الجنوبي باعوضه الأدارة العامة
رقم العضوية : 90 تاريخ التسجيل : 25/07/2010 المشاركات : 2011 الدولة : الجنوب العربي العمر : 47
| موضوع: الحرب على القاعدة والضحايا من الحراك الجنوبي السبت أكتوبر 02, 2010 8:50 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه - ابوحضرموت الكثيري
كثيرا ما تصدح عن اليمن طبول الحرب على القاعدة لتخيم بغمامها ورعيدها على سماء الإعلام الدولي ومن المدن الجنوبية الحوطة بمحافظة شبوة ومدينة لودر بمحافظة أبين قد كانت أحدث محطاتها أو دوراتها والتي لا تزال تمتلئ الدنيا بضجيجها والتأويلات لما كان النظام اليمني حريصا على إسماعه للعالم من حرب إستنفر لها جيوشة ووحداته الأمنية ، بل وحتى السلاح الجوي كان مُستنفرا فيها ليقصف مناطق من داخل تلك المناطق وعلى أطرافها بدعوى الإجتثاث لعناصر القاعدة ، وبالفعل فقد كانت العمليات حامية الوطيس وجديرة للإستحواذ على الاهتمام العالمي وإستثارة القلق الامريكي ، فيما لو ثبتت جدية النظام اليمني في إجتثاث عناصرمن القاعدة ، غير ان مضمون وتفاصيل البلاغات والإحصائيات الرسمية التي كانت تتوالى تباعاً عن مسرح العمليات لا تعكس شيئا يُذكر ليدلل على أن هذه الحرب بالفعل دائرة لإجتثاث عناصر من تنظيم القاعدة بحسب مزاعم النظام اليمني .
وعموما فقد حرصنا هنا على متابعة البيانات الرسمية الصادرة عن ميدان العمليات والتحقيق في مضامينها سعياً الى الكشف ولو لشيئاً من ملابساتها وأباطيلها التي تعكس النوايا المبيته التي يضمرها النظام اليمني تجاه الجنوب الثائرفي فعاليات الحراك الجنوبي المطالبة بفك الإرتباط عن الوحدة الفاشلة مع هذا النظام (النظام السياسي لدولة اليمن الشمالي) ، لذا وحرصا على الدقة ترونا نقصرالمقال في هذا المقام اليوم على التحقيق في مضامين البيانات الرسمية الصادرة عن ميدان العمليات التي دارت رحاها في مدينة لودر فحسب ، وفي المقال القادم نتابع التحقيق في العمليات المتواصلة في باقي المدن والمناطق الجنوبية وإن كنا نراها جميعاً لن تختلف عن نتائج التحقيق في هذا السياق اليوم . ولنبدأ بالبيان الأول والمنشور بمركز الإعلام الأمني والموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية بتاريخ 20 / 08 / 2010م تحت عنوان « استشهاد 11 جنديا في كمين غادر نفذته عناصر إرهابيه وخارجين عن القانون بابين » وعبارة (وخارجين عن القانون) هي إشارة الى قوى الحراك الجنوبي كما هو ثابت ومعهود عن الإعلام الرسمي اليمني ، كما يؤكد ذلك في باطن البيان والذي نص في فحواه «أنه في تمام الساعة الخامسة من عصر اليوم الجمعة وأثناء قيام مجموعة من جنود الأمن المركزي بمهامهم الأمنية الروتينية في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة,تعرضت لعدة كمائن غادرة من قبل عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة (وبعض المتعاونين معها من الخارجين على القانون) » ، كما أن ” 26سبتمبر نت” وهو الموقع الرسمي التابع لوزارة الدفاع اليمنية ينقل عن مصادر أمنية أن «عناصر انفصالية تخريبية خارجة على النظام والقانون شاركت إلى جانب العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة» ، غير ان "وكالة فرانس برس" في سعيها كما يبدو الى التحقق من مدى مصداقية الرواية الرسمية من ميدان العمليات مباشرة حصلت على تصريحاً من مصدر (محلي) في مديرية امن لودر قال فيه: «لا نعرف ان كانوا من تنظيم القاعدة او من الحـــــراك الجنوبي»، وكما هو مُلاحظ في تصريح هذا المصدر(المحلي) وهوالأقرب إلتصاقا بمسرح العمليات تبدو جلية محاولته التجرد من بعض الحرج في تصريحه لوكالة فرانس برس إذ ليس بإستطاعته نفي ماجاء في البيان الرسمي (الذي يُحرر من الجهات العليا ) فإكتفى بالتجرد عن تأكيد الخلط المزعوم في البيان الرسمي بين القاعدة والحـــــراك الجنوبي .
