الرئيس علي سالم البيض يوجه خطابا إلى أبناء الجنوب بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شبكه باعوضه -عناء
13-10-2010
وجه فخامة الرئيس علي سالم البيض مساء أمس الثلاثاء خطابا عاما إلى أبناء شعبنا في الجنوب نقل في مستهله التهاني والتبريكات بمناسبة حلول الذكرى الـ47 لانطلاق ثورة أكتوبر المجيدة ضد الاحتلال البريطاني مؤكدا عزم أبناء الجنوب وإصرارهم على مواصلة النضال حتى تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني الغاشم.

وأشاد الرئيس البيض في حطابه الذي تلقته "وكالة أنباء عدن " بنضال أبناء الجنوب" اليوم ومايقدمونه من تضحيات جسام في سبيل نيل الحرية والاستقلال .
واستهل الرئيس خطابه بالقول:" يسرني أن ألتقي بكم اليوم في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ، ثورة السيادة الوطنية الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني ، ثورة الكرامة والعزة ضد الاستعباد والخضوع ، ثورة الأبطال والأحرار من آبائكم وأجدادكم الذين سطروا أروع الملاحم البطولية توقا للحرية والسيادة والكرامة والاستقلال ، الثورة التي سجل في خضمها شعبنا حضوره اللافت على خارطة الشعوب الحرة فحقق هدفه وحرر وطنه من براثن الاستعمار البغيض ، وأنشأ دولته الحرة على كامل ترابه الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر لعام 1967 م ، ولكنها توجهاتنا الوحدوية الصادقة التي شاءت أيها الأحبة الكرام ، أن نجد أنفسنا مرة أخرى ، بعد كل هذه المدة الزمنية ، و بفعل الخسة والغدر التي تعامل بها معنا شركائنا في الوحدة ، أمام استعمار جديد ، أكثر بشاعة وأكثر تخلفا وأكثر طغيانا وجبروتا من سابقه ، لنبدأ معا من جديد مرحلة أخرى من النضال الوطني ، في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.

ولأهمية الخطاب تنشر "وكالة أنباء عدن نصه كاملا
الرقم: 234/2010

التاريخ:/ 05 / ذو القعدة /1431هـ

الموافق:/ 13/ اكتوبر /2010م







بسم الله ارحمن الرحيم



ألحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. نحمده ونستعين به لنصرتنا ورفع الظلم عنا .. انه الحق الذي لا يقبل الباطل ولا يرتضيه .

قال المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم ..(( ان تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )) ... صدق الله العظيم

أيها الأخوة والأخوات .. أيها المواطنون جميعا في جنوبنا العزيز ...

يسرني أن ألتقي بكم اليوم في الذكرى السابعه والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ، ثورة السيادة الوطنية الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني ، ثورة الكرامة والعزة ضد الاستعباد والخضوع ، ثورة الأبطال والأحرار من آبائكم وأجدادكم الذين سطروا أروع الملاحم البطولية توقا للحرية والسيادة والكرامة والاستقلال ، الثورة التي سجل في خضمها شعبنا حضوره اللافت على خارطة الشعوب الحرة فحقق هدفه وحرر وطنه من براثن الاستعمار البغيض ، وأنشأ دولته الحرة على كامل ترابه الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر لعام 1967 م ، ولكنها توجهاتنا الوحدوية الصادقة التي شاءت أيها الأحبة الكرام ، أن نجد أنفسنا مرة أخرى ، بعد كل هذه المدة الزمنية ، و بفعل الخسة والغدر التي تعامل بها معنا شركائنا في الوحدة ، أمام استعمار جديد ، أكثر بشاعة وأكثر تخلفا وأكثر طغيانا وجبروتا من سابقه ، لنبدأ معا من جديد مرحلة أخرى من النضال الوطني ، في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.

يا شعبنا الجنوبي الباسل في داخل الوطن و خارجه ، لا شك وأنكم تعلمون ، أن دروبنا نحو التحرر والاستقلال ليست سالكة أو يسيرة ، ولا هي ممهدة او مفروشة بالورود ولكنها دروب شاقة ووعرة ، مليئة بالأشواك والعقبات والصعاب ، غير ان إيماننا بقضيتنا وحقنا المشروع في تقرير مصيرنا كفيل بعون الله عز وجل ، بتحقيق انتصارنا المبين .

