[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]03-ديسمبر كانون الاول-2010
خرجت السلطة في اليمن عن صمتها بعد أيام من بدء نشر موقع ويكيليكس تسريبات للمراسلات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرت وقائع جلسات مغلقة للقاءات مسؤولين أمريكيين مع العديد من كبار القيادات اليمنية.
وانتقدت صنعاء بشدة ما يتعلق بجانب اليمن في هذه التسريبات ووصفتها بـ(الملفّقة) وأنها تفتقر للصحة والمصداقية، كما أن التسريبات التي نسبت موقفا قاسيا لمساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف حيال الوضع في اليمن أحدثت امتعاضا كبيرا لدى صنعاء غير أنها رفضت التعليق على ذلك.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية حيال موضوع الوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس الالكتروني حول اليمن، إن 'ما جاء في تلك الوثائق حول ما دار بين المسؤولين اليمنيين والجانب الأمريكي لا يعتبر نقلا دقيقا وصحيحا لحقيقة ما دار بالفعل في تلك اللقاءات، بل انطوى على تلفيقات لا اساس لها من الصحة'. ونشرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية تعليقا لوزارة الخارجية اليمنية حول تسريبات ويكيليكس قالت فيه إن 'مواقف اليمن واضحة ومعلنة وغير مزدوجة، وتعامله مع أشقائه وأصدقائه ينطلق من ثوابته الوطنية والقومية، وأن اليمن يبني علاقاته مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بثوابته وسيادته'.
وأوضح أنه في إطار هذا التوجه الدبلوماسي اليمني الواضح يتأكد 'ان ما تضمنته تلك الوثائق ونشرها لا يهم الجمهورية اليمنية بشيء'، في محاولة من السلطة في اليمن إلى التنصل من محتويات هذه الوثائق الأمريكية المسرّبة، التي وصفتها الصحافة اليمنية بـ(زلزال ويكيلكس). وأعربت الخارجية اليمنية عن أسفها الشديد وشكواها من أن 'اليمن ظل يعاني من الافتراءات في بعض وسائل الإعلام لتشويه مواقفه والنيل من سمعته'.
وكان موقع ويكيليكس نشر تسريبات للعديد من الوثائق تتعلق بمراسلات دبلوماسية لاجتماعات سرية بين القيادة اليمنية والعديد من القيادات العسكرية الأمريكية التي زارت اليمن خلال العام الجاري، بالإضافة إلى نشر الموقع لتسريبات حول اجتماعات مماثلة بين القيادة السعودية ومسؤولين أمريكيين حول الوضع في اليمن.
ونشر الموقع وثيقة للسفارة الأمريكية في الرياض أرسلتها في أيار (مايو) 2009 عن مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز قال فيها 'لدينا مشكلة اسمها اليمن'.
ونشرت الوثيقة الأمريكية وقائع اجتماع للأمير السعودي مع المبعوث الأمريكي لأفغانستان وباكستان في الرياض ريتشارد هولبروك في أيار (مايو) من العام الماضي وذكرت أن محمد بن نائف وصف اليمن بأنه 'دولة فاشلة'
وأيضا 'بالغة الخطورة إلى أبعد حد'. وذكر الموقع أن هذه البرقية الأمريكية أجازها هولبروك بنفسه والتي قالت ان 'السعوديين يريدون أن يكون صالح زعيما قويا... لكن رؤيته لليمن تقلصت لتقتصر على صنعاء وهو يفقد السيطرة على باقي البلاد'.
وكشفت هذه الوثيقة الأمريكية أن السعودية ترى أيضا انه مع رحيل المستشارين القدامى للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أصبح يعتمد على نجله الأكبر العميد أحمد علي صالح، قائد الحرس الجمهوري ومسؤولين آخرين أصغر سنا، قالت الوثيقة أنهم 'يفتقرون إلى صلات قوية مع القبائل التي تهيمن على معظم أرجاء اليمن'.
والتزمت السلطات اليمنية الصمت حيال هذه التسريبات المنقولة عن المسؤولين السعوديين، ولكنها أصيبت بالامتعاض الشديد جراء هذه المواقف غير المتوقعة من مسؤولي الجارة السعودية، خاصة أن تسريبات ويكيليكس المنقولة عن صنعاء أظهرت ارتياحا يمنيا للتعاون الأمني وللعلاقات الدبوماسية مع الرياض، في حين أبرزت امتعاضا من موقف الدوحة حيال الشأن اليمني. وتوقع العديد من المراقبين أن تلقي هذه التسريبات عن مواقف المسؤول السعودي عن ملف مكافحة الإرهاب محمد بن نايف بظلالها القاتمة على مستقبل العلاقات اليمنية السعودية.
