اللجنة العليا للانتخابات، التي هي بالأصل جثمان ميت، لأن تشكيلها غير شرعي وبقاؤها غير شرعي، وأرادت السلطة أن تكون عقبة للحوار". مضيفاً "المؤتمر رفض خارطة الطريق الذي وقعها في فبراير الماضي، والسلطة تسير بمسارين".
وقال إن "المناخ الحالي لا يصلح لإقامة أن يكون هناك انتخابات شمالاً وجنوباً ووسطاً، مع ما ينتهجه الحزب الحاكم من تعقيدات".