يا جماهيرنا الأصيلة والوفية في داخل الوطن ان ردفان تدعوكم اليوم وتشتاق للقائكم وعناقكم في هذه المناسبة العزيزة ،عناق المحبة والمودة والوفاء فإليها تحركوا وازحفوا وتقدموا، وفوق ترابها ووديانها حطوا رحالكم ، اشهدوا العالم اجمع على حجم إرادتكم وعزيمتكم وإصراركم على نيل حريتكم وحقكم و سيادتكم اسمعوا صوتكم وهديركم – كما عودتمونا دائما – كل من به صمم ، او كل من يتوهم أو يعتقد بأن القوة والغصب سوف تخضعنا أو تكسر شوكتنا وارادتنا .

ان يوم الرابع عشر من اكتوبر من كل عام يمثل لنا ولثورتنا المباركة محطة وطنية متميزة ، ففيه تحتفل ثورتنا بعنفوانها وقوتها وعزيمتها وفيه نجدد العهد على الوفاء على التمسك والالتزام بجميع قيم التسامح والتصالح التي هي الأساس الأخلاقي المكين لهذه الثورة الوطنية الشريفة .

فالله الله يا جماهير شعبنا الوفية امنحوا هذا اليوم حقه وكونوا له أوفياء كما عودتمونا دائما وأبدا .



اخواني وأبنائي الأعزاء .. قيادات ورموز الحراك الجنوبي في الداخل

يهمني في هذه المناسبة الوطنية التي تتأهبون للاحتفال بها كما كل عام ، أن أذكركم جميعا بان هدفنا الوطني المقدس المتمثل في حق تقرير المصير والاستقلال والتمكن من استعادة سيطرتنا وسيادتنا على كامل ترابنا الوطني ، هو الهدف الاستراتيجي الوحيد الذي يقدم في سبيله شعبنا الوفي كل تلك التضحيات الجسيمة في مختلف مناطق الجنوب ، إن خيرة شباب الجنوب يقدمون أرواحهم رخيصة على مذبح الحرية قربانا لهذا الهدف السامي دون غيره ولا شك بأنكم تعلمون أيضا , حجم المعاناة التي يعانيها شعبنا في مختلف انحاء الجنوب من قبل نظام الاحتلال جراء الحملات العسكرية المسعورة – الهمجية والمتكررة، الهجمات التي يختلق لها نظام الاحتلال الدموي الذرائع والمبررات والأكاذيب التي يضلل بها العالم كي ينال من إرادة شعبنا ، ولكي يتمكن تحت غطائها ، من سفك الدماء الزكية واقتراف الجرائم البشعة والمجازر الجماعية هنا وهناك ،وتصفية القضية الجنوبية .

أيها الأخوة والأخوات .. قيادات ورموز وكوادر الحراك الجنوبي في الداخل ، إن رفع الظلم والجور والطغيان عن كاهل شعبنا من جهة ، ووضع قضيتنا في مسارها السياسي السليم من جهة أخرى ، هي مهمة وطنية لا يمكن تحقيقها ما لم نتمكن من التغلب على حالة الشتات والتشرذم بين صفوفنا .ان وحدة الصف الجنوبي على مستوى قيادات الحراك في داخل الوطن المحتل وخارجه ضمن إطار سياسي واحد ايا كان شكله وصيغته.. هي المهمة الوطنية الكبرى التي تضع نفسها في أولوية عملنا ومشاغلنا جميعا، وهي المهمة التي يسهل انجازها اذا ما توفرت النية الصادقة.

ايها الأخوة الزملاء والأبناء .