وقالوا لـ'القدس العربي' إن 'تسريبات موقع ويكيليكس للوثائق الأمريكية ربما تحدث شرخا في العلاقات اليمنية السعودية، خاصة وأنها كشفت (الازدواج السعودي) في المواقف تجاه الوضع في اليمن'.
وأرجعوا أسباب الاحتمالات المتوقعة لتدهور العلاقات اليمنية السعودية، إلى أن اليمن تعاون مع السعودية بكل ثقله في جبهة مكافحة الإرهاب كما خاض معها حربا ضروسا لمجابهة المتمردين الحوثيين على الحدود المشتركة بينهما نهاية العام الماضي وحتى مطلع العام الجاري.
وجاءت هذه التسريبات لمواقف الأمير محمد بن نايف حيال الوضع في اليمن، بعد أسابيع فقط من موقف سعودي آخر أثار استياء السلطات اليمنية والمتعلق بقيام السلطات السعودية بإبلاغ أجهزة الاستخبارات الأمريكية بوجود طرود متفجرة مرسلة من اليمن على طائرات متجهة نحو الولايات المتحدة، في حين كان اليمن يتوقع إبلاغه أولا بهذه المعلومات الاستخبارية، في إطار التعاون الأمني بين الرياض وصنعاء، كما أن مصدر هذه المعلومات كان عنصرا من القاعدة سلّم نفسه للسلطات اليمنية والتي بدورها سلمته للرياض.
وكانت العلاقات اليمنية السعودية تصاب بـ(الاضطراب) بين الحين والآخر، بسبب الوضع على الحدود بينهما، غير أن التحديات الأمنية للبلدين الجارين دفع بهما خلال السنتين الأخيرتين نحو تجاوز خلافاتهما والتوجه الجاد نحو تعزيز مستوى التعاون الأمني لتشكيل جبهة قوية لمواجهة تهديدات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له ويتشكل من قياديين يمنيين وسعوديين
وكان موقع ويكيليكس قد نشر وثيقة مفادها أن السعودية مستاءة لانفلات سيطرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على بلاده، ورات انه لا يستطيع فرض سيطرته سوى على العاصمة صنعاء.
وجاء الاستياء السعودي عبر مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، أثناء لقائه المستشار الخاص لأميركا هولوبورك، في وثيقة صادرة من السفير الأميركي بالرياض لبلاده.
وحمل اللقاء وفق "ويكيليكس" أن الأمير محمد قال للمستشار الأميركي، إن تنظيم القاعدة وجد بيئته الخصبة للنمو في أرض اليمن، واعتبر الأمير محمد أن اليمن يفقد سيطرته على مناطق القبائل؛ التي تعتبر جزءا مهما في القضاء والتعاون على أية حركات تمردية أو إرهابية.
وذكر الموقع أن الأمير محمد قال إن الرئيس اليمني صالح بدأ بفقد سيطرته على أجزاء كبيرة من المدن اليمنية، معللا ذلك لكون الروابط بين القبائل معدومة، إضافة إلى أن الرئيس صالح لجأ الى تعيين مستشارين ليسوا على دراية بالواقع عكس من سبقهم من المستشارين.
وأوضحت الوثيقة أن الأمير محمد بن نايف أطلع المستشار الأميركي هولوبورك على الاجتماعات التي تعقد خلال العام مابين الجانبين السعودي واليمني، والتي يترأسها عن الجانب الأول ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأوضح الأمير محمد أن بلاده كانت تقدم الهبات لليمن على شكل مساعدات نقدية، إلا أن السعودية لم تر أية بوادر لهذه الأموال على أرض الواقع.
كما اشار الأمير محمد بن نايف إلى أن السعودية غيرت الطريقة "النقدية" المباشرة التي تدعم اليمن بها، واستبدلتها بزرع وإنشاء المشاريع والمرافق، حتى ترى الشعوب اليمنية هذه الأعمال وتقوم بطرد الجماعات المسلحة التي تتخذ من أراضيها مقرا لها.
والجدير ذكره أن السعودية أعلنت وفق مصدر مسؤول رفضها لكل ما نشر من وثائق في موقع ويكيليكس، معتبرة أن الأمر غير جدير بالتعليق عليه، وهو ما ذهبت إليه الحكومة اليمنية برفضها لكل ما نشر عبر هذه الوثائق.