[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه-محمد بن سيف الرحبي
26 اكتوبر تشرين الاول 2010
لا نراهن على محبتنا للشقيقة اليمن، محبتنا لها خارج حدود الرهان، وفي عُمان كلمة اليمن تعني أكثر من دولة مجاورة، هي الدم المتدفق داخل دم شريان واحد، يعرفه ذلك الرجل العربي وهو يرى وراءه سد مأرب وقد انفجر شريان الحياة فيه فلاحق كل حياة حوله، ارتحل العربي حاملا نسل القبائل وسكن في أكثر من موضع.
تبدو الطللية (العاطفية) مهمة لما سيأتي بعدها من حديث، والحديث بدأته بمقال بعد كأس الخليج الفائتة تناولت فيه القدرة اليمنية على تنظيم بطولة يرى سكان المنطقة الفوز بها أهم من أي بطولة إقليمية أخرى مهما كانت رسمية، وبها الترف الخليجي الذي يعتبر الإقامة في فندق النجمات الأربع تراجعا وإهانة.
بطولة الخليج قد تكون دورة ودية لكنها تشكل ضغطا حتى على الدول الممتلكة إمكانيات كبيرة وخبرات تنظيمية واسعة فوراء كل منتخب جيش من المرافقين (الرسميين وغير الرسميين)، ومن يعرف كيف تنظم هذه الدورات وما هي إمكانيات الشقيقة اليمن يدرك حجم المسؤولية والتحدي.
من حق الأشقاء اليمنيين فرصة الاستضافة.. ولهم علينا حقوق الوقوف معهم كأخوة يريدون أحباءهم وأشقاءهم أن يكونوا بينهم، أن يقام العرس الكروي الخليجي على تراب بلد يواجه شعبه تحديات جمّة ومصاعب حياتية قاسية، ويريد أن تكون له هذه البطولة وقفة مساندة من جيرانه. التمنيات عظيمة..
والقلوب تريدها أن تكون يمنية الإقامة، وحتى يمنية الفوز.. لكن حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر.
كأس الخليج في خطر لأنها تواجه الخطر، ليست مجرد خطأ تنظيمي كالذي حدث في سحب القرعة، إنما هو أمر يتعلق بالانفجارات والرصاص وحقول الموت التي تعلن عن مواعيدها يوما بعد آخر على أرض الواقع، لا في افتراضيات المواقع المغرضة التي لا تريد لليمن هذه الاستضافة.
يذهب الخليجيون لليمن للعب دورة كروية لا مواجهة مخاوف أمنية (حقيقية) هم في غنى عنها، وقد تتوافر الحماية للمنتخبات لكن من يضمن للمشجعين حياتهم في ظل وضع إشكالي لم يعد خافيا على أحد، ولم يعد مجرد خبر عابر في نشرة أخبار، إنما خبر متكرر يحدث دائما.
نعم جاءت التطمينات اليمنية بضمان أمن البطولة من أعلى المستويات، لكن الإرهاب الأعمى لا يكف عن التلويح بقدراته وبصورة واضحة.
نعم يا أيها البلد الجميل نحن نحبك بكل ما يمكن للقلب أن يحب بلدا عربيا، ونعم أيها الشعب الطيب لكم في كل قلب خليجي قطرة عسل يمنية دوعنية المذاق..
لكن كرة القدم ليست لعبة رجلين يجلسان في فندق محصن، هي لعبة الجماهير، الناس الذين يسيرون في الشارع، يسهرون في المقاهي، لكل الحالمين بالأمن، وبفرحة تنطلق صافية حينما تهز الكرة الشباك..
ولا نقول إلا حمى الله اليمن من شر كل فتنة..