[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]28-أكتوبر تشرين الأول-2010
كشف مصدر يمني رسمي أمس عن وجود نزاع صومالي يمني في أروقة الأمم المتحدة بخصوص جزر أرخبيل سقطرى (جنوب عدن) التابعة إداريا لمحافظة المهرة الجنوبية.
يأتي هذا التسريب الرسمي اليمني للخبر ، بعد كشف تقارير إعلامية سابقة عن نية لدى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منح الولايات المتحدة جزر أرخبيل سقطرى وتحويلها إلى قاعدة عسكرية وحربية لها ، مقابل مواجهة الأزمة في محافظات الجنوب المطالب بالاستقلال ، ومنح النظام الضوء الأخضر لاستخدام القوة العسكرية لسحق حركة الاحتاجات الجنوبية هناك.
وعن النزاع اليمني الصومالي المشار إليه ، قالت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن المدير التنفيذى لمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية بصنعاء الدكتور احمد عبدالكريم سيف المصعبى كشف عن ان الصومال تقدم بطلب الى الامم المتحدة لتحديد وضع جزر ارخبيل سوقطرى مدعية احقيتها فى الارخبيل الذى تقول انه يقع ضمن حدودها فيما تقدمت الجمهورية اليمنية هى الاخرى بطلب مماثل الى المنظمة الدولية مشيرا الى ان الطلب اليمنى المتأخر جنب بلاده الدخول فى نزاع مع الصومال بشأن وضع ارخبيل سوقطرى .
وقال المدير التنفيذى ان مطالبة الصومال بوضعها الحالى بحقها فى ارخبيل سوقطرى يعد مؤشرا خطيرا مؤكدا أهمية تعزيز التواجد اليمنى فى جزر الارخبيل ورفع مستوى الخدمات المقدمة وإتخاذ الاجراءات التى تؤكد يمنية سوقطرى .
قاعدة أمريكية
وفي سياق متصل قال مراقبون لـ صحيفة «الوطن» السعودية في وقت سابق من الشهر الجاري أن هناك "توجهاً واضحاً لدى حكومتي واشنطن ولندن لترتيب تواجدهما الأمني باليمن، في خليج عدن وباب المندب".
ووفقاً لصحيفة "الحق" اليمنية المعارضة، فإن ميناء جوي مدني جديد بني بسقطرى، بهدف تعزيز السياحة، وبني لـ"يتماشى مع المواصفات العسكرية الأميركية"، وبحسب مصادر صحيفة "الحق" فإن إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في سقطرى، هو "جزء من عملية واسعة لعسكرة المحيط الهندي، لتعزيز الدور الرئيسي لقاعدة ديجو جارسيا العسكرية الأميركية في أرخبيل تشاغوس، الذي يعد من أكبر القواعد العسكرية الأميركية فيما وراء البحار، ويبعد عن أرخبيل سقطرى قرابة 3000 كلم".
وتضيف «الوطن السعودية» بحسب المراقبين إن "صنعاء أخذت ضوءاً أخضر، باستخدام القوة والعنف لحل مشكلة الجنوب ، في مقابل منح الأميركان حق امتياز إقامة قاعدة عسكرية لترتيب منطقة خليج عدن وباب المندب، تحسباً لترتيب وضع إيران في المنطقة، خلال المرحلة القادمة".
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية هي الأخرى كانت قد نشرت تقريراً لها بهذا الخصوص ، جاء فيه أن "واشنطن انتهزت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، الفرصة لابتزاز النظام اليمني وإخضاعه لرغباتها، ورغم وقوف صنعاء معها كحليف في حربها العالمية ضد الإرهاب، إلا أن أميركا لم تقنع بهذا، فهي تريد الهيمنة التامة على اليمن لأهميته الاستراتيجية". وتشير الصحيفة إلى وجود صراع دولي غير معلن، بين واشنطن وحليفتها بريطانيا في اليمن.
وتشير الصحيفة إلى بعض المعلومات المسربة حول لقاء سابق عقد في فبراير من العام الجاري، بين الرئيس علي عبدالله صالح، وديفيد بترايوس رئيس العمليات الأميركية في المنطقة الوسطى، إلى منح الولايات المتحدة حق إقامة قاعدة عسكرية جوية في سقطرى، لمحاربة "الإرهاب العالمي"، و"قراصنة البحار" المنطلقين من سواحل الصومال.
وتمثل جزيرة سقطرى أهمية حيوية للولايات المتحدة حيث تقع في تقاطع الممرين البحريين الاستراتيجيين، البحر الأحمر وخليج عدن.
مسرحية وبيع سيادة
مراقبون جنوبيون اعتبروا - في اتصال مع «وكالة أنباء عدن» - أن حديث صنعاء عن نزاع "أممي" مع دولة الصومال حول "أرخبيل سقطرى" هو حديث مخطط له سلفا ، ويأتي لاستكمال صفقة تحويل أرخبيل سقطرى (الجنوبية) إلى قاعدة أمريكية مقابل ضمان أمريكي يشرعن بقاء الاحتلال اليمني لدولة الجنوب من خلال توفير الدعم المادي واللوجستي لصنعاء تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب" في قرى ومدن الجنوب التي تشهد تواجد عسكري مكثف وغير مسبوق.
مؤكدين أن نظام صنعاء له تاريخ طويل في عقد صفقات مماثلة فرط فيها بسيادة اليمن الشمالي ودولة الجنوب المحتل .
ونوهوا "إلى أن صنعاء تدرك استحالة بقائها في عدن ، ولذلك فإن بيع جزر أرخبيل سقطرى لأمريكا ضمن إخراج مسرحي اتخذ من الصومال - التي لا زالت غير قادرة على حماية سيادتها - عنوانا لهذه المسرحية، سيأتي ضمن مسلسل بيع ونهب واستنزاف ثروات وأراضي وعقارات دولة الجنوب المستمر منذ العام 90م".
حراك في سقطرى
واختتموا حديثم لـ «ANA» بدعوة قادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج وفي مقدمتهم الرئيس علي سالم البيض ، إلى تفعيل ودعم دور الحراك الجنوبي في الجزيرة التي يتم التآمر عليها "جهارا" ، حسب تعبيرهم ، داعين وسائل الإعلام الجنوبية المختلفة و «قناة عدن» إلى تسليط الضوء على أهالي سقطرى وتلمس معاناتهم ، وكشف مخططات الاحتلال الرامية إلى بيعها.
الجدير الإشارة إليه أن "سقطرى" تمثل أهمية حيوية للدول الاستعمارية الكبرى ، خاصة للولايات المتحدة الأميركية، حيث إنها تقع في تقاطع الممرين البحريين الاستراتيجيين "البحر الأحمر"، وخليج "عدن"، ما يعطيها أهمية أنها تمثل ممرا حيويا لناقلات النفط، فمن خلال هذه الممر البحري الاستراتيجي يدلف جزء كبير من المنتجات الصناعية الصينية.
ثم إن التجارة البحرية القادمة من جنوب وشرق أفريقيا، باتجاه أوروبا الغربية، تأخذ أيضا هذا المسار إلى "سقطرى" من خلال خليج "عدن" والبحر الأحمر، وبالتالي فإن وجود قاعدة عسكرية فيها، سيمكنها من فرض السيطرة على حركة السفن من وإلى خليج "عدن"، بما في ذلك السفن الحربية.
من إياد قاسم