ان التاريخ لا يرحم المتخاذلين ، وان شعبنا لن يغفر لمن يتقاعس عن القيام بدوره وواجبه تجاه وطنه وشعبه ، واعلم إنني سأكون أول الذين سيسألهم الشعب والتاريخ ماذا قدمت ، وماذا فعلت ؟ .. ولأنني اعلم هذا وأدركه ، فانه من صميم واجبي ان أكون واضحا وشفافا معكم ومع شعبنا البطل الذي يتطلع الى اليوم الذي تتوحدون فيه جميعا وفقا لأسس وقواعد واضحة ومتينة.

إنني في هذه المناسبة الوطنية العزيزة ، ادعوكم باسم جميع شهداء الجنوب وباسم كل جنوبية مكلومه بفقدان ابنها وكل أرملة فقدت شريك حياتها او أب فقد فلذة كبده وباسم جميع جرحى نضالنا السلمي وجميع المشردين من أبناء شعبنا ممن دمرت او هدمت منازلهم وباسم تراب وطننا الغالي ادعوكم جميعا ، ان نضع مصلحة وطنكم فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات، فلزاما علينا اليوم ، إن نصغي إلى بعضنا البعض جيدا ، عبر الحوار البناء والمسئول ، الذي يضع المصلحة الوطنية للجنوب فوق كل الاعتبارات .

ان قضيتنا أيها الأخوة قضية واضحة لا غبار حولها ، فهي ذات عناصر ومقومات تكسبها كامل المشروعية والعدالة ، كما ان عامل الحسم والنصر متمثلا في وحدتنا الوطنية غير المسبوقة على المستوى الشعبي ، هو عامل متاح بين أيدينا وفي صالحنا، فماذا تنتظرون من عوامل النصر أكثر من هذا ؟

إنني ادعوكم ومن موقعي هذا الذي كلفتموني به ، أن تحددوا على هامش هذه المناسبة التاريخية " أسس وقواعد " واضحة من شأنها ان تنتهي بكم إلى خلق الوعاء السياسي الواحد القادر على تمثيل وحمل قضية الجنوب ، وفقا لبرنامج سياسي واحد وبنية تنظيمية متماسكة ، تتمثل فيها كافة شرائح وقوى ومكونات الشعب الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه.



اخواني الأعزاء .. قيادات ورموز واعيان وأبناء الجنوب في الخارج .

ان خبرتكم ومكانتكم السياسية ومتابعتكم للتطورات التي تحدث على مختلف المسارات الاقليمية.. والدولية .. فيما يخص قضيتنا الوطنية " قضية الجنوب " ان كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة تجعلكم تدركون – أكثر من غيركم – حجم التحديات التي تواجهها قضيتنا ، وحجم الصعوبات والمشاريع السياسية التي تهدف في الأول والأخير إلى النيل منها و تصفيتها تصفية كاملة للخلاص منها ومن مشروعيتها بشكل نهائي .. كما إنكم تعلمون وتلمسون الآمال العريضة التي يعلقها شعبكم عليكم .., للاضطلاع بدوركم وواجبكم تجاهه.. وما يقتضيه ذلك من تحمل للمسئولية بما ينسجم وتطلعاته الكبيرة .. ان الموقف الوطني المنشود منا جميعا هو موقف يتحدد فهمه ببساطة شديدة في معنى واحد لا غير ، وهو أما ان نكون مع شعبنا او لا نكون .. دون ان نقحم أنفسنا في تعقيدات وحسابات أخرى من شأنها خلط الأوراق وتلبيد الأجواء وتعكير صفو العلاقات فيما بيننا .. وإنني شخصيا وفي سبيل وحدة الصف الجنوبي في الخارج ادعوكم جميعا الى عقد لقاء جنوبي موسع في النصف الأخير من الشهر القادم . وذلك للوقوف على مختلف القضايا التي تقتضيها وحدتنا الوطنية .. كما انني على استعداد تام لعمل كل ما من شأنه إنجاح هذا اللقاء بالصورة المرضية لنا ولشعبنا في الداخل والخارج ، واجدها مناسبة ان أجدد التزامي بكل مصداقية, إنني سأبقى مع كل الشرفاء من أبناء الجنوب عونا وسندا ودعما لمن ترونه مناسبا شريطة ان يلتزم الجميع ، التزاما واضحا وصريحا لا لبس فيه بخيار شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة السيادة غير المنقوصة على كامل ترابنا الوطني .

