لقد حسمت المحافظات الغربية أمرها وأجمعت قاطبة مع عمقها من المحافظات الشرقية على طرد الغاصب..المحتل اليمني..ولكن لكون المزايا والخصوصيات الجنوبية للمحافظات الغربية محافظات الحسم ومناطق الثغور والصدام الحضاري مع المحتل اليمني عبر التاريخ ومن ضمنها محافظتي شبوة وأبين وهما أيضا من مناطق الثغور الجنوبية في صراعنا الثقافي والحضاري صراع التمدن والتحضر صراع المؤسسات المهنية والإبداعية مع مؤسسات التخلف القبلية ونظرياتهم القائمة على ثقافة القبيلة والتي هي صمام أمان هذه الإدارة الراعية لمصالح وقيم القبيلة كما نشاهدها ففي مقابل توافد القبائل لمبايعة الحوثي وسقوط المناطق تباعا وبدون مقاومة نجد أن القبائل المساندة لهذه الإدارة تقوم بمؤتمرات قبلية معاكسة تضخ بصناديقها مئات الملايين أن لم نقل المليارات عديمة الجدوى.
ومما سلف وتقدم نجد أن أدوات التغيير باليمن هي قبلية فقط ولم تبلغ الحالة المؤسسية لدى اليمنيين حالة النضوج والبلوغ..فالمؤسسات لازالت خاسرة وتخسر في مواجهاتها مع أدارة القبيلة المتمثلة في حكومة اليمن الحالية .
ومن هنا نرى :
1- أن نصرهم الذي تحقق في صيف 1994م لم يكن عناصر حسمه بالجنوب المؤسسة القبلية بل كانت المؤسسات المنسلخة من الحزب الاشتراكي حتى تمكن الوهن والضعف منه نتيجة للتناقض السلبي والمضر بالجنوب والتي لازالت آثاره نتجرعها لليوم بالرغم من قطعنا أشواطا كبيرة في نسيان ماضينا السلبي وتعاهدنا على التسامح والتصالح حتى وصلنا اليوم إلى شبه أجماع وطني لكمين 1994م التاريخي وما قبلها من كبوات متفرقة علينا استلهام العبر منها .
2- لم يكن بخيال أحدا أن نحكم بمنظار غريب وعجيب ويتحكم بمصيرنا ومصير أجيالنا من لا يمت بصلة لأرض الجنوب وشعب الجنوب من قبل قلة قليلة تواجدت تواجد ظرفي معيشي في عدن للعمل وكسب الرزق بعاصمة الجنوب ولا يوجد لها في بقية المحافظات الخمس من تمثيل أو تواجد واستطاعت الوصول إلى أعلى قمة في السلطة الجنوبية والكثير من مفاصل الإدارة الجنوبية معتمدة على الولاء القبلي والمناطقي متقمصة الحالة المؤسسية الحزبية وقد نجحت في استدراجنا إلى الكمين التاريخي كما سماها فخامة قائدنا المناضل علي سالم البيض .
3- أن استخدام نص الحديث الشريف لجيش عدن أبين الصحيح والمتواتر لشبابنا ما هو إلا استدراج رسمي فقد أدعى الكثير من الثوار المسلمين عبر التاريخ بالمهدية وبأنه المهدي المنتظر وكان آخرهم الثورة المهدية بالسودان ولازالت تحمل أسرة المهدي أسم الثائر وكذلك عملية الحرم حين أدعى جهيمان العتيبي بأنه المهدي كما سمعنا حينها .
4- أن اجترار معارك الماضي من ماضينا في حرب صيف 1994م ونسخها بنسخ مطورة من خلال بوابات العبور الماضية في محافظتي أبين وشبوة قد اختلفت حين أكتسحت جحافل الجيش اليمني مدمرة مناطقنا الجنوبية ومكتسبات ثورتنا وماضينا المشع..ففي الماضي كانت تتقدمهم جيوش الجنوب التي تأسست وفق منظور مؤسسي وليس قبلي وهي في الغالب منتمية لتلك المحافظتين .
5- أما اليوم فأن تشكيل الصحوات النسخة الأمريكية العراقية المطورة يمنيا لتطبيقها على واقع الجنوب الحضاري وشعبه الحر الثائر على الصيغ اليمنية التي أرجعته دهرا إلى صيغ التخلف ونظرية القبيلة كصمام أمان لدول ذات شعوب خاملة يائسة..وليس لشعوب حية ثورية تناضل لاستعادة أرضها وتعمل على طرد محتل غاصب وناهب لثروات الجنوب بشهادة أهلها واللجان اليمنية المكونة لمحاسبة ورفض صيغ التعاقد لمشروع الغاز الجنوبي الإنتاج والجنوبي التصدير من ميناء بالحاف(فقد عملوها بيعة سرق في آخر عهدهم وقبل خروجهم من أرض الجنوب) فحصة الحكومة للألف قدم مكعب ب(24سنت)أي أقل من ربع دولار أمريكي(0.24 $ ) .
6- لقد حاولوا خلق مشاكل للجنوب ومن ضمنها تمثيلية القاعدة وقيام المحتل بضرب المناطق الجنوبية بحجة القاعدة التي لا تمت لمنهاج الجنوب بصلة فمنهاج الجنوب هو مدرسة حسن الخلق ومدرسة الحكمة والموعظة الحسنة ولهذا استدرجنا لاختلاف مقاييسنا مع الأشقاء اليمنيين وتباين الثقافة والموروث الحضاري مع بلدنا الجنوب.
7- أن تشكيل الصحوات بالجنوب وقد بدأت بشبوة وستليها أبين أذا أمكنهم الوقت فهي لم تنجح في المحافظات الغربية الأخرى وقد أقيمت على أساس عرقي قبلي منطلقين من الصيغ اليمنية لعكسها على واقع الحال الجنوبي الحضري أنه المشروع الفاشل وسيعود عليهم بالويل فبوابات العبور الماضية سواء كانت شبوة أم أبين ستكون في قليل الأيام المقبلة بوابات الخروج للمحتل اليمني فالثوار الجنوبيين أجمعوا ولم يتبقى إلا النزر اليسير من المتخلفين الذين سيحسمون أمرهم قريبا فلا تعاطف من الشعوب الحية مع الغاصب المحتل وشعب الجنوب شعبا حي ثوري ينتظر صيغ التلاحم من البقية الباقية من عقلائنا ومن يمتلكون بعض مفاتيح بوابات الخروج في أبين وشبوة بأقل الخسائر الممكنة فالشعب قد أجمع وقد فتحت تلكم البوابات ومنتظرين إغلاقها فعليكم بالعودة سريعا وإلا سنغلقها بدونكم وأنتم من تخلف عن الركب فالعالم لا يستطيع أن يشاهد تدمير بلادنا الجنوب لتكون خطرا عليه وعلى مسار خطوطه الملاحية وكذلك لن يتعافى مجتمعنا مجددا أذا أمتد الخطر إلى امتداداتنا في مشارق الأرض ومغاربها فنحن قليل بأرضنا أمة كبيرة وفاعلة في مناطق تواجد جالياتنا وأصحاب همم عالية فالعالم عليه مساعدتنا في استعادة أرضنا وهي مصلحة محلية وإقليمية دولية والتعجيل في حلها ضرورة لا تحتمل التأخير .
أحمد سالم بلفقيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]