أما البيان الثاني والمنشور بمركز الإعلام الأمني والموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية بتاريخ 21 / 08 / 2010م تحت عنوان « مصرع 7 من عناصر القاعدة بينهم 3 أجانب في أبين» وفي فحواه جاء هذا البيان مبهما ودون اي إشارة الى الأسماء فقط إقتصر على الإشارة الى عدد القتلى من عناصر القاعدة وان من بينهم 3 من الأجانب ودون اي إشارة الى أسمائهم ايضاً ، غير أن ” 26سبتمبر نت” وهو الموقع الرسمي التابع لوزارة الدفاع اليمنية يورد وفي نفس التاريخ 21 / 08 / 2010م ان عدد القتلى من عناصر القاعدة هو (خمسة) وذلك فيما اشار الى انه نقلاً عن تصريحات خاصة لمصادر أمنية في محافظة أبين أفادت الى «أن من بين الإرهابيين الخمسة الذين لقوا مصرعهم وتم التعرف عليه الإرهابي (حد وصف الموقع) : أدهم الشيباني» ، وفي تاريخ 22 / 08 / 2010م يُعاود موقع ” 26سبتمبر نت” النشر عن الحادثة تحت عنوان «ارتفاع قتلى القاعدة في مدينة لودر إلى 7 بينهم الإرهابي دراديش » مُشيرا الى أنه قد علم من مصادر أمنية أن عدد قتلى عناصر القاعدة في مدينة لودر بمحافظة أبين جراء الاشتباكات التي كانت قد شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضية ارتفع إلى سبعة قتلى بينهم الإرهابي أحمد دراديش وعنصر آخر لم يتم التعرف عليه , ثم جاء البيان الثالث والمنشور بمركز الإعلام الأمني وبالموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية في 23 / 08 / 2010م معلنا عن إرتفاع عدد القتلى الى 12 شخصاً من عناصر تنظيم القاعدة الذين قتلوا خلال المواجهات في لودر وأن القتلى جميعهم من اليمنيين , وليس بينهم أي مواطن أجنبي مثلما كان يعتقد في بداية الأمر (بحسب مانقله مركز الإعلام الأمني عن مصادر أمنية ) . وفي تصريح خاص لوكالة فرانس برس 23 / 08 / 2010م « أعلن مسؤول امني في محافظة أبين مقتل قيادي في تنظيم القاعدة يدعى عادل صالح حردبة (27 عاما) في اشتباكات جرت الاثنين بين عناصر الجيش ومسلحي التنظيم في مدينة لودر». تلك البيانات والإحصائيات الرسمية تبددت جميعها بالوقائع الحقيقية وتأكد نوايا الخلط للأوراق فيها اومجافاتها للحقائق القطعية ، وفيما كان يتوالى تباعا عبرالعديد من المواقع والمصادرالمستقلة فقد ثبت بالمطلق ان القتيلين أدهم الشيباني (بائع خضروات) ورياض ناصروه (عامل في محل إتصالات) ــ ولم يثبت تواجد اي جثامين لغيرهم في مسرح المواجهات ــ وهما من كانت السلطات اليمنية تتداولهما بالأسم على أنهما من ضمن العناصرالإرهابية التي كانت تستهدفها في عملياتها الأمنية ضد تنظيم القاعدة ، فيما قد ثبت بالمطلق ان النيران قد طالتهما بالخطأ أثناء مزاولتهما لعملهما في سوق المدينة الذي دارت فيه الاشتباكات بين الأجهزة الأمنية وعناصر القاعدة ، ويؤكد موقع”مأرب برس” وهو يمني مستقل بتاريخ 20 / 08 / 2010م نقلاً عن مراسله في أبين أن المواطن "أدهم الشيباني" - بائع خضروات قد قتل في الاشتباكات إلى جانب "رياض ناصروه" الذي طالته نيران المواجهات وهو في محل الاتصالات الذي يعمل بداخله في المدينة ، كما أوردت” صحيفة الوسط ” وهي أهلية مستقلة أن شهود عيان أبدوا استغرابهم من اعلان الداخلية عن قتل أو اعتقال عناصر من القاعدة بينما تمت مشاهدتهم في المدينة حتى قبل يوم أمس ومن هؤلاء عماد سالم عبد ربه المشيبي ـ عادل صالح حردبة ـ دراديش . كما تأكد كل ماسلف في بيان المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) الصادر بتاريخ 25 / 08 / 2010م . بمعنى أن اسم عادل صالح حردبة كان يُتداول كقيادي في القاعدة وماهو إلا من ضمن نشطاء الحراك وبصرف النظر عن كونه قاعدياً أو من الحراك فإن ماثبت يؤكد أن عادل صالح حردبة وأحمد دراديش لايزالا على قيد الحياة مما يُكذب إدعاءات السلطات بمقتلهما ، إذن فلم يتبقى من قائمة الـ (12) قتيل المزعوم رسميا بمقتلهما من عناصر تنظيم القاعدة فلم تستطع السلطات تقديم أي تأكيدات تثبت إدعاءاتها بشأنهم ولو بمجرد الإعلان عن أسمائهما . وفي البيان الرابع والمنشور بمركز الإعلام الأمني وبالموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية في 24 / 08 / 2010م فقد أعلن نائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن صالح حسين الزوعري عن تطهير مديرية لودر بمحافظة أبين مما أسماها العناصر الإرهابية ، غير ان الوزير ظل عاجزا ايضا عن الإفصاح عن أسماء للقتلى المزعوم أنهم من القاعدة تماما مثلما ظل العجز ملازما للبيانات الرسمية السابقة واللاحقة . كما ان إعلان نائب وزير الداخلية رسميا السيطرة على الوضع في مدينة لودر كان مجافياً للواقع ايضا حتى ان العديد من المصادر المحلية والدولية ظلت تتبادل الأنباء عن إستمرار التوتر وتؤكد ان إعلان الداخلية بالسيطرة على الوضع في لودر لم يكن إلا على إثر وساطات قبلية مابين الدولة وعناصر القاعدة وسرعان ما كانت تنهار لتعود المواجهات الى حدتها من جديد ولم تأتي متأخرة كثيرا أولى بوادر تلك الإختراقات للهدنة بل أتت عاجلة حيث نُقل عن مصادر محلية وقبلية بمحافظة أبين لـ” صحيفة الخليج” بتاريخ 26 / 08 / 2010م: «أن الاشتباكات اندلعت بعدما تراجعت قوات الأمن عن تنفيذ اتفاق مع القبائل بالانسحاب إلى أطراف المدينة ووقف القصف ضد منازل المواطنين» بل وقد ظل تواجد تلك القطعان من عناصر تنظيم القاعدة حتى بعد الإنتقال لميدان المواجهات من لودربمحافظة أبين الى محافظة شبوة واللافت في الأمرالمشبوه كله في هذه الحرب المزعوم أنها تستهدف ملاحقة وإجتثاث العناصر التابعة لتنظيم القاعدة هو إقتصارها على المناطق الجنوبية وكأن القاعدة توجد في الجنوب فقط أو أنه غافلاً عن كون المراكز التدريبية للقاعدة ومرجعياتها الفقهية والتنظيمية موجودة أصلاً بمناطق الشمال .
وبذلك تكون هذه الحرب قد خلت من أي ضرر يُذكر في قوام العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة المزعوم بملاحقتها في مدينة لودر، وكل ماثبت من الأضرارهي موجة للنزوح الجماعي من السكّان البالغ عددهم أكثر من 80 ألف نسمة إلى المدن المجاورة جراء حالة الهلع والترويع للقصف العشوائي على وسط وأطراف المدينة ، هذا علاوة على الأضرار والملاحقات التي تعرض لها نشطاء الحراك الجنوبي في المدينة حيث يؤكد مراسل "نيوز يمن" بتاريخ 22/08/ 2010م الى ان « من ابرز قيادات الحراك الجنوبي قي لودر والذين تعرضت منازل بعضهم للقصف : عيدروس حقيس، علي ناصر الشيبة، وعلي صالح الجعدمي ،وعبد الرحمن سالم وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، ومحمد حسين المارمي ، ويتداول اسم عادل حردبة كقيادي في القاعدة ، ويضيف مراسل "نيوز يمن" نفسه الى أنه قد تعرضت للقصف ايضا عدد من المنازل لشخصيات من وجهاء المدينة ومنهم عبدالله الخضر عبدالله، احمد عبدربه البجيري، القاضي فيصل باقيس، العميد متقاعد صالح احمد حردبة، الدكتور الخضر سعيد، عيدروس حسين المسعودي، عبدالله عيدروس الجنيدي، علي القطيش، سالم عبدالله الموصل، ناصر عبدالله العويضاني، احمد صلاح، صالح حسين الجنيدي، هدار محمد حفيظ ». كما أن المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) في بيانه الخاص الصادر بتاريخ 25 / 08 / 2010م أورد قائمة لبعض الأسماء من الأبرياء الذين طالتهم العمليات من أهالي مدينة لودر
وختاما تُرى كيف يقتنع المجتمع الدولي بجدية هذا النظام اليمني في مكافحة وإجتثاث العناصرالإرهابية لتنظيم القاعدة بالمنطقة ؟! وياليتها تأتي بأي نتائج تُذكرضد عناصر القاعدة المزعوم بملاحقتها بل كل ماظهر ولايزال يظهر لايدلل إلا على أن النظام اليمني يختلق منها الذرائع ويتحين الفرص ليوجه ضرباته الى مناطق ومدن الجنوب في سعية الى محاولة إلصاق الشبهات الإرهابية بالجنوب وملاحقة ناشطي الحراك الجنوبي وجماهيره الثائرة ويكون بذلك مستعيناً بالتأييد الدولي الذي يكسبة تحت غطاء ملاحقته لعناصر القاعدة ، وما كانت هذه المجازر في لودرالأولى التي يقترفها بحق الجنوبيين بل إقترف من قبلها الكثيرمن المجازرفي العديد من المناطق الجنوبية وقد كانت أبشعها على الإطلاق مجزرة الإبادة الجماعية لقرية المعجلة بمحافظة أبين الجنوبية وتحت غطاء الحرب الدولية على الإرهاب والقاعدة . | |
|