ان شعبنا البطل الذي قدم لنا هذه الفرصة التاريخية لتصحيح أخطاء الماضي ، هو شعب يستحق منا ان نكون أوفياء له .. وان نكون على مستوى الثقة التي أعاد منحها لنا مجددا ، فلا يجب أن نخذله بصفته صاحب هذه الثورة .. وصانعها وضامن مسيرتها وتقدمها بما يقدمه في سبيلها من تضحيات غالية وعزيزة.



الأخوة والأصدقاء الأعزاء في تجمع ( أصدقاء اليمن )

يسعدني في هذه المناسبة الوطنية العزيزة على شعب الجنوب ، وباسم هذا الشعب العربي الأصيل ان انقل لكم نيابة عنه صادق التحية والتقدير والاحترام ، وإننا نعول عليكم كقادة دول تحتل هذه المكانة المرموقة ، ان تتفهموا مطالب شعبنا العربي في الجنوب ، وألا تتجاوزوا حقوقه في وطنه وفي استعادة سيادته على كامل ترابه الوطني .. ان المشاريع السياسية والاقتصادية المطروحة حاليا , لدعم نظام صنعاء والتي يمكن ان تؤدي الى إطالة أمد بقاءه .. جاثما على صدر شعبنا منكلا وباطشا به ، لن تحل المشكلة ، ولن تزيدنا الا تمسكا وتشبثا بقضيتنا العادلة مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن ... وما عليكم الا ان تتذكروا بأننا أصحاب الأرض الأصليين في أول الأمر وآخره ..

أيها الأخوة الأشقاء والأصدقاء .. ان أملنا كان ولا يزال كبيرا في تفهمكم وتقديركم للب المشكلة في الجنوب .., وعلى ان يجري التعامل والحوار معنا على أساس هذا الفهم الصحيح ، مؤكدين لكم إننا لن نكون الا عاملا قويا وفاعلا لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة ككل بصفتنا شعب يرفض التطرف والإرهاب والغلو ويحاربه بكافة أشكاله وصوره ومشاربه ، خاصة وقد باتت لعبة تواجد تنظيم القاعدة في الجنوب مسرحية هزلية مكشوفة ولم تعد تنطلي على احد منكم.



كما إنني أدعو في ختام خطابي هذا .. كافة إخواني الأعزاء من قيادات المعارضة في الجمهورية العربية اليمنية والعقلاء في منظومة الحكم ، تقدير كافة الأمور بحكمة وعقل وبعد نظر ، بما يكفل رؤية الحقيقة كما هي ، مهما كانت هذه الحقيقة مرة و مؤلمة و قاسية ، ان القول بإمكانية استمرار الوحدة بالقوة بعد فشلها وسقوطها كما تعلمون منذ الحرب على الجنوب صيف عام 1994م ، إنما هو ضرب من الاستنزاف للجنوب واهدار لحقوق اهله ، ونزوع نحو الأنانية المفرطة التي تتجاهل إرادة شعبنا وحقه الشرعي في وطنه.. إننا نأمل من إخواننا في مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الشمال .. إدراك هذه الحقيقة والحوار معنا على أساسها لكي نصل معا وبمساعدة الأشقاء والأصدقاء في العالم ، إلى رؤية مشتركة تضمن لنا وللشعبين في البلدين الشقيقين ، فك الارتباط بهدؤ ومحبة وسلام ، تجنبا للمزيد من الاحتقانات والكراهية التي يمكن ان تنشأ بين الشعبين لا سمح الله .

يا جماهير شعبنا الوفي .. لا يسعني في الختام إلا أن أجدد لكم العهد والوفاء ومعي كل شرفاء وأحرار الجنوب .., بالمضي قدما دون هوادة او تلكؤ نحو التحرير والاستقلال ..

المجد والخلود لثورتنا المشرقة .. ورحم الله شهدائنا الأبرار الأحرار وتغمدهم جميعا بواسع رحمته وعظيم مغفرته ..

(( والظالمون مالهم من ولي ولا نصير )) ... صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



علي سالم البيض